"مستر إكس" و"الفتاة الرجل".. أناس عاديون و"هويات سرية"
لدى كثيرون في حياتنا أسرارهم الخاصة وأجزاء غامضة في شخصياتهم، إضافة لسلوكيات لا ندري عنها شيئا، لكن مع الوقت يكشف لنا الزمن أن من نعرفهم يخفون وراءهم شخصيات أخرى.
"الوطن" يرصد حكايات مختلفة عن أناس عاديين في النهار، وفي الليل لهم شخصياتهم السرية:
- الفتاة الرجل
ولدت "ناديجدا دوروفا" وهى ابنه لرائد روسي، فى معسكر للجيش الروسى فى كييف، وضعها والدها فى رعاية جنوده عندما كانت طفلة صغيرة، فتعلمت دوروفا جميع أوامر السير القياسية، وكانت لعبتها المفضلة عبارة عن إطلاق النار من بندقية فارغة الطلقات واللعب بالسيوف المكسورة.
بعد تقاعد والدها من الخدمة، فى عام 1801 تزوجت "دوروفا" وهى فى سن الثالثة عشرة تقريبًا من قاض يدعى "سارابول"، وفى عام 1803 أنجبت "دوروفا" صبيا يدعى "تشيرنوف" وهى فى عمر الرابعة والعشرين، حتى عام 1807 عندما اشتاقت "دوروفا" لحياة الجيش وتذكرت طفولتها باللعب بالأسلحة، قررت الفرار من عائلتها والانضمام إلى الجيش بعد أن غيرت هيئتها وتنكرت فى هيئة عسكرى يدعى "الكسندر سوكولوف"، والتحقت بفوج الأحصنة.
بعد تنكرها فى هيئة عسكرى تقمصت "دوروفا" دور "ألكسندر" بالكامل ونست أنها فتاة، وعرف عن الجندى "ألكسندر" خلال فترة حروب نابليون وطنيته الشديدة واعتباره حياة الجيش هى الحرية، بالإضافة إلى شجاعته الفائقة.
خاضت "دوروفا" تحت اسم "الكسندر" معركتها الأولى عام 1807، حيث هاجمت الأسراب الروسية العدو عن طريق التناوب، ما أعطى كل وحدة الوقت الكافى لإعادة تشكيل صفوفها وهذا فرض على العدو التراجع والهروب من المواجهة، وكان الفضل الأكبر فى إنقاذ الجنود الجرحى يعود إلى "الكسندر"، وبعد هذا الموقف أثنى عليه الكثيرون من الظباط وذاع صيته حتى وصل إلى "القيصر"، الذى كافأه وأثنى عليه قبل أن تفاجأ "دوروفا" أنه يعرف حقيقة تخفيها، ما أثار دهشتها وسألته عن كيفية كشفه لهويتها، فأجابها بأنه يعرف منذ البداية إنها فتاة نظرا لطريقة تعاملها وأسلوبها في ارتداء الثياب الذى يختلف عن أسلوب الجنود الرجال، وطالبها بالاستمرار فى إخفاء هويتها والمقاتله إلى جانب الجنود وأغرقها بالهدايا العسكرية تقديرا لها على شجاعتها، وأعطاها "القيصر" اسما مستعارا جديدا يليق بشخصيتها العسكرية "ألكسندروف".
استمرت "دوروفا" فى العمل لعقد كامل فى أفواج مختلفة، وتقاعدت فى منصب "قائد"، بعد أن أصبحت أول ضابطة في التاريخ العسكرى الروسي، وبعد سنوات قليلة كتبت مذكرات بخط يدها ونشرتها تحكى فيها عن قصتها مع الجيش، فأعجب بها أحد الشاعر الروسى العظيم "ألكسندر بوشكين" وأعطاها لقب "سلاح الفرسان".
- "مستر إكس" الفيزياء
ولد "ويلمر ساودر" فى مزرعة بالهند عام 1884، وتميز منذ صغره بحبه للفيزياء، حتى حصل على درجة الماجستير فى الفيزياء من جامعة الهند وانضم بعدها إلى "المكتب الوطنى للمعايير"، وكان المكتب وكالة فدرالية صغيرة مسؤولة عن التواصل بين الوكالات الحكومية الأخرى، والصناعة الخاصة، والمؤسسات الأكاديمية.
خلال أوقات النهار كان "ساودر" يعمل على حساب الطاقة والكتلة وغيرها من الأشياء العادية، ولكن فى الليل كان يتعقب المجرمين بهوية سرية، حيث تميز بطريقته الفريدة فى تحليل خطوط الكتابة اليدