ضحايا منظومة التعليم فى المدارس الحكومية والخاصة: «مفيش فرق»
طلاب المدارس الحكومية والخاصة ضحايا طريقة التدريس وقلة الإمكانيات
أجمع عدد من المدرسين فى المدارس الحكومية والخاصة على أن هناك فرقاً كبيراً بين طريقة التدريس فى كل منهما، بسبب كثافة عدد الطلاب فى الفصول، وسلوكياتهم، وإمكانيات المدرسة من أدوات وأجهزة ومعامل، فيما رأى آخرون أن «الخاصة» أصبحت «بريستيج» لأولياء الأمور.
يقول محمد سيد، مدرس كيمياء فى مدرسة ثانوية خاصة بالهرم، إن الاختلاف سببه سياسة المدرسة من نظام تعليم جيد أو تجارى، مضيفاً أن أعداد الطلاب فى المدارس الخاصة تساعد المدرس على متابعة الطلاب، وعمل الاختبارات الدائمة لهم: «لما يكون الفصل فيه 30 طالب، أقدر أتابع كل واحد فيهم وأعمل لهم امتحانات كل فترة، وأقدر أحدد نقط ضعف وقوة كل طالب فى الفصل». خبرة طويلة اكتسبها «سيد» طوال رحلته بالتدريس: «بقالى 20 سنة من يوم ما اتخرجت فى كلية العلوم جامعة القاهرة، عشان كده شربت المهنة». فى المقابل، قال محمد مصطفى، مدرس لغة عربية فى إحدى المدارس الابتدائية الحكومية بمنطقة شبرا الخيمة، إنه خريج كلية تربية جامعة القاهرة، وعمل بالتدريس منذ تخرجه: «بقالى 15 سنة فى مدارس حكومية وبتمنى تيجى لى فرصة أشتغل فى مدرسة خاصة، لكنها ماجاتش».
وأضاف أن طريقة الشرح فى الحكومية تختلف تماماً عنها فى الخاصة: «فرق السما من الأرض.. سواء فى عدد الطلاب فى الفصول أو طريقة عرض المنهج». وأشار إلى أن الفصل يضم أكثر من 70 طالباً، وهو ما يؤثر سلباً على استيعاب الطلاب للشرح: «مش كل اللى موجودين فى الفصل بتوصل لهم المعلومة فى وقت واحد، لأن مش كلهم عندهم نفس القدرة على الفهم والاستيعاب». وختم قائلاً: «المرتبات كمان بتلعب دور مهم فى عملية التدريس، لأن المدرسين فى المدارس الحكومية مرتبهم قليل جداً، وده بيخليهم يلجأوا للدروس الخصوصية، ويكروتوا الشرح فى الفصل».
مدرسون: طلبة المدارس الحكومية يعانون من تكدس الفصول.. وطلبة «الخاصة» يبحثون عن «البريستيج».. والنتيجة: «مفيش فرق»
أحمد على، مدرس علوم فى مدرسة إعدادية خاصة بمنطقة روض الفرج، يرى أن مادته يصعب تدريسها فى المدارس الحكومية لافتقارها إلى المعامل: «مادة العلوم بتعتمد بالكامل على الشرح العملى أكتر من النظرى». ست سنوات هى الفترة التى قضاها «أحمد» فى هذه المدرسة منذ تخرجه فى كلية التربية جامعة المنصورة: «درست فى المنصورة لحد ما اتخرجت، ونزلت على مصر ودورت على مدرسة خاصة، عشان أقدر أشرح وأوصل المعلومة للطلاب». وختم «أحمد» قائلاً: «جدولى 4 حصص فى الأسبوع على يومين، أغلب الوقت بشرح للأولاد فى المعمل، عشان يشوفوا بعنيهم الحاجات اللى بتتشرح لهم، وبكده هيكونوا فاهمين الشرح مش حافظينه بس، لكن لو فى مدرسة حكومى هيكون الشرح فى الفصل».
يختلف الوضع كثيراً لدى سعاد كامل، خريجة التربية جامعة القاهرة، ومدرسة رياضيات بالمرحلة الإعدادية، فى إحدى المدارس الحكومية بمنطقة شبرا الخيمة. ترى «سعاد» أن طريقة التدريس واحدة فى الخاصة والحكومية: «مفيش فرق. الشرح هو هو، والمنهج كمان هو هو»، مضيفة أن أغلب أولياء الأمور خلال الفترة الأخيرة أخذوا الخاصة على محمل «البريستيج» على حد قولها: «الناس دلوقتى بتاخد التعليم بالشكل مش بالمضمون، عندها استعداد تدفع مصاريف بالضعف، عشان بس الشكل العام». وانتهت قائلة: «بقالى 15 سنة باشتغل مدرسة، وبحب المهنة دى جداً، وعندى ولاء للمدرسة اللى اشتغلت فيها طول عمرى».