السمكة بـ«إيد فاروق» عجبة.. لا شبكة ولا سنارة
«فاروق» يصطاد باستخدام يديه
يخلع ملابسه، وينزل بقدميه الحافيتين إلى الترعة. يحنى ظهره، ويبحث بيديه عن السمك، ممارساً هواية الصيد التى تعلمها من جده، ولكن دون شبك أو سنارة. يجمع ما اصطاده فى أحد الأطباق البلاستيكية، وإن لم يحالفه الحظ يعود إلى المنزل بلا سمكة واحدة.
طريقة صيد غير اعتيادية، تعتمد على اليد فقط، يتبعها فاروق هانى، الطالب فى الصف الثالث الإعدادى، الذى ينتظر انخفاض منسوب المياه ثم يقوم بتعكير المياه بيده، فإذا ما لمس سمكة سارع للإمساك بها: «زمان كنت بشوف جدى بيعمل كده، هواية اتعلمتها منه، ساعات بطلّع سمك وساعات مش بصيد حاجة». يجلس صاحب الـ15 عاماً أسفل شجرة للاستراحة ولالتقاط الأنفاس قبل النزول مجدداً للمياه، ثم يشير بيده إلى أحد جوانب الترعة: «الجزء ده بعرف أنزل وأطلع منه عشان واطى، ولما منسوب الميه بيزيد مش بنزل خالص، عشان مش هعرف أقف على رجلى كويس»، قالها قبل أن ينزل إلى المياه فى منطقة سبق له تجهيزها.
أكوام من الطين يضعها الصغير فى ناحيتين، يضمن بهذه الطريقة أن السمك لن يعبر من خلالهما، وفى حال ما إذا كان المنسوب مرتفعاً قليلاً، فإنه يبحث فى أحد جانبَى الترعة: «بيبقى السمك ليه جحور وحُفر صغيرة بيعيش فيها، كل اللى بعمله إنى أحرّك إيدى قريب منها فتخرج وأقفشها».
يتعرض «فاروق» كثيراً للوم من والديه اللذين يخشيان عليه من المرض، لكنه لا يبالى ويرى فى الصيد بهذه الطريقة متعة كبيرة، لا سيما إذا كان السمك وفيراً، فيضمن لأسرته وجبة كاملة.
صديقه محمد سامى، عادة ما ينتظره خارج المياه، يمسك له وعاء بلاستيكياً وبعض الأكياس، وفى حال الإمساك بسمكة يضعها فى أحدها: «بآجى أساعده، وساعات بأنزل معاه، وأدينا بنتسلى».