"مؤشر الإرهاب" في أسبوع: 24 عملية بـ11 دولة.. وخبراء يحذرون من التصعيد
صورة أرشيفية
رصد مؤشر الإرهاب الأسبوعي التابع لدار الإفتاء، نحو 24 عملية إرهابية تم تنفيذها خلال الأسبوع الثالث من سبتمبر استهدفت 11 دولة في مناطق مختلفة أوقعت 181 ما بين قتيل وجريح.
وأكدت الدار، في تقرير لها، أن هذا الرصد يبين ارتفاع نسبي في خريطة العمليات الإرهابية خلال فترة الرصد مقارنة بالأسبوع الأول من الشهر نفسه؛ الذي رصدت فيه 19 عملية إرهابية في 9 دول.
وأوضحت الدار، أن العراق يأتي في المركز الأول على مؤشر الدول التي شهدت أكبر عدد من العمليات الإرهابية خلال فترة الرصد، بواقع 8 عمليات تركزت في مناطق "كركوك، والحويجة، وديالي وغرب الموصل" أودت بحياة 14 شخصًا وجرح 33 آخرين، ما يشير إلى تزايد وتيرة العنف والإرهاب داخل تلك المدن، ويأتي ذلك في ظل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلم المجتمعي وإعادة الإعمار في العراق، وكذلك في ظل المباحثات حول اختيار رئيس وزراء بعد اختيار السيد محمد الحلبوسي رئيسًا للبرلمان الأسبوع الماضي.
وجاءت أفغانستان في المرتبة الثانية على المؤشر بواقع 5 هجمات وتفجيرات نفذتها حركة طالبان وتنظيم داعش في مناطق "بلخ، وننجرهار، وفارياب وولاية فرح الغربية" خلفت 49 قتيلًا و13 جريحًا، وتزايدت موجة العنف مرة أخرى في أفغانستان مع تولية قائد جديد لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، وهو ما يؤكد أن الصراع الدامي سيكون نقطة التهديد الأساسية في إدارة الملف الأفغاني في مواجهة الحلول الدبلوماسية المطروحة.
وبيَّنَت الدار، أن الصومال حلت في المركز الثالث على المؤشر، بواقع عمليتين نوعيتين قامت بهما حركة الشباب خلال فترة الرصد، أودت بحياة 5 أشخاص بينما أصيب شخص في مقديشو ومنطقة شابيل، وتشهد الساحة الصومالية احتدام الصراع بين الحكومة الصومالية والقوات الأممية من جهة وحركة الشباب المجاهدين وتنظيم داعش من جهة أخرى.
وأضافت الدار، أنه فيما يخص الجماعات الإرهابية الأكثر تنفيذًا للهجمات، رصد المؤشر استمرار نشاط 8 جماعات إرهابية خلال فترة الرصد التي امتدت أعمالها في مناطق وأقاليم مختلفة "داعش، طالبان، بوكو حرام، حركة الشباب المجاهدين، القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وشبه جزيرة العرب، أنصار السنة، حزب المجاهدين ومنشقي القوات المسلحة الثورية الكولومبية"، كما رصد عمليةً نفذتها جماعة مجهولة في سوريا، فيما تذهب الترجيحات إلى تورط تنظيم داعش في تلك العملية، وقد شكلت تلك الجماعات تهديدًا أمنيًّا لتلك الأقاليم ومواطنيها، وتسجل تلك الجماعات والتنظيمات خطورة ذات مستوى شديد.
وأضاف أنه مع بداية الأسبوع الثالث لشهر سبتمبر شهدت فترة الرصد تنامي نشاط تنظيم داعش في العراق وأفغانستان؛ لافتة إلى أن التنظيم على رأس مؤشر الجماعات الأكثر قيامًا بالعمليات الإرهابية خلال الأسبوع بواقع 38% من عدد العمليات التي تم رصدها، وتتسع خريطة تمدد النشاط الإرهابي للتنظيم خلال الأسبوع.
وجاءت حركة طالبان في المرتبة الثانية على مؤشر الجماعات الأكثر قيامًا بعمليات إرهابية خلال فترة الرصد، ويأتي ذلك في ظل احتدام صراعها مع تنظيم داعش على النفوذ في أفغانستان، وفي محاولة لتحقيق الضغط على الحكومة الأفغانية في ظل توارد الأنباء عن محاولات حثيثة دولية لعقد مفاوضات بين الحركة والحكومة الأفغانية.
