مراقبون: الصين تربح الحرب التجارية مع أمريكا على المدى الطويل
مراقبون: الصين تربح الحرب التجارية على المدى الطويل
يمكن للحرب التجارية مع الولايات المتحدة أن تساعد الاقتصاد الصيني على المدى الطويل، هكذا يرى عدد من المراقبين الدوليين في تصريحات نشرتها وسائل إعلام غربية، تفيد بأن "بكين" بدأت ترقية تكنولوجيتها بشكل أكثر تنافسية بفعل الحرب التجارية الدائرة مع منافستها الاقتصادية الأكبر عالمياً "واشنطن"، كما يتوقع أن يدفع الصراع "بكين" إلى مضاعفة الجهود الرامية إلى تعزيز الابتكار المحلي.
فرضت التكلفة العالية للمكونات الأمريكية في بعض الصناعات منها تكنولوجيا الكهروضوئية بعد الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها "واشنطن"، لتعزيز خطط إنتاج هذه المكونات داخل بعض الشركات الصينية أبرزها "سوتشو أوسايتك"، التي قال كبير مهندسيها، هونج زونجي، لشبكة "سي إن إن الأمريكية"، إن "الحرب التجارية تسرع من عملية الانتقال للإنتاج المحلي، بعد فرض رسوم تقدر بمئات الدولارات من سلع كلا البلدين".
ومن المتوقع أن يتأثر الاقتصاد الصيني ،الذي يعتمد بشكل أكبر على الصادرات، بشكل إيجابي بفعل هذا الصراع بعدما فقد قوته هذا العام، إلا أن الحرب تشجع الشركات الصينية والمسئولين الحكوميين على المضي قدماً في التغييرات التي قد تجعل الاقتصاد أكثر قدرة المنافسة وجذب المستثمرين الأجانب.
وقال سكوت كندي، الخبير في الاقتصاد الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "سنرى على الأرجح جهوداً أكثر كثافة في الابتكار المحلي، إلا أنه حذر من أن تطوير صناعات تكنولوجية متقدمة مثل أشباه الموصلات، مع خفض الاعتماد على الولايات المتحدة "سيكون صعباً على المدى القصير، ذلك لأن الشركات الصينية تعتمد بشدة على رقائق أمريكية الصنع لبناء الهواتف الذكية وشبكات المحمول".
واتهمت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الصين باستخدام ممارسات غير عادلة، مثل سرقة الملكية الفكرية للحصول على أسرار التكنولوجيا الأمريكية، إلا أن ذلك دفع بالصين لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيات المتقدمة مع اليابان وكوريا الجنوبية ودول أوروبية وخليجية.
"الصين لم تعد مكاناً رخيصاً لإنتاج سلع منخفضة الجودة"، هكذا قال شو بين، أستاذ الاقتصاد والتمويل في كلية الصين الدولية لإدارة الأعمال، لافتا إلى أن الشركات الصينية تستجيب بشدة للبيئات المتغيرة، وتحولت الصين نحو تصدير منتجات راقية، كما ذكر "شو" مثل الهواتف الذكية المصنوعة من قبل شركة "هواوي"، في ظل إصرار القادة الصينيون على فتح السوق الاقتصادي، وجاءت الحرب التجارية لتسريع هذه الوتيرة، وهو ما يعكس وعود رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، بإجراء المزيد من الإصلاحات التجارية، رغم أن محللين ورجال أعمال كانوا يشككون في الماضي في التزام الصين بهذه الإصلاحات خصوصاً للمستثمرين الأجانب.
وعلق إيدان ياو، كبير الاقتصاديين بالأسواق الناشئة في شركة "أوكسا انفستمنت مانجرز لإدارة الأصول، إن مثل هذه التغييرات "ستعزز القدرة التنافسية للاقتصاد على المدى الطويل وستساعد الصين على" تحقيق نمو أفضل في الجودة.