الفقراء لا يرقصون الكيكي
الفقراء لا يرقصون الكيكي
ماذا لو رأيت وأنت فى طريقك للعمل مبكراً سيدة ترتدى ملابس بسيطة وتقف أمام صندوق للقمامة لأحد المحلات الشهيرة لتجمع بقايا من الطعام وتضعه فى كيس تحمله وتأكل من هذا الصندوق؟ بالتأكيد قرأت حكاية الرجل الذى سرق زياً مدرسياً لابنه وعندما قادوه لقسم الشرطة لم يجد ضابط الشرطة الإنسان إلا أن يخلى سبيله ويدفع ثمن زى المدرسة، هل سمعت عن طالب الهندسة الذى يعمل فى محل أحذية ليجمع تكاليف كليته ودراسته؟ هل سمعت وسمعت حكايات كثيرة عن معاناة مواطن يعمل فى أعمال (الفاعل) وهى أعمال الهدم والتكسير للمبانى، الذى يخرج واضعاً أدواته أمامه منتظراً هو وعشرات غيره لأى مقبل يطلبه للعمل اليومى، وفى كثير يعود آخر النهار خالى الوفاض؟ ما رأيك فى هذه الحكايات المليئة بالغم ونذهب سريعاً إلى مهرجان الجونة المثير، هل رأيت فنانى مصر الذين جسدوا معاناة فئات الشعب المطحونة فى كثير من الأفلام؟ هل رأيت عضو لجنة التحكيم المدعو أحمد مالك، صاحب الواقعة الشهيرة ضد جنود الشرطة؟!! هل تعرف أن هؤلاء هم نجوم المجتمع ولسان حاله! هل الحديث عن السلبيات التى رأيناها من هؤلاء الفنانين فى كل شىء، الذى عكس حالاً مغايراً لما نراه منهم على الشاشات، فلا يمكن أن يكون هؤلاء هم صوت الفقير ولا يمكن أن يشعروا يوماً بآلامه، الفقراء فى بلدى يحتاجون دعماً من هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم كريمة المجتمع، وليعلموا أن إعطاء الفقير حقه فى الدنيا أيسر من أن يأخذه يوم القيامة.
محمد الطرابيلى - المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com