بالفيديو| بطل "عملية الحفار" يتحدث عن أهم إنجازاته المخابراتية
محمد نسيم - رجل المخابرات المصري
"ذئب المخابرات الأسمر".. لقب أطلق على الضابط محمد نسيم، أحد ضباط الجيش الذين انضموا إلى تنظيم الظباط الأحرار فور قيامه وشارك ضمن الصف الثاني من رجال الثورة، بطل وضابط سابق بجهاز المخابرات المصرية، وعمل كأحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة.
أشرَف "نسيم" في اكتشاف وإعادة تقييم وتدريب جاسوس المخابرات العامة المصرية الشهير رفعت الجمال والمعروف بـ"رأفت الهجان"، وعمل بقسم "الخدمة السرية" وهو الجهاز المسؤول عن زرع الجواسيس والمخطط لأي عمليات اختراق لأجهزة العدو، ونجح في إثبات جدارته داخل الجهاز حتى أن بعض العمليات التي قام بها تمت بتكليف من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مباشرة منها "عملية الحفار"، كما نجح في تهريب عبدالحميد السراج من سجنه بسوريا ونجا ببراعة من محاولة اغتيال دبرها له الموساد بوضع قنبلة زمنية في عادم سيارته بلبنان.
وفي لقاء تلفزيوني نادر ببرنامج "شخصيات في حياتي" والذي كان يقدمه محمد حمود عام 1990، قال محمد نسيم إنه وفي عمر الثلاث سنوات فقد والدته وهو ما كُون شخصيته في الاعتماد على ذاته والتغلب على نقاط ضعفه، موضحا أنه وفور تسجيله في الكلية الحربية لم يرتدي الشريطة الحمراء بزيه العسكري وكان أول طالب يرقى لرتبة "أومباشي" بسبب مشاركته في بطولة الملاكمة للقوات المسلحة ونجح في حصد الجائزة النهائية لبطولة مصر في الملاكمة.
وأضاف بطل المخابرات أنه عندما التحق بالكلية الحربية وجد الانضباط والضبط والصرامة ولم يستطع تحمل ذلك حتى هون عليه الفريق أول محمد فوزي، قبل أن يتقلد منصب وزير الدفاع، موضحا أن البكباشي زكريا محيي الدين كان أول من أنشئ جهاز المخابرات الحربية في عام 1955 وقام هو بالالتحاق بالجهاز في عام 1956 بعد مشاركته بحرب الاستنزاف.
وأشار "نسيم" إلى أنه كان دائم البحث عن التميز في مجال معين وحينها اختاره السفير حسن بلبل وكان مدرسا بالكلية الحربية ويشغل "الخدمة السرية" وتم اختياره هو وصديق له في الخدمة السرية وقام بالخدمة معه فترة محدودة حتى جاء شعراوي جمعة، وزير الداخلية الأسبق، وكان مديرا لجهاز المخابرات ووكل إليه تشكيل الخدمة بشكل أشمل وأكبر، فكان أقرب الأصدقاء له هو أحد ضباط الخدمة السرية "محسن فايق" والذي عرف في مسلسل رأفت الهجان باسم "محسن ممتاز".
يحكي ضابط المخابرات السابق عن قصة الجاسوس المصري "رأفت الهجان"، قائلا إن "رفعت الجمال" كان بطبعه مغامر ولديه طموح كبير وأهله وأخواته الغير أشقاء لم يكونوا سعداء به لفشله في حياته الدراسية والاجتماعية لقيامه بالعديد من عمليات النصب والتحايل وسرقة "الباسبورات" حتى يسافر للخارج.
قال "نسيم" في اللقاء إنه في ديسمبر 1956 بدأ الضباط بإدارة جهاز المخابرات وحينها فكر الجميع باختراق المجتمع اليهودي من الداخل ومعرفه ما يدور فيه حتى بدأ تدريب رفعت الجمال بعدما نجح في إثبات وجوده هناك ولم يثبت أنه مصري، موضحا أنه عقب ذلك طاردته السلطات المصرية والحكومة المصرية حتى يبدأ أولى مهامه.
وأوضح الضابط السابق بالمخابرات أنه درب "الهجان" قبل إنطلاقه لإسرائيل، وبدأ في اختراق المجتمع اليهودي عن طريق المساعدة في تهريب الأموال للداخل الإسرائيلي وتم ذلك تحت أعين جهاز المخابرات ولم يلاحظه العدو حتى ظنوا أنه يهودي يتفانى في خدمه بلده وليس كونه جاسوس مصري، موضحا أن "الهجان" كان لديه عدد من المواصفات التي دعمته دون غيره للحصول على تلك المهمة.
وأشار "نسيم" إلى أن أول مقابلة له مع رفعت الجمال كانت في الخارج بعد مرور عام على وجوده هناك وبدأ معه ليحثه على اهتمام مصر بشخصه قبل المعلومات وعدم الرغبة في الوصول لمعلومات قد تعرض حياته للخطر ولكن ما يريده الجهاز هو معرفه ما يدور في المجتمع الإسرائيلي في الداخل فقط لتنمية معنوياته.
وسرد الضابط أنه قام بتعليمه كيفيه استخدام اللاسلكي لنقل الأنباء عن المجتمع الإسرائيلي، حتى تم إنشاء شركة سياحة خاصة به لتسهيل انتشاره في المجتمع الإسرائيلي، قائلا: "هو كان دمه خفيف أوي ونبهنا عليه بأن يكون سخي بشكل غير ملفت"، متابعا: "قدر يعيش ويخدم بلده وهو عايش في المجتمع الإسرائيلي وكان دائما يقول لي أنا عايش هناك بحس إنك ماشي معايا".
وتابع "نسيم" أن رأفت الهجان قد قضى دوره على أكمل وجه وباجتهاد وكفائه وهو ما صدم إسرائيل بعد ما عرفت القصة الخاصة به، مختتما حواره قائلا: "قبل خروجي من الجهاز قمت بعملية الحفار والتي كرمتني الدولة بعدها من قبل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر".
ترك محمد نسيم المخابرات بعدما طُلب منه ذلك في شهر مايو سنة 1971، وأصبح مسؤولا عن هيئة تنشيط السياحة في جنوب سيناء، وتوفي فجر الأربعاء 22 مارس 2000، متأثرا بجلطه في الدم.