مع اقتراب ذكرى وفاته.. "ناصر مع العمال" مواقف لا تُنسى
الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
يعتبر عصر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الملقب بأمير الفقراء، هو العصر الذهبي لعمال مصر بمختلف القطاعات، ولا سيما أنه جاء من رحم الطبقة العاملة، وكان ابنًا لموظف بسيط يعمل في مصلحة البريد المصري، فكان يحرص دائمًا على حقوق العمال والفلاحين، وأبناء الطبقة الكادحة، وعندما تقلد منصب رئيس مصر اهتم بالصناعة وقاد البلاد لثورة صناعية حقيقية، ومع اقتراب ذكرى وفاته، 28 سبتمبر 1970، يرصد "الوطن" بعض من الجوانب الإنسانية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
عبد الناصر ينصف عمال التراحيل بسبب بؤجة «عم جابر»
و من العمالة المهمشة التي انصفها عبد الناصر هم عمال التراحيل، وجاء ذلك عن طريق الصدفة أثناء رحلة لناصر إلى محافظة أسوان.
وتأتي الصدفة عندما توقف القطار فى إحدى المحطات ففوجئ عبدالناصر ومرافقيه برجل بسيط يصرخ بصوت عالي: "أنا جابر السوهاجي يا ريس" ويلقى ببؤجة تجاه الزعيم لتقع امامه، وانتشر الرعب والزعر بين حرس ومرافقي الرئيس.
قام أحد ضباط حرس ناصر بفتح البؤجة بحذر شديد وكانت المفاجأة أنها كانت فارغة الا من رغيف بتاو وبصلة في منديل محلاوى، ولم يفهم أحد من الحضور ما الرسالة من وراء تلك البؤجة وما تحويه من رغيف وبصلة، و لماذا رمى الرجل بهاه؟.
ولكن عبدالناصر لم يكن يحمل اسم أمير الفقراء من فراغ، فكان الوحيد الذي فهم معنى هذه الرسالة وأطل برأسه بسرعة من القطار وأخذ يرفع صوته في اتجاه الرجل الذى ألقى بالصرة قائلا له: «الرسالة وصلت يا أبويا، الرسالة وصلت»!!.
عندما وصل ناصر إلى أسوان طلب من مرافقيه تقريرا عاجلًا عن عمال التراحيل وأحوالهم المعيشية، وبالفعل عمل مرافقيه على قدم وساق وانجزوا مهمتهم قبل المساء من اليوم نفسه.
وخرج الزعيم جمال عبدالناصر، في خطابه في اليوم نفسه متحدثًا الى أهالي أسوان قائلًا: "يا عم جابر أحب أقولك إن رسالتك وصلتني، وعشان كده قررنا زيادة أجر عامل التراحيل إلى 25 قرشًا في اليوم بدلًا من 12 قرشا فقط، وكمان مع تطبيق نظام التأمين الاجتماعي والصحي على عمال التراحيل"، وهي المرة الأولى في تاريخ مصر الذي كان يطبق نظامًا التأمين الاجتماعي والصحي على عمال التراحيل.
الزعيم يكلف بمعاش من جيبه لـ «مربيته في الصغر»
كانت الست "أم جودة" مربية الزعيم جمال عبدالناصر في مرحلة الطفولة، وكانت أرملة ولديها طفلين، وبانتقال أسرة عبدالناصر إلى القاهرة، قررت ترك أبناءها لأهلها وانتقلت بصحبتهم، و تولت خدمة جمال عبدالناصر في كل شيء، حتى مسح حذاءه.
ومع مرور الوقت اضطرت السيدة لترك العمل وملازمة المنزل، وحينما علمت بتولي عبد الناصر رئاسة مصر، وجهت إليه خطابًا تشكو فيه سوء المعيشة، اهتم ناصر على الفور بما جاء في الجواب، وكلف بصرف معاش استثنائي لها من جيبه الخاص قيمته 15 جنيهًا.
الصدفة تحول «امبابي» من البطالة إلى منزل الرئاسة
في إحدى المرات السفريات .. كان عبدالناصر مستقلاً قطارًا، والتقى صدفة بالشاويش إمبابي، الذي كان مجند معه في حرب 1948، وعندما استمع ناصر لأحوال مجنده، فوجئ بأنه عاطلا عن العمل، فأصدر قرارًا بتعيينه فراشًا في رئاسة الجمهورية، وظل يعمل بها حتى وفاته.
لم تمنع نكسة 1967 عبدالناصر من الاحتفال بعمال مصر في عيدهم، فاحتفل معهم في مصنع الحديد والصلب بحلوان، ويومها تحدث بكلمات كان لها فعل السحر على العمال حيث ارتفعت الروح المعنوية والعزيمة لديهم، فمزج في خطابه الهم الخاص بالعمال والهم العام المرتبط بالوطن، وطالبهم بالصمود لتحرير الأرض شبرًا شبرًا.