بالصور| بعد "المراتب الفايبر والسوست".. حلقة القطن في طنطا "دون زبائن"
حلقة القطن
على مدار 7 عقود من الزمن، كانت مركزا لتجارة القطن، ومستلزمات المراتب وتجهيز فراش العرائس، "حلقة القطن بطنطا" من أقدم أسواق بيع الأقطان بمنطقة الدلتا، لم يعرف الهدوء لها طريقا حتى ظهرت مراتب "الفايبر والسوست"، فأصبح الشارع خاليا من الزبائن حتى في مواسم الأعياد.
شارع حلقة القطن يقع وسط مدينة السيد البدوي، من أقدم شوارعها وأحد معالمها التاريخية، تميز بمحلاته القديمة التي لم يغيرها الزمان، ظل بعضها محتفظا بالتجارة في الذهب الأبيض، والآخر استسلم للانهيار وغير من نشاطه.
يجلس فرغلي عبدالمجيد، أحد كبار تجار حلقة القطن، على كرسيه الخشبي، فى مدخل محله، يعود بفكره إلى أيام الزمن الجميل، قائلا، "زمان الناس كانت بتقف فى الطابور من أول الشارع لحد المحل وكان أصحاب المحلات بينظموا مدخل الحلقة والعربية إلى تدخل تروح على المحل الفاضي، القطن في المحلات مثل بعضه، كان الخير كتير والرزق كتير.. معرفش إية غير حال الناس؟".
يضيف الرجل الستينى، "هنا أكبر مكان كان يباع فيه القطن بحكم إن طنطا عروس الدلتا، والمعروف عنها زراعتها للقطن المصرى طويل التيلة، كان لنا زبائن من كل محافظات الوجه البحري، والقاهرة، يأتوا فى قبل الاعياد لشراء القطن ومستلزمات التنجيد للعروسين، كان سوق تجاري متكامل، بداية من القطن ومرورا بالقماش ونهاية بالمنجد".
وأشار "مع مرور الزمن ظهرت خامات أخرى غير القطن لجأ لها الكثير من الزبائن لسهولتها مثل الفيبر، بجانب ظهور المراتب السوست توقفت حركة البيع والشراء داخل الحلقة، وهناك عدد من المحلات غيرت نشاطها".
عبد السلام برغوت، من أقدم تجار حلقة القطن، يرجع سبب تدهور تجارة القطن بطنطا إلى أن القطن المصري طويل التيلة ويعتبر من أجود الخامات في صناعة المراتب، وبسبب تصديره إلى دول الخارج واستيراد قطن من سوريا قصير التيلة، ومن بعدها السودان بسبب الأوضاع السياسية في سوريا، بجانب عزف غالبية المصريين عن شراء المراتب العادية واللجوء إلى مراتب الفيبر والسوست".
وأشار "برغوت" إلى أن ارتفاع المواد الخام ساعد أيضا في تدهور المهنة، موضحا أن حاوية القطن تحتوي علي 60 قنطارا بحوالي كانت تستورد بـ 100 ألف دولار بما يعادل 6 و7 آلاف مصري، لكن بعد تحرير سعر الصرف اصبح سعر الحاوية بـ 17 و18 ألف جنيه، وهو ما أثر على حركة البيع والشراء.
وأضاف محمد عبد الفتاح، صاحب محل قطن، أن الحلقة كان يوجد به العديد من المهن التي تخدم بيع القطن مثل المنجد والعاملين في تجهيز فرش العرائس ولكن مع قلة حركة البيع والشراء اختفت هذه المهن.
وأشار إلى أن مازال تأتي له زبائن من القرى من مراكز المحافظة، والذين يحرصون على أن يكون جهاز العرائس من مراتب القطن وليس الفايبر.