أحد رواد النشر لروايات الأطفال والشباب في مصر والعالم العربي وصاحب مشروع القرن الثقافي "روايات مصرية للجيب" الذي خرج منه عدد من المؤلفين الشبان.. إنه مصطفى حمدي صاحب ومدير المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر، والمشرف العام على الأعداد والسلاسل التي تصدرها المؤسسة الذي يوافق اليوم الذكرى السابعة لوفاته.
نشر مصطفى حمدي "روايات مصرية للجيب" و"رجل المستحيل" و "زهور" و"ملف المستقبل" و"ما وراء الطبيعة" و"المكتب رقم 19" و"فلاش" و"زووم" و"كوكتيل 2000" و"ع 2X" هذا إلى جانب العديد من الكتب الدراسية للمراحل التعليمية المختلفة مثل "سلاح التلميذ" وغيرها من المؤلفات التي صدرت عن "المؤسسة العربية الحديثة" في تقديم أجيال متعاقبة من المؤلفين والرسامين والمخرجين والمصممين والمنفذين.
ويقول الدكتور أحمد خالد توفيق عن حمدي مصطفى ومشروعه الثقافي الذي قدمه للمجتع بشكل عام في رواية تحت عنوان "30"، التي صدرت بمناسبة مرور 30 عاما على دار النشر التي أسسها مصطفى: "لم أدرك ضخامة هذا المشروع الذى قدمة حمدي مصطفى إلا عندما أدركت أن هناك جيلاً كاملاً قد تربى على هذه الكتيبات، صار أبنائه فى كل مكان منهم الطبيب والصيدلى والقاضى والعالم والضابط".
ويضيف "رحل حمدى مصطفى بعد معاناة طويلة مع المرض، وكنت أراه فى داره التى لم يغادرها طيلة 3 سنوات يبتسم لى رغم كونه فى مشهد أليم حيث تقف بجواره خادمة ريفية تضع السماعة على أذنه لأن يديه لم تعد قادرة على حمل الهاتف وتشعل له لفافة التبغ وتضعها بين شفتيه ليأخذ نفس ثم تنفضها".
في هذا المشهد المؤسف والمضحك للغاية الذي جعل مصطفى حمدي لم يكن قادرًا على رفع اللفافة إلى فمه والإقلاع عن التدخين لم يفكر لحظة أن يتوقف ويكف عن العمل، فقد كان يقضي يومه في قراءة جميع الأعمال الجديدة وشروط مناقصة آلة الطباعة التي ينوي شرائها ومشاكل الضرائب والأحبار ونوعية الورق والمبيعات والفواتير وفض مشاجرات العاملين في المطبعة.
ولهذه الأسباب عندما عرض على الدكتور أحمد خالد توفيق أن يقدم عددًا خاصًا بمناسبة 30 سنة على صدور "روايات الجيب" تحمَّس بشدة، قائلاً: "يجب أن يستحق هذا الكتاب أن يهدى إلى ذكرى الرجل العظيم الذي كان بيننا".
تعليقات الفيسبوك