بين "الرجبي" و"كرة القدم".. نيلسون يؤلّف بين قلوب "السود والبيض"
مانديلا حاملا كأس العالم
قمة "نيلسون مانديلا" للسلام ضمن فعاليات الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي في "نيويورك" تتزامن مع حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، لتوزيع جوائز الأفضل "The Best"، والمقام في العاصمة الإنجليزية "لندن"، ويتنافس فيه النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، على جائزتي أفضل لاعب في العالم، وجائزة "بوشكاش" لأفضل هدف في عام 2018.
صدفةٌ جمعت "قمة مانديلا" بيوم "فيفا" لتوزيع جوائز "الأفضل" في كرة القدم لعام 2018، ربما تكون في محلها، فعلاقة الزعيم الراحل بالرياضة كانت وثيقة، واستغلها في عدة مناسبات لإرساء السلام وإنهاء الحروب والقضاء على العنصرية في بلاده جنوب إفريقيا، وظل مواظبًا على حضور المناسبات الرياضية حتى سنوات عمره الاخيرة.
27 عامًا دفعها نيلسون مانديلا من عمره خلف القضبان، ثمنًا غاليًا من أجل الحرية والمساواة، وبعد خروجه من السجن وانتخابه رئيسًا لجنوب إفريقيا بعامٍ واحد، بدأ على الفور في استخدام الرياضة للقضاء على العنصرية بعد أن كانت أحد أدواتها في الدولة التي كان يسيطر فيها البيض على السود.
رياضتان رسميتان، كانت جنوب إفريقيا تمارسهما، رياضة الرجبي التي يمارسها البيض فقط، وكرة القدم لسكان البلاد السود، إلا أنه في عام 1995 فاز منتخب جنوب إفريقيا للرجبي ببطولة كأس العالم على حساب نيوزيلندا تحت أنظار مانديلا، الذي كان يرتدي قميص قائد المنتخب فرانسوا بينار وعليه الرقم الذي حمله في السجن خلال فترة التمييز العنصري "46664".
وبعد المباراة، قدّم مانديلا الكأس بنفسه لبينار، ليبدأ بعدها السود في الانجذاب لرياضة الرجبي التي كانوا يمقتونها، لأنها كانت محرمة عليهم لسنواتٍ طويلة، كانت خلالها لعبة للبيض فقط.
بعد عامٍ واحدٍ من فوز جنوب إفريقيا ببطولة العالم للركبي، استضافت الدولة التي خرجت حديثًا من متاهة العنصرية بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم، ليفاجئ مانديلا الجميع بارتداء قميص اللاعب الأبيض نيل توفي، قائد المنتخب آنذاك، خلال المباراة النهائية التي فازت بها جنوب إفريقيا على تونس بهدفين دون مقابل، وقدّم له رمز البطولة، في مشهدٍ جديدٍ من المشاهد التي استغلها الزعيم في الخروج من الرياضة بـ"شعبٍ واحد".
وخرج نيلسون مانديلا بعد البطولة بمقولته الخالدة: "كرة القدم والرجبي والكريكيت وغيرها من الرياضات لديها القدرة على تضميد الجراح".
في عام 2010، باتت جنوب إفريقيا أول منتخب إفريقي يمنحه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" شرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، ليتجمع كل الأطياف والألوان على أرض مانديلا زعيم السلام وتحت أنظاره، حيث حضر الاحتفالات الختامية للبطولة بعدما أعجزه موت حفيدته في حادث سير عن حضور حفل الافتتاح.