«سندوتشات البيت» تضرب موسم الباعة الجائلين: يا فول مين يشتريك؟!
وليد أبوعميرة بائع الفول أمام عربته
موسم ينتظرونه كل عام، يقفون بعربات الفول بالقرب من المدارس، على أمل أن يلتف حولهم الطلاب، لشراء سندوتشات تشبعهم، قبل دخول المدرسة أو بعد يوم شاق بداخلها، لكن العام الدراسى هذا العام خالف أحلامهم، ونتيجة الانتظار لا ترضى أصحاب عربات الفول، بعد أن وصفه البعض بـ«موسم مش جايب همه».
أصحاب عربات الفول يشكون ضعف الإقبال من طلبة المدارس
كل بائع له تجربة مختلفة يفسر من خلالها سبب عدم رضاه عن حجم الإقبال منذ بداية العام الدراسى على عربات الفول، فى منطقة العمرانية بالهرم، يتمنى عماد أحمد أن يتحسن الحال فى الأيام المقبلة: «لسه مع بداية العام الدراسى، الوضع مش زى الأول، يمكن تحلو، وكله بحسب تساهيل ربنا».
يرجع «عماد» سبب عدم الإقبال على عربته بعكس المتوقع خلال أيام الدراسة إلى محاولة توفير الآباء والأمهات لكل ما هو خاص بالأطفال قدر الإمكان: «بقوا يعملولهم سندوتشات فى البيت، ويوفروا تمن مصروف الإيد، كل حاجة بقيت محسوبة، والعيل اللى كان بيشترى منى، بقى بياخد أكله من البيت».
فى منطقة الطالبية، يتمسك فتحى خلف، برأيه وهو ويردد: «المدارس نيّمت الجو»، يرجع السبب إلى زيادة المصاريف الخارجة من جيوب أولياء الأمور، كمصاريف الدروس ومجموعات التقوية هذا العام: «الناس بقيت تمسك إيديها أوى فى المصاريف، العيل ياكل رغيف فينو أو قرصة وخلاص».
يبيع وليد أبوعبده، سندوتشات الفول على العربة منذ سنوات عدة، كان الرغيف يساوى ربع جنيه، الآن يبيع سندوتش الفول بجنيهين، يراه سعراً مناسباً، مقارنة بارتفاع أسعار الطماطم التى تساوى 10 جنيهات، بحسب قوله، بالإضافة لباقى الخضراوات من خيار وفلفل: «إحنا بنحاول نحافظ على سعرنا، والزبون بيحاول يدبرها، والحل أنهم بيقللوا الكمية، العيل اللى كان بيجيب سندوتشين بقى يجيب واحد، الأهالى بيحاولوا يقللوا فى المصروف، وإلا هتفتح معاهم والعيل مش هيكفيه 20 جنيه فى اليوم، وفيه زباين بتكتفى بنص سندوتش علشان مصاريف عيالهم فى الدراسة».
تخرج سعد حسنى فى كلية الحقوق، جامعة المنوفية، لكنه يعمل على عربة فول منذ عشرات السنين، كان وقتها السندوتشات الخمسة تساوى جنيهاً، الآن أى سندوتش على عربة «حسنى» يساوى جنيهين، سواء كان «فول، طعمية، أو بطاطس»، هو سعر مناسب من وجهة نظره، لكنه أحياناً يخفض الثمن، مضطراً إلى جنيه ونصف الجنيه: «المدارس المفروض فيها حركة، لكن الدنيا مش مظبطة، فبنقلل السعر وربك بيسترها، ربك ما بيقطعش عيش حد».
لا يقلل «حسنى» من حجم السندوتش، حتى لو الشارى دفع ثمناً أقل: «مع أن الخضار غالى عليّا، والله كيلو البطاطس بـ10 جنيه، مش بعمل زى البياعين التانيين، وربنا بيكرمنى وخلاص».