وتتقاسم حركة الشباب المجاهدين المحسوبة على تنظيم القاعدة المركز الثالث مع بوكو حرام وحزب المجاهدين الكشميري على قائمة مؤشر الجماعات الإرهابية بواقع هجومين لكل تنظيم في الصومال، ونيجيريا وكشمير على التوالي.
واختتمت الدار تقريرها، بتأكيد أن الجماعات المتطرفة تزاوج في أساليب تنفيذ عملياتها الإرهابية وفقًا لقدراتها المادية وحجم الأسلحة التي تحصل عليها، وأنه على النقيض من بعض التقديرات التي تؤكد انحسار هيمنة التنظيمات الإرهابية في كثير من المناطق التي كانت تسيطر عليها، فقد تصاعدت حدة نشاط التنظيمات الإرهابية في الآونة الأخيرة.
وتتمثل أهم أنماط الهجمات الإرهابية فيما يلي:
1- مهاجمة النقاط والحواجز الأمنية ومنازل أفراد الأمن: تزايدت عمليات استهداف نقاط الشرطة والأمن، وقامت خلايا التنظيمات الإرهابية بالهجوم على نقاط التفتيش والدوريات العسكرية.
ففي إقليم بلخ شمالي أفغانستان، هاجمت حركة طالبان حاجزًا أمنيًّا، الأمر الذي أدى إلى مقتل تسعة من أفراد الشرطة المحلية الأفغانية بينهم قائد.
وهاجمت الحركة قوات الأمن في إقليم غزنى بأفغانستان مما أسفر عن مقتل 5 وجرح اثنين.
وتعمل الحركة على تنسيق هجماتها وإطلاق عدد منها في الوقت نفسه بأكثر من ولاية؛ لإرباك القوات الأفغانية، وفي هذا الصدد هاجم مسلحو الحركة خمسة مناطق ومقاطعات أودت هذه الهجمات بحياة 27 من أفراد قوات الأمن الأفغانية.
وشَنَّت عناصر من تنظيم داعش عدةَ هجمات على نقاط تفتيش للقوات العراقية والحشد الشعبي، كان من أبرزها الهجوم على قرية في بلدة الحويجة، جنوب غرب كركوك، وقد أسفر عن مقتل شرطي ومدني، وإصابة مدني آخر.
كما اقتحمت مجموعة من المسلحين المختار أحمد مالك، وهو أحد أفراد الجيش الإقليمي في منطقة "شورات كولجام" في كشمير وقاموا بتصفيته، وفي 21 سبتمبر، اقتحم مسلحون منازل ضباط شرطة في منطقة شوبان في جامو وكشمير؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة ضباط.
2- استهداف المنشآت العامة: تصاعدت هجمات التنظيمات الإرهابية على المرافق العامة، ففي 16 أغسطس، هاجم مسلحو القاعدة في شبه الجزيرة العربية مبنى محافظة أبين باليمن، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود يمنيين إثر اشتباكات.
3- تزايد التفجيرات والعبوات الناسفة: تصاعد اعتماد التنظيمات الإرهابية على العبوات الناسفة والتفجيرات، ففي 15 سبتمبر، قام مسلحو حركة الشباب بزرع قنبلة مغناطيسية في سيارة أحد أعضاء البرلمان في مقديشو بالصومال، أدت إلى مقتل السائق وإصابة النائب بجروح خطيرة.
وفي 16 سبتمبر، جرح 6 أشخاص إثر انفجار دراجة نارية بالقرب من جراج في مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي في سوريا، كما أدت قنبلة قام مسلحو داعش بزراعتها في منطقة الحويجة، في 18 سبتمبر، إلى مقتل خمسة من ضباط الأمن العراقيين وجرح أربعة آخرين.
من جانبه حذر سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية وجود عمليات إرهابية في الجانب الليبي قريباً، رغم حالة الطوارئ التي يعلنها الجيش والشرطة.
وأشار "عيد" في تصريحات لـ"الوطن"، إلى أن نشاط الإرهاب في أفغانستان والعراق مؤشر خطير، مؤكدًا أن العراق يحتل المرتبة الأولى خلال الأسبوع الماضي، مشددًا على أن هذا نتاج فلول داعش الإرهابي.
وقال خالد الزعفراني الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن فلول تنظيم "داعش" وراء انتشار عمليات العنف من جديد، مبينًا أن العنف زراعة خصبة بداخلهم لن يتخلوا عنها.
وحذر "الزعفراني"، من انتشار عمليات العنف في أفريقيا خاصة مع تزايد عنف حركة الشباب المجاهدين المحسوبة وبوكو حرام.