"اشتري لضامة لماما".. حكاية 50 عاما قضاها "عبدالعزيز" في ترام فقوس
بائع اللضامة" بترام الإسكندرية
"اشتري لضامة لماما ولا تعب العين ومقمقتها"، جملة عابرة كفيلة أن تلفت انتباه جميع ركاب ترام باكوس في شرق الإسكندرية، خصوصًا أن من أطلقها رجل مسن يدعى سمير عبدالعزيز، يبلغ من العمر 65 عامًا، يسير وسط الركاب ليوزع الجمل الطريفة ويلطف الأجواء وسط زحام الترام بعد بدء الموسم الدراسي، محاولًا أن يلفت الانتباه لبضاعته البسيطة لعل أحد يعطيه 3 جنيهات مقابل شراء "لضامة للأبر".
يسير "عبد العزيز" يوميًا إلى محطة ترام باكوس شرق الإسكندرية بالقرب من مسكنه، يستقل أول عربة ترام تقابله، فلا يهمه وجهتها إذا كانت متجهة إلي محطة الرمل أو فيكتوريا فى الجهة العكسية، كل ما يهمه القفز داخلها، لعرض مهاراته في تسويق بضاعته التي لا تكلف المواطن سوى 3 جنيهات، فهي مجرد "لضامة أبر" للخياطة، ومن ثم يهبط منه مع أول محطة ليستقل ترامًا غيره.
"يلا يا سيدي اشتري لضامة لماما ولا تعب العيون ومقمقتها في لضم الأبرة.. ولا مراتك تقول لك كفاية قرف العيال وكمان ح اعمل لك زرار للقميص.. وتضطر تنزل بيه ولو حد سألك تعمل فيها سبع وتقول أصل الجو حر" بتلك القفشات الكوميدية يحاول "عبدالعزيز" جذب أنظار ركاب الترام الزرقاء لشراء بضاعته.
"لازم اكون بشوش واضحك الزبون عشان اعرف اطلع منه 3 جنيه، الناس بتتشقلب عشان تعرف تجيب لقمة عيشها .. والحمد لله"، هكذا وصف "عبدالعزيز" لـ"الوطن" سبب طريقته الكوميدية في البيع، مضيفًا "أنا شغال من 50 سنة الشغلانة دي، والأيام علمتني أن الكلمتين الحلوين والطريقة الحلوة هي اللي تكسبك الزبون، أصل الأهم من البضاعة هو تسويقها".
ويرى "عبدالعزيز" أن وسيلة الترام هي الأفضل لبيع بضاعته، حيث يراها أنها أرقى وسيلة مواصلات حكومية ولا يركبها سوى "العالم الرايقة" على حد وصفه، مشيرًا إلى أن الترام هو روح محافظة الإسكندرية.
ويضيف عبدالعزيز، "سنين شغلي جعلتني حفظت وجوه الكثيرين من رواد الترام، الوجوه اتبدلت والابتسامة راحت والروقان أصبح هم، حتى الناس عزفت عن الشراء مثل زمان.
ويتابع: "الناس من غلبها بقت تختار تتعب عينها على إنها تدفع 3 جنيه في لضامة"، مؤكدًا أن لديه 4 أولاد متزوجين ولديهم أبناء، ولكنه يصمم على استكمال عمله خصوصًا وأن الله انعم عليه بصحة وعافية.