"زيت زيتون سيناء".. مشروع يبحث عن التنمية والانتشار
أشجار الزيتون
تتميز سيناء بصفة عامة بزراعة أشجار الزيتون فهذا المحصول ملائم لطبيعة سيناء الصحراوية مع قلة المياه جنوب سيناء تنتشر بها مزارع الزيتون، وكان المزارعون يستخدمون وسائل عصر بدائية للحصول على الزيت وتعتبر مدينة رأس سدر هي أكبر المدن على مستوى المحافظة في إنتاج الزيتون وزيته يليها الطور ونويبع وكاترين.
عام 2006 تم تخصيص أرض على مساحة 10 آلاف متر مربع، لإقامة أول معصرة حديثة للزيتون بالمدينة بتكلفة 5 ملايين جنيه بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتم اختيار مدينة رأس سدر، لإقامة المعصرة لإنتاجها الكبير وقربها من محافظات الوادي والدلتا.
زيت الزيتون يتم عصره في المعصرة التابعة للجمعية الرزاعية بجنوب سيناء، وتوزيعه على منافذ وزارة الزراعة، ويتم توزيع الفائض على المحافظات المجاورة مثل السويس والإسماعيلية.
وقال المهندس عاطف حامد، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة جنوب سيناء إن أشجار الزيتون تعتبر من أهم الزراعات التي تشتهر بها محافظة جنوب سيناء وأهم المحاصيل الزراعية التي تنتج بالمحافظة خاصة النوع الخاص بإنتاج زيت الزيتون، حيث إن المحافظة تمتلك كل مقومات التربة والمناخ الملائمة لزراعته وتتصدر مدينة رأس سدر باقي مدن المحافظة في زراعة وإنتاج الزيتون، حيث تقدر المساحة المزروعة بالزيتون بها لعام 2017 حوالي 15 ألف و735 فدان موزعة على قرى أبو صويرة، رأس مسلة، المالحة وتقدر إنتاجية الفدان ما يقرب من 600 ك للفدان الواحد، كما يوجد بها مصنع لإنتاج زيت الزيتون بقرية أبو صويرة التابعة للمدينة والمصنع تابع للجمعية التعاونية الزراعية برأس سدر وتصل السعة الإنتاجية للمصنع طني زيتون في الساعة.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة أن معصرة رأس سدر تابعة لمديرية الزراعة وهي منحة من الاتحاد الأوروبي لخدمة مناطق كثيرة بالمدينة منها وادي سدر وأبو صويرة والمالحة ومنطقة العليقات، حيث إنها توفر فرص عمل لأهالي هذه المناطق بالإضافة إلى أنها تخدم باقي مدن المحافظة لكونها المعصرة الوحيدة على مستوى المحافظة.
وتابع أنه يوجد نوعان من الزيتون بالمحافظة نوع خاص بالتخليل وآخر خاص بإنتاج الزيت ومنه صنف الكوناكي والكورتينا والبنزلينوا والبيكوال وتتمتع هذه الأصناف بزيادة نسبة الزيوت بها، موضحا أن معصرة رأس سدر تستقبل 200 ألف طن من ثمار الزيتون بإنتاج 10 آلاف طن زيت سنويا موضحا أن جميع هذه الكميات تابعة للمزارعين ولا ولاية للمديرية عليها ويقوم هؤلاء المزارعين بتسويق المنتج بمعرفتهم ولكن المديرية لها حق ضبط السعر فقط حيث يتراوح سعر الكيلو للمواطنين ما بين 45 إلى 50 جنيها في منافذ البيع التابعة لمديرية الزراعة، وتعتبر هذه الأسعار في متناول الجميع.
وكشف وكيل وزارة الزراعة أنه جارٍ التنسيق مع وزارة الزراعة، لإقامة معصرة جديدة بمدينة الطور بنظام آلي جديد، حيث تتم عمليات العصر دون تدخل عدد كبير من العمالة، لتخفيف الضغط على معصرة رأس سدر، حيث إن جنوب سيناء من المحافظات التي تشتهر بزراعة الزيتون وإنتاجه بكميات كبيرة.
وأشار إلى أنه يوجد معصرة إرشادية بالمنطقة الصناعية التابعة لمدينة طور سيناء ولكن نمطها من الموديل القديم ولذلك نستغلها في النواحي الإرشادية والتدريبية فقط لأنها تعمل بنظام "الأبراش".
وقال محمد حامد، أحد المزارعين إن أسعار الزيت ارتفعت بنسبة 20٪ بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج فبعد أن كان سعر العبوة وزن كيلو جرام 40 جنيها ارتفع إلى 50 جنيها ثم 60 جنيها مطلع هذا العام ومدون على كل عبوة تاريخ الإنتاج ومكان العصر.
وأشار إلى أن جميع المزارعين هم من يقومون بالتسويق لمنتجاتهم مطالبا بإقامة معصرة بمدينة الطور لخدمة مدن خليج العقبة على أن تكون معصرة رأس سدر لخدمة مدن خليج السويس حيث إن تكلفة انتقال محصول الزيتون إلي معصرة راس سدر ارتفعت مما يجعلنا نحمل هذه التكلفة علي سعر كيلو الزيت.
وعن مراحل عصر الزيتون قال صالح عواد، أحد العاملين بمعصرة الزيتون برأس سدر، إن لزيت الزيتون فوائد عديدة حيث أنه يساعد في علاج أمراض القولون وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم وعلاج حصوات الكلى كما يقلل فرص الأزمات القلبية بنسبة 82%.
وأضاف "عواد" أن عملية استخراج زيت الزيتون تمر بعدة خطوات تبدأ من تنقيةِ ثمار الزيتون من الشوائب بالطريقة اليدوية أو التأكيد عليها من خلال فلاتر خاصةً ثم غسل الثمار بالماء الساخن لتجنب تأثير بعض المواد على طعم ونوعية زيت الزيتون يليها وضع الثمار في خطِ الإنتاج لطحنها بواسطة عمليات جرش مختلفة متساوية لجميع الثمار لفصل أكبر كمية من السوائل الموجودة فيها وتعتبر هذه الخطوة عملية العصر الأولى.
وتابع: "ثم تتم عملية التخليط والتقليب بشكل دقيق تحت درجة حرارة مناسبة ويتم تجميع الزيت لتسهيل فصلها عن المكونات الأخرى وخاصا الماء حيث تلعب درجة الحرارة دورا هاما في التأثير على لزوجة الزيت التي تتناسب معها بشكل طردي وذلك عند درجة حرارة تقارب الثلاثين درجة مئوية والهدف منها عدم التأثير على لزوجة الماء ومنع خلط الماء بالزيت والتأثير على كثافته وكذلك الحماية من التأثر بدرجة الحرارة التي تساهم في تغير الصفات الفيزيائية الخاصة به كتغير لونه إلى اللون الأحمر وارتفاع درجة حموضته ثم يتم فصل جزيئات الزيت من المواد المطحونة دون عمل تصفية نهاية حيث تبقى بعض جزيئات الزيت عالقة بالخليط فتحتاج إلى عملية أكثر دقَة للفصل تتمثَل باستخدام تقنية الطرد المركزي التي تفصل المواد عن بعضها البعض وإجراء عمليةِ تكرير له لأكثر من مرة وذلك بناء على قيمة كثافته المعيارية كما يتم استخدام النفايات الناتجة عن العملية الأخيرة كعلف للحيوانات".