وعود جديدة تعيد الأمل لصيادين بحيرة قارون بعودة الثروة السمكية بالفيوم
صورة أرشيفية-أعمال التكريك ببحيرة قارون بالفيوم
يواجه الصيادون في محافظة الفيوم، تلوث مياه بحيرة قارون، مصدر رزقهم من الأسماك، منذ سنوات، إلى أن جاءت وعود اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم الجديد، لهم في لقائه بممثلين عنهم، خلال زيارته للبحيرة خلال الأيام الماضية، بالاهتمام بحل تلك المشكلة.
وعلى الرغم من محاولات عديدة للمحافظين السابقين لحل مشكلة البحيرة، كان آخرهم الدكتور جمال سامي، محافظ الفيوم السابق، الذي بدأت أعمال إقامة فلاتر للمياه على المصرف الذي يصب مياهه المختلطة بمياه الصرف الصحي في البحيرة، إلا أن الصيادون لم يكن لديهم أملا في عودة الحياة للبحيرة بسبب عدم إنزال سوى كميات قليلة من الحصص المقررة من زريعة الأسماك.
وقال عبدالحفيظ الزيات، نقيب الصيادين بالفيوم، في تصريح خاص لـ"الوطن"، صباح اليوم، المحافظ الجديد التقى بنا واستمع جيدا لما طرحناه من مشكلات الصيادين وبحيرة قارون ومقترحاتنا لحل تلك المشكلات، عندما كان يتفقد مشروع التكريك بالبحيرة، مضيفا، وبالصدفة كان موجود بالمكان رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية، وعدد من المختصين، ووعدنا المحافظ بأن تعود البحيرة مرة أخرى، وأنه جرى وقف أعمال الصيد فيها من منتصف الشهر الجاري وحتى نهاية ديسمبر المقبل، لإتاحة الفرصة لنمو الزريعة من الجمبري التي جرى إنزالها مؤخرا.
وأضاف نقيب الصيادين بالفيوم، توجهنا في اليوم التالي إلى ديوان المحافظة، وحضرنا اجتماع بمكتب المحافظ بحضور عدد من المسؤولين بالثروة السمكية، ورئيس جمعية الريان، ووكيل وزارة الري بالفيوم، الذي أفادنا بأنه سيجري زيادة منسوب مياه البحيرة 80 سنتيمترا لتعود إلى مستواها الطبيعي وخفض نسبة الملوحة بها.
ومن جانبه، قال اللواء أشرف عزيز، عضو مجلس النواب، عن محافظة الفيوم، وعضو لجنة استلام الزريعة من الأسماك لبحيرة قارون، أن مشكلات بحيرة قارون في طريقها للحل، لأن مشروع التكريك انتهت المراحل الأولى منه ويجري العمل في المرحلة الثانية، وأن قرض البنك الأوروبي الخاص بمواجهة مشكلة الصرف الصحي، سيكون له دور كبير في حل مشكلة تلوث مياه البحيرة.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، بدأت في دراسة مشروع توصيل الصرف الصحي للقرى التي تصب مياها على بحيرة قارون وتتسبب في تلوثها، وأن مديرية الري تعهدت بزيادة كمية المياه التي تصب في البحيرة لتخفيف نسبة الملوحة، بالإضافة إلى أنه هناك تعاون كبير حاليا بين الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، والمحافظة، وصدرت تعليمات مشددة من مكتب المحافظ، ومدير الأمن لشرطة المسطحات المائية، بتشديد الرقابة على الصيد الجائر في فترة منع الصيد، للحيلولة دون صيد الزريعة ومنحها الفرصة كاملة للنمو.
وتابع النائب: طلبت من المحافظ تجديد طلب 5 مليون وحدة زريعة متنوعة من الأسماك لإنزالها ببحيرة وادي الريان، التي لا تعاني مشكلة التلوث، لزيادة كميات الأسماك فيها.
وتفقد محافظ الفيوم الجديد، بحيرة قارون منذ نحو 9 أيام، التقى خلالها بممثلين عن الصيادين، وبحضور المهندس أيمن محمد أحمد، مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية، والمهندس علاء عبدالسلام، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري، ومدير إدارة شرطة البيئة والمسطحات، وعدد من نقابة الصيادين وممثل عن شركة "أميسال".
وتعهد المحافظ، خلال اللقاء، بأنه سيجري التواصل مع رئيس هيئة الثروة السمكية ونائب وزير الزراعة لتزويد البحيرة بزريعة الجمبري مرة أخرى، وتفعيل قرار بفترات السماح والتوقف عن الصيد في البحيرة، وأنه سيجري توفير كابل بطول 400 متر لتشغيل البدالات التي تمد المياه الداخلة إلى البحيرة بالأكسجين، وتفعيل قرار بتغليظ العقوبة على السيارات التي تنقل الأسماك بدون تصريح نقل من الجهة المصدرة للأسماك، وأثنى على مشروع الحزام الآمن، وأكد أنه سيجري التوسع فيه خلال الفترة المقبلة.
وشدد محافظ الفيوم، خلال الاجتماع على ضرورة التنسيق بين هيئة الثروة السمكية وشرطة البيئة والمسطحات المائية لحل مشكلات الصيادين، وطالب رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بعرض مذكرة عن مناسيب المياه في بحيرة قارون والريان.