"لُدغ من الحريق مرتين".. النار أكلت شونة "نصر" للمرة الثانية في عامين
حريق الراشدة
"قليل البخت يلاقي العضمة في الكرشة" أو في قول آخر "قليل البخت تُحرق شونته مرتين في عامين"، هذا حال نصر عبد النبي (54 عاما) صاحب شونة في قرية الراشدة بالوادي الجديد، فما كاد يتعافى من حريق العام الماضي حتى لحقت به أضرار حريق أمس، و"مين يتحمل الحياة دي"، فالذعر يحاوط البيت، ورأس المال لم يعد موجود.
"لسه مديون من ساعة الحريق اللي فات ويا دوب بشد حيلي جت النار شالت الشونة" يقول نصر، الذي تصل خسائره نحو 70 ألف جنيه: "طلعت البهايم من الزريبة وملحقتش الخرفان والشونة فيها تبن وجريد وغلال للموسم وخط مياه وغيرها من المستلزمات".
ويتابع عبدالنبي، في حديثه لـ"الوطن": "وقت الحريق كنت في الغيط وأبعد عن الشونة 2 كيلومتر تقريبا، وشاهدنا الدخان، وفجأة ظهرت ألسنة اللهب فجرينا على (منطقة التجار) مكان (الشون والزرائب)، وقبل العشا تجمعنا لإبعاد النيران عن المنطقة، لكن فجأة حاصرتنا ألسنة اللهب، وبدأ ليف النخيل يتطاير ويقع على الشون والزرائب، فأطلقنا البهائم والحيوانات بعيدا لحمايتها لكن لم نستطع تفادي الخسائر".
"الشونة احترقت حتى حيطانها" يقول عبدالنبي، موضحا أنه اشتراها قبل 5 أشهر فقط في محاولة للتعافي من الحريق الماضي: "رمضان قبل اللي فات قامت حريقة بردو وراحت الشونة باللي فيها، وأخدت تعويض 5 آلاف جنيه".
ويتابع: لم يتوقع أهل القرية نشوب الحريق، نظرا لقلة كثافة النخيل منذ حريق العام الماضي، فالنخيل فارغ والحشائش لم تنبت بعد فكيف ينشب حريقا جديدا"، فالرجل الخمسيني لا يعلم أسباب الحريق ومن المسؤول عما يحدث لهم كل عام.
"جمعنا عزالنا وكنا هنمشي مين يتحمل الحياة دي"، فالأسرة التي يعولها نصر لم تعد تشعر بالأمان في منزلها، فجمعوا أغراضهم في "شكائر" وحملوها على عربة منذ ليلة أمس للرحيل من القرية لكنهم تراجعوا بعد أن هدأت النيران، "كنا هنمشي، زي ما هربنا البهايم هنهرب نفسنا وربطنا الشكاير والكراتين".
ويؤكد الخسائر ليست مادية فقط، فلم نعد نشعر بالأمان: "ماذا أقول لحفيدي وهو مذعور ويسألني ماذا حدث؟"، ويشير إلى أن الجميع في القرية يرتدون كمامات نظرا لكثافة الدخان.