خبراء إعلام: «السوشيال ميديا» تضخم الحوادث وتثير الفزع
جرائم العنف الأسري
حالة من الفزع انتشرت بين الأسر المصرية خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد تزايد حالات القتل داخل الأسرة، وهو ما أثار انتباه خبراء إعلام استطلعت «الوطن» آراءهم، على خلفية انتشار أخبار وتفاصيل تلك الجرائم عبر وسائل التواصل الاجتماعى بمختلف أنواعها، وأكدوا أن الجرائم موجودة فى كل المجتمعات والعصور، لكن وسائل التواصل الاجتماعى هى المسئولة عن تضخيم الصورة أكثر مما يجب.
الدكتور محمد المرسى، رئيس قسم الإذاعة السابق بجامعة القاهرة، قال إن الجرائم الأسرية موجودة ما دام هناك بشر، وتحدث فى كافة المجتمعات، لكنها لا تمثل ظاهرة، وأرجع شعور الناس بضخامتها إلى ما يُنشر عنها فى مواقع التواصل الاجتماعى.
وأشار إلى أن «هذه الجرائم أصبحت محور اهتمام الجميع، وتركيز الوسائل الإعلامية نابع أيضاً من بشاعة مثل هذه الجرائم وابتعادها عن الرابط الأسرى والترابط والتراحم المنصوص عليه فى كافة الأديان». وأكد أن هذه الجرائم لا تمثل ظاهرة، لكنها استثناء عن كل ما هو دينى وإنسانى واستثناء عن الفطرة الإنسانية السليمة، داعياً وسائل الإعلام إلى عدم التركيز فى عرض كافة التفاصيل المؤلمة لمثل هذه الجرائم، وعلماء النفس والاجتماع إلى مناقشة دوافع مثل هذه الجرائم ومسبباتها النفسية والاجتماعية للتوصل لتوصيات وحلول للحد من انتشارها، خاصة مع اهتزاز نسق القيم والأخلاقيات فى المجتمع، ومع تدهور التربية والتعليم، وكذلك مع الصعوبات الاقتصادية التى تعانى منها الأسر فى حياتها اليومية.
وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الأسرة المصرية تعيش أوضاعاً اجتماعياً واقتصادية صعبة، من شأنها تعقيد ظروف تربية الأبناء وإضعاف نسيج العلاقات بين أفراد الأسرة، ومع عدم القدرة على حل المشاكل ومواجهتها يكون الحل الأخير هو القتل، كما رأينا فى الجرائم التى طالعتنا بها وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية. وأرجع «العالم» حالة اللغط التى صاحبت هذه الحوادث إلى انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعى، وقال: «السوشيال ميديا بتخلينا نعيش فى التفاصيل، وبعض الأفراد القريبين من الضحايا أو حتى المجرمين بيكتبولنا تفاصيل حية بأحداث على حساباتهم الخاصة، قد تصادق فى أوقات كثيرة التحقيقات الفعلية».
وتابع: «للأسف أصبح لدينا فراغ كبير، ووقت بنقضيه على المواقع دى، وهى المسئولة عن تضخيم الجرائم، والجريمة تكون موجودة من فترات، لكن انغماسنا فيها بيزيد إحساسنا بوجود المشكلة، على الرغم من وجود مشكلات أكبر بحاجة للحل».