محال المناطق الشعبية تكسر قاعدة «الجواب يبان من عنوانه»: احنا شغلنا ماشى بـ«السمعة» مش بـ«الاسم»
مطعم فى باب الشعرية بدون لافتة
كسروا قاعدة «الجواب يبان من عنوانه»، فمحالهم وأنشطتهم التجارية بلا عنوان، بلا اسم، فى المناطق الشعبية يتوارى الاسم جانباً، لا وجود للافتة تحمل الاسم والنشاط، إما لعدم القدرة على تكلفتها أو لتهالكها، ويتصدر صاحب المحل باسمه وصفته وسمعته.
محل علافة فى شارع فتحى الموان بمنطقة الطوابق بفيصل، قرر صاحبه ممدوح أبوعودة، الاستغناء عن تعليق لافتة، يعلم جيداً أن تعليق لافتة بصورة جيدة قد يجذب له بعض الزبائن، لكنه يردد لأحد أصحابه، وهو يشرب من «الجوزة» التى يتبادلان دخانها: «مفيش بضاعة تستدعى الكلام ده، أصلها مكلفة، يعنى ممكن مكسبى فى اليوم مايجيش 15 جنيه، هعلق يافطة بكام وليه؟». يعرفه من يشترى منه باسم «أبوإبراهيم العلاف»، وهو يكتفى بذلك ويرضى به: «فين الزباين؟، هما كام واحد اللى عايز يشترى حاجة يقول لك رايح لعم إبراهيم وخلاص». يخرج من فمه موجات من الدخان الكثيف، يسعل ويمد يده بـ«الجوزة» لرفيقه ثم يقول: «أغلب المناطق الشعبية كده، شغالين من غير اسم ولا يافطة، الدكاكين اللى فى الشوارع الجانبية غير اللى بيهتموا فى الشوارع الرئيسية، دى ناس بتهتم بالاسم والدعاية».
مطعم بدون لافتة بشارع الصبان بمنطقة باب الشعرية، يعتمد صاحبه عبدالله سيد، على السمعة: «فى المناطق الشعبية كله بيعرف بعضه، لو سمعة المطعم كويسة هيربى زبون لوحده، من غير دعاية ولا لافتة». لو كان يعتقد أن هناك فائدة من وضع لافتة، لما تأخر عن وضعها: «الأهم فى المنطقة الشعبية جودة المنتج وسعره، المهم أكلنا يكون كويس وعاجب الناس، والمكان خلاص اتعرف».
يوفرون ثمن اللافتة ويكتفون بلقب صاحب المحل
للحاج على أبوسلامة رأى آخر يبرر به عدم وجود لافتة فوق محله لبيع المنظفات، الكائن بشارع فيصل، على الرغم من إيمانه بأهمية وجود اسم للمحل، ويراه كالاسم الموجود على البطاقة، حتى يعرف الزبائن ماذا يبيع، إلا أنه قرر خوض التجربة أولاً بعد أن قام بتأجير المحل: «لسه مأجره جديد، فقلت أجرب 40 ولا 50 يوم، المحل اشتغل هكمل وأعلق يافطة، ماشتغلش، خلاص هفضل على كده، وأقول مابدهاش». دكان تنجيد وبيع أنتريهات بأحد الشوارع الجانبية فى فيصل، يجلس بداخله صاحبه رضا الغلبان، لا لافتة ولا إشارة توضح ما يبيعه ويصنعه «الغلبان»، وهو ما اعتاد عليه طوال فترة عمله: «هنا فى الشوارع الجانبية، الشاطر هو اللى بيتعرف بالاسم كده، يقول لك رايح عند فلان أو علان، من غير لا يافطة ولا دعاية ولا بتاع». قانون المناطق الشعبية، وأساليب الدعاية، تختلف عن الشوارع الرئيسية، وهو ما يؤمن به «الغلبان» بشدة، ولا يجد أى فائدة من وضع لافتة لدكانه: «تكاليف على الفاضى وكده كده الناس بتجيلنا بالاسم والسمعة مش باليافطة».