رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق: جعلنا الضفة الشرقية كتاباً مفتوحاً أمام القيادة العامة
اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق
يتذكر اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، بكثير من الفخر بطولات رجال الاستطلاع خلف خطوط العدو، والاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة، وقال لـ«الوطن»: كنت أول قائد مجموعة عملت خلف خطوط العدو لمدة 180 يوماً، ووظيفة الاستطلاع الرئيسية هى جمع المعلومات وتقديمها للقيادة لتقدير الموقف وإصدار القرار المناسب فى الوقت المناسب، وأوضح أن الضباط وضباط الصف والجنود الذين يعملون فى جهاز الاستطلاع لا بد أن يكونوا على درجة عالية من الدقة فى الأداء، لأن طبيعة العمل لا تحتمل الخطأ وإلا سوف يتعرض كل أفراد المجموعة إلى الخطر.
ماذا كانت طبيعة مهامك خلال الاستعداد لحرب أكتوبر؟
- كنت أول قائد مجموعة عملت خلف خطوط العدو لمدة 180 يوماً، وخلال فترة الحرب التى ظلت 22 يوماً، ظهرت صحة ودقة المعلومات التى قدمتها مجموعات الاستطلاع عن العدو قبل الحرب، من خلال الملاجئ والمعدات ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الساتر الترابى «خط بارليف»، لأنها كشفت الأوضاع الداخلية للعدو فأصبحت الضفة الشرقية للقناة كتاباً مفتوحاً للقيادة العامة للقوات المسلحة، وكانت تجمع المعلومات عن أهم تحصينات ومواقع العدو الاستراتيجية، والحمد لله أن كافة المعلومات التى تم إعطاؤها للقيادة العامة للقوات المسلحة ساعدت بنسبة 100% فى توجيه ضربات لأهم الحصون والدشم ونسف مطارات العدو، خاصة «تمادة».
اللواء نصر سالم: خدمت خلف خطوط العدو 180 يوماً
رجال الاستطلاع دائماً يمتلكون مهارات وفراسة غير عادية، فهل كنت تتوقع توقيت الحرب؟
- لم أكن أعرف ميعاد الحرب لكن كنت أستشعر أننا اقتربنا، ويوم 6 أكتوبر كنت مكلفاً بمهمة استطلاع لمدة 7 أيام، وعلمت بنجاح الضربة الجوية وعبور القوات أثناء تنفيذ المهمة برفقه مجموعتى، وصلنا إلى المكان فوجدناه محاطاً بسلك شائك، اخترقنا السلك وصعدنا إلى أعلى نقطة فى الجبل وبدأت تظهر معالم الموقع، فكان به مطار إسرائيلى ولواء مدرع وتم إرسال كافة المعلومات عن الموقع بكل تحصيناته إلى القيادة العامة للقوات المسلحة وتم إرسال الطائرات التى قصفت الموقع والمطار.
وكم من الوقت استمرت عناصر الاستطلاع داخل سيناء؟
- أجهزة الاستطلاع كانت فى سيناء منذ يونيو 1967م وحتى أكتوبر 1937م وما بعدها، حيث بقيت العناصر التى تقوم بمهمة الاستطلاع وكان يتم تغييرها باستمرار، وكل صاروخ ودانة مدفع وقذيفة تم إطلاقها سبقها بلاغ من عناصر الاستطلاع لأنهم «الجزء المخفى من جبل الجليد».
وهل كانت هناك مساعدات من أهالى سيناء؟
- بالتأكيد، فأهالى سيناء المخلصون الوطنيون كانوا أحد مسارات التعاون ونجاح المهمة فى الحصول على المعلومة، وكان الكثير من أهالى وشيوخ وعواقل سيناء طوال خدمتى خلف خطوط العدو وجدتهم يتميزون بالوطنية والشجاعة وإنكار الذات، حتى إن بعد الانتصار وعودة سيناء إلى أحضان الوطن قالوا إنها محفوظة بعين الله وبفضله وبأيدى أبناء القوات المسلحة مما زادهم ارتباطاً وحباً بجيش بلادهم، فهم شاهدوا حجم التضحيات التى قمنا بها، وأن هذه الأرض الغالية عادت بدمائنا الزكية وهى أمانة فى أعناق هذا الجيل ومن بعده الأجيال المقبلة.