الرئيس البيروفي الأسبق "فوجيموري".. عفو مع وقف التنفيذ
رئيس بيرو الأسبق ألبرتو فوجيموري فيأحد العيادات الطبية في العاصمة "ليما"
انقسام في المواقف في بيرو من الرئيس الأسبق، ألبرتو فوجيموري، والمحكوم عليه بالسجن 25 عاما بتهم فساد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لوقوفه وراء اغتيال 25 شخصا خلال الحرب ضد حركة "الدرب المضيء" اليسارية الماوية المتطرفة، وذلك خلال فترة حكمه للبلاد والتي انتهت في 2000، وكان فوجيموري، حصل على عفو صحي في ديسمبر 2017.
ويحظى الرئيس الأسبق، بتقدير بعض المواطنين لدوره في إنزال الهزيمة برجال حرب العصابات الماوية، فيما يواجه من جانب آخرين انتقادات حادة بسبب سماحه بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان خلال فترة حكمه لبيرو.
وقضت المحكمة العليا في بيرو، أمس الأربعاء، برفض العفو الصحي الصادر بحق فوجيمورى، والذي يعاني من مشاكل قلبية وهضمية، وأمرت بضرورة إعادته إلي السجن مرة أخرى، مؤكدة أن العفو الذي حصل عليه فوجيموري "80 عاما"، لاعتبارات إنسانية مخالف للقانون، ويتعين إعادته إلى السجن لتنفيذ المتبقي من الحكم الصادر ضده.
فيما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن حكومة بيرو أعلنت أنها ستحترم الحكم.
وقالت كيكو فوجيموري، نجلة الرئيس الأسبق، إن العائلة ستستأنف الحكم الذي قضي بالعفوعن والدها، واحتشد مؤيدون للرئيس الأسبق، أمام منزله للتعبيرعن دعمهم لـ"فوجيموري، وكذلك احتشدوا أمام عيادة طبية في العاصمة "ليما" حيث يتواجد الرئيس الأسبق.
وكان فوجيموري الذي ينحدر من أصول يابانية، والذي حكم البيرو في الفترة ما بين 1990 و2000، خرج في 5 يناير 2018 من المستشفى حرا بعد عفو أصدره الرئيس السابق بابلو كوتشينسكي، في 25 ديسمبر 2017.
وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، أن كوتشينسكي، أصدر عفوا إنسانيا عن فوجيموري و7 مسجونين آخرين، ما أدى إلى أزمة سياسية، وذلك بعد أيام من تفاديه إجراءات عزل في البرلمان، ما أوحى بوجود صفقة سياسية وراء العفو.
وقالت رئاسة بيرو: "ثبت أن فوجيموري يعاني من مرض خطير وغير قابل للشفاء وأن ظروف السجن تشكل خطرا على حياته وصحته وسلامته الجسدية".
فيما أوضح كوتشينسكي، ورغم اعترافه بغضب الشارع على العفو: "لن أدع ألبرتو فوجيموري يموت في السجن".
فيما أشار أليخاندرو أجيناجا، الطبيب الشخصي للرئيس البيروفي الأسبق إلى أنها "الدقائق الأولى من الحرية لألبرتو فوجيموري"، موضحا أن فوجيموري سيقيم في بيت في العاصمة "ليما".
وفي أعقاب قرار العفو عن رئيس بيرو الأسبق، اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين، أثناء احتجاجات على قرار كوتشينسكي بالعفو عن فوجيموري، واتهم المتظاهرون، رئيس بيرو السابق بعقد صفقة مع المعارضة تتضمن إطلاق سراح فوجيموري، مقابل البقاء في منصبه استنادا إلى دعم المعارضين السياسي، فيما هتف المتظاهرون: "لا للعفو".
وقدم فيسنتيه زيبالوس وألبرتو بيلونديه عضوا البرلمان عن الحزب الحاكم الذي يتزعمه كوتشينسكي، احتجاجا على قرار العفو عن الرئيس الأسبق، بينما نفى كوتشينسكي، أن يكون قرار العفو عن فوجيموري جزءا من صفقة عقدها مع حزب الرئيس الأسبق لإنقاذ نفسه من المحاكمة أمام البرلمان، للتحقيق في مزاعم حصوله على أموال دون وجه حق من شركة المقاولات البرازيلية العملاقة "أوديبريشت".
ويشتبه بتورط كوتشينسكي، بتلقي مبالغ من شركة "أودبريشت" تقدر بـ 4.8 مليون دولار لصالح شركات مرتبطة بالرئيس، بزعم أنها مقابل تقديم خدمات استشارية.
وكان برلمان بيرو، في 23 مارس 2018 ، على استقال بيدرو كوتشينسكي، وصوت لصالح القرار 105 نواب، وقدم رئيس بيروالسابق، استقالته إلى الكونجرس، بعد مزاعم حول ضلوع حكومته التي تمثل يمين الوسط، في شراء أصوات ناخبين، وذلك عشية تصويت على مساءلته.
وفي 20 فبراير من العام الجاري، ذكرت السلطات القضائية في بيرو، أن محكمة بيروفية، أمرت بإعادة محاكمة فوجيموري "ابن المهاجرين اليابانيين"، على خلفية مقتل 6 فلاحين في 1992، وقالت في ذلك الوقت، إنه في هذه القضية، لا ينطبق الحق في عفو إنساني على الرئيس الأسبق.
من جانبها، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أن فوجيموري، بالنسبة لأنصاره، هو الرئيس الذي أنقذ بيرو من الإرهاب والانهيار الاقتصادي، بينما أعداؤه يرونه الديكتاتور الذي فرض سطوته على المؤسسات الديمقراطية ليحكم قبضته على السلطة.
وأوضحت "بي بي سي"، أن العقد الذي تولى فيه فوجيموري السلطة بين عامي 1990 و2000 قد شهد العديد من التقلبات، مشيرة إلى أنه قبل وقت قصير من انتخابات 1990 لم يكن الكثيرون يعرفون ذلك المهندس الزراعي، ولكنه فاز ليرث بلدا على حافة الانهيار الاقتصادي.
ونجح رئيس بيرو الأسبق، من خلال أسلوب العلاج بالصدمة في تمهيد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي في تسعينيات القرن الماضي.
وأضافت الهيئة البريطانية، أنه من أصعب الأوقات خلال رئاسته الفترة التي احتجز فيها المتمردون الماركسيون، رهائن في مقر إقامة السفير الياباني في عاصمة بيرو "ليما"، في 1996-1997، وبعد 4 أشهر اقتحمت القوات الخاصة المبنى حيث لقي 14 من المتمردين حتفهم وتم إنقاذ الرهائن الـ 72.
وتابعت "بي بي سي": "فاز فوجيموري في 1995 بفترة رئاسية ثانية باكتساح".
وعلى الجانب الآخر، اتهم المنتقدون، فوجيموري، باستخدام الاستخبارات لترويع المعارضين والتجسس عليهم فضلا عن أنهم أعربوا عن قلقهم من الوسائل التي استخدمت في القضاء على التمرد اليساري في البلاد، كما اتهم، من جانب معارضيه، باستخدام موارد الدولة لدعم حملاته الانتخابية.
وأوضحت "بي بي سي"، أنه رغم فوزه بفترة ثالثة عام 2000، فإن فضيحة رشوة تورط فيها فلاديميرو مونتسسينوس، رئيس الاستخبارات في بلاده لطخت سمعة الرئيس الأسبق، وفازت المعارضة لأول مرة منذ 8 سنوات بأغلبية البرلمان فأطاحت به من منصبه.
وفي نوفمبر من العام 2000، هرب فوجيموري إلى اليابان، حيث عاش 5 سنوات في منفاه الاختياري، فيما توجه بعد ذلك إلى تشيلي في نوفمبر 2005، في محاولة لإحياء مسيرته السياسية وإطلاق حملته، لانتخابات الرئاسة حيث تم اعتقاله بناء على طلب السلطات البيروفية.
وأضافت "بي بي سي"، أن رئيس بيرو الأسبق، ظل في معركة ضد تسليمه لبلاده استمرت عامين، ولكنه خسرها في سبتمبر 2007، وفي نفس العام في بيرو تمت إدانته وصدر الحكم في ديسمبر 2007 بسجنه لمدة 6 سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة، وفي أبريل 2009، أدين فوجيموري بتهمة التصريح بالقتل مرتين واختطاف صحفي ورجل أعمال.
رئيس بيروالأسبق في جلسة محاكمة في 2013
رئيس بيرو الأسبق ألبرتو فوجيموري
الشرطة تحيط بعيادة طبية يتواجد بها فوجيموري
مؤيدون للرئيس البيروفي الأسبق أمام منزله في ليما
مؤيدون لرئيس بيرو الأسبق
مؤيدون للرئيس الأسبق
كيكو فوجيموري نجلة رئيس بيرو الأسبق
رئيس بيرو السابق بابلو كوتشينسكي
كوتشينسكي في مقابلة سابقة مع وسائل الإعلام في القصر الحكومي في العاصمة "ليما"
رئيس بيرو السابق بابلو كوتشينسكي