"على كل شكل ولون".. طلاب "نوعية" يزينون العباسية بصور المرأة المصرية
ميدان "العباسية" في ثوبه الجديد.. طلاب "تربية نوعية" يحتفون بـ"المرأة المصرية"
طلاب تربية نوعية يزينون شوارع العباسية
بين الأزرق والأخضر والأصفر والأحمر، اصطبغت أعمدة "العباسية" بمختلف الألوان، وكونت أشكالا متعددة للمرأة المصرية التي صورت بشكل معاصر من كافة المدارس الفنية، فتارة كانت طبيعية وأخرى تجريدية وثالثة كلاسيكية ورابعة رومانسية، فجعلت من الجدران الصماء التي كانت وجهة المارة لقضاء حاجتهم أو رمي القمامة أو كتابة العبارات المسيئة، وحولتها إلى أخرى مبهجة تجذب أعين المارين بها لالتقاط الصور والإشادة بها والتساؤل عن أصحاب تلك اللمسة.
طلاب كلية التربية النوعية لجامعة عين شمس.. هم كلمة السر وراء ذلك التغيير الذي شهدته العباسية، على مدار 3 أسابيع من العمل اليومي، حيث حمل ما يقرب من 120 طالبًا، معداتهم الفنية لرسم تلك اللوحات، بدأوها بتبيض الجدران ومنازل ومطالع الكباري بالميدان، ثم رسم تلك اللوحات ومن ثم طلائها بالألوان المختلفة، بمساعدة حي الوايلي ضمن مبادرته "معا لنرتقي".
لم تكن مشاركة الطلاب بتلك المبادرة هي بمحض المصادفة، وإنما بدأ الأمر منذ أكثر من عام، حينما اقترحت الدكتورة نهى عبدالعزيز، أستاذ الرسم والتصوير بالتربية النوعية، استغلال جراح الكلية لصناعة جدارية مميزة تثبت فيها قدرة الطلاب على تغيير تلك المساحة لمنطقة مبهجة ومنافستهم لطلاب الفنون الجميلة، والتي ضمت صورا للمرأة، للتأكيد على كونها قادرة على تغيير الواقع بدورها، وهو ما أبدى محافظ القاهرة السابق ورئيس جامعة عين شمس إعجابهم الشديد بها في حفل الافتتاح لها، ومن ثم طلبوا من الدكتورة نهى المساعدة في مبادرة حي الوايلي.
وتجميل جدران المدينة الجامعية للشباب بالعباسية كانت ثاني وجهات طلاب التربية النوعية، فصنعوا رسومات بامتداد 265 مترًا وطول 7.5 متر، تنوعت بين الشخصيات المصرية المميزة، والتي احتاجت منهم أسبوعين من العمل المتواصل في بداية شهر رمضان الماضي، وهو ما كان يدفعهم إلى تناول الإفطار في الشارع بجانب المدينة، وهو ما أعادوا فيه الكرة مرة أخرى وأثبتوا مهاراتهم للمرة الثانية.
"في البداية كان هدفي أعرف الناس بكلية تربية نوعية، لأن كتير أوي ميعرفوش عنها حاجة وفاكرين حاجه أي كلام، مع أن فيها فنانين وموهوبين كتير جدا قدراتهم زي فنون جميلة وتطبيقية".. بهذه الكلمات شرحت الدكتورة نهى، لـ"الوطن"، هدفها من جداريتها الأولى التي صنعتها مع الطلاب ببادئ الأمر، بالإضافة إلى خلق شخصية خاصة لهم، موضحة أنها تختار الرسومات أولا ثم تصميمها على الكمبيوتر وطباعتها لاحقا وتوزيعها على الطلاب لرسمها بألوان الطلاء على الجدران والأعمدة.
الدكتورة نهى: جدرايات العباسية ضمن مبادرة "معا لنرتقي" لحي الوايلي.. ونفسي السيسي يجي يفرح بأولاده
وأضافت أن رسومات العباسية الحالية شارك فيها خريجين من الكلية لرغبتهم في تجميل الميدان وتحسينه بدلًا من استخدامه بطريقة خاطئة، لذلك وفرت لهم الجامعة الألوان والمعدات الفنية، بينما ساعد الحي في حمايتهم وتوفير المعدات من الونش وغيرهم أثناء رسمهم، والذي كان يبدأ يوميا عقب العصر وحتى الساعات الأخيرة من الليل، حيث تم تزيين كافة الجدران والكباري والأعمدة البالغة 24 عمودا، موضحة أنها كانت تتولى الأمر بمساعدة أثنين من الأساتذة بالكلية.
أيام قليلة وتنتهي جداريات العباسية، في انتظار افتتاحها على يد المحافظ ورئيس الجامعة أيضا، بحسب أستاذ الرسم والتصوير، مضيفة: "ونفسنا الرئيس السيسي يشهد الافتتاح كمان علشان يشوف أولاده وشباب مصر بيعملوا ايه علشان بلدهم ويفرح بإنجازهمط، متمنية أن تنتشر "عدوى فنية" بين جميع الكليات المناظرة ويظهروا بأعمالهم خارج جدران الجامعة وتعريف الجميع بفنهم.
وتمنت بسنت رأفت، إحدى خريجين التربية النوعية والمشاركين في المبادرة، بانتشار ذلك الأمر والاستمرار في تجميل مناطق أخرى بالقاهرة، خاصة بعد ارتباط المشاركين ببعضهم بشدة، قائلة: "قضينا أوقات جميلة جدا في الرسم ده كنا بنفطر ونتغدى ونتعشى مع بعض طول اليوم، بس كله بيهون لما بنشوف النتيجة الجميلة في الآخر".
"المرأة المصرية".. كانت الأساس في الرسومات لرغبة الطلاب في إبراز دورها وأهميتها بالمجتمع، وأنها صاحبة الفضل في تزيين عقول الجميع بأدوارها المتعددة في مصر، مع إضفاء لمسات شعبية معاصرة عليها المبهجة التي تتناسب مع الشارع ولجذب المارة، على حد قول الفتاة العشرينية، مضيفة أنهم كانوا يجدوا ردود فعل مشجعة للغاية من المارة بالفعل طول فترة العمل.