مشاركات العرب: 3 أسراب جزائرية.. وطائرات وطيارون عراقيون
أحمد حسن البكر وهوارى بومدين
منذ 45 عاماً، تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلى ضربة قاسية عندما فاجأه الجيش المصرى والجيش السورى، وشنا هجومين خاطفين على الجبهتين فى مصر وسوريا. ونجح الجيش المصرى فى اختراق الخط الدفاعى الرئيسى «خط بارليف»، وحقق نجاحاً كبيراً ونجح فى استعادة شريط عرضه نحو 20 كيلومتراً على الضفة الشرقية لقناة السويس. وخلال كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بمناسبة مرور 45 عاماً على حرب أكتوبر المجيدة، وجّه تحية للوحدات العربية المقاتلة التى شاركتنا فى حرب أكتوبر 1973، قائلاً: «كما أتوجّه بالتحية مجدداً عرفاناً وامتناناً وتقديراً لأرواح شهداء مصر من جيشها العظيم». وأكد الرئيس السيسى أن مصر تسعى لنقل الواقع إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب.
وشاركت بعض الدول العربية، إلى جانب مصر، فى حرب أكتوبر 1973، بالسلاح والإمدادات العسكرية، وشارك البعض فى جبهات قتال مختلفة، وخلال زيارة رئيس الأركان المصرى الفريق سعد الشاذلى إلى الجزائر فى فبراير 1972، من أجل طلب الدعم العربى لمواجهة إسرائيل، أخبره المسئولون الجزائريون أنهم عندما سحبوا لواء المشاة الجزائرى تركوا جميع أسلحة اللواء الثقيلة فى مصر، وأنهم لا يريدون هذه الأسلحة، وإنما يريدون إخطاراً بتسلمها، وبالفعل قدمت وثيقة إلى الجزائر تثبت تسلم الأسلحة، قابلها الجزائريون بالشكر، ثم أرسلوا إلى مصر فى ديسمبر من العام نفسه 24 قطعة مدفعية ميدان.
«بومدين» قدم 200 مليون دولار للسوفيت لحساب مصر وسوريا.. و«البشير» شارك فى الحرب ضمن لواء المشاة السودانى
وعندما اندلعت الحرب فى 6 أكتوبر 1973، أرسل الرئيس الجزائرى هوارى بومدين إلى مصر سرب طائرات «سوخوى - 7» وسرب «ميج - 17» وسرب «ميج - 21»، وصلت أيام 9 و10 و11 أكتوبر، فيما وصل إلى مصر لواء جزائرى مدرع فى 17 أكتوبر 1973. وخلال زيارة الرئيس هوارى بومدين إلى موسكو بالاتحاد السوفيتى فى نوفمبر 1973، قدم مبلغ 200 مليون دولار للسوفيت لحساب مصر وسوريا بمعدل 100 مليون لكل بلد ثمناً لأى قطع ذخيرة أو سلاح يحتاج إليها البلدان.
وبالنسبة لمشاركة السودان، أعلن موقع وزارة الدفاع السودانى، أن الرئيس السودانى عمر البشير، شارك فى حرب أكتوبر، حينما كان ضابطاً صغيراً فى لواء المشاة السودانى الذى قدم فى منتصف حرب أكتوبر، وأوضحت الوزارة أن مهام لواء المشاة تمثلت فى أعمال احتواء وتصفية ثغرة الدفرسوار، وذلك ضمن خطة شامل أعدها الجيش المصرى لسد الثغرة. وأضاف الموقع أن القوات السودانية العربية لعبت دوراً بارزاً فى الحرب، حيث وصل لواء مشاة للجبهة المصرية، إضافة إلى عدد من المتطوعين السودانيين، الذين عبر عدد منهم القناة مع القوات المصرية وحقق النصر. وأشار الموقع إلى أن القوات السودانية حاربت رسمياً إلى جانب القوات المصرية كقوة مشتركة، بجانب عدد من المتطوعين الذين قاتلوا فى الجبهة السورية، وتنقلت القوات السودانية بين خطوط الحرب، حسب الأوامر التى تصدر من القيادات العليا، التى تدير المعركة.
وبالنسبة إلى العراق، زار الفريق الشاذلى «بغداد» فى 26 مايو 1972، والتقى الرئيس العراقى أحمد حسن البكر وطرح مشاركة العراق فى حرب محتملة ضد إسرائيل، وكان العراق يواجه مشكلتين رئيسيتين، الأولى هى النزاع مع إيران حول شط العرب فى الجنوب والثورة الكردية فى الشمال، وأن على العراق الاحتفاظ بقواته قرب هذه المناطق، لكن الرئيس العراقى أبدى استعداده لإرسال قوات عسكرية حال نشوب الحرب، كما أبدى العراق رغبته فى أن يتم إرسال طائرات «هوكر هنتر» العراقية إلى مصر، التى كان مقرراً، حسب اجتماع مجلس الدفاع العربى فى نوفمبر 1971، أن ترسل إلى الأردن، وتمركزت فى مطار قويسنا، وشاركت تلك الطائرات فى الضربة الجوية المركزة يوم 6 أكتوبر، وفى عمليات قصف تالية، وأبلى طيارو هذا السرب بلاءً حسناً.
وقبل الحرب، كانت كتيبة مشاة كويتية موجودة بمصر، وبعد اندلاع الحرب قررت الكويت إرسال قوة حربية إلى الجبهة المصرية أسوة بما أرسلته إلى الجبهة السورية، وتقرّر إرسال عدد من طائرات «الهوكر هنتر»، وإجمالى ما تملكه الكويت من طائرات «الهوكر هنتر» هو 8 طائرات، أرسل منها إلى مصر 5 طائرات، إضافة إلى طائرتى نقل من طراز «سى - 130» تحملان الذخيرة وقطع الغيار، وصلت الطائرات إلى مصر فى مساء يوم 23 أكتوبر، ونزلت فى قاعدة قويسنا.
وبالنسبة إلى ليبيا، تمركز سرب «ميراج» فى قاعدة «جناكليس» منذ منتصف الحرب، كما وصل لواء مدرع متأخراً قرب انتهاء الحرب، ودخل ضمن تخطيط الخطة شامل، كما تم تمويل السرب «69 ميراج» المصرى بأموال ليبية، ووصلت كتيبة تونسية إلى مصر قرب نهاية الحرب ودخلت ضمن تخطيط الخطة شامل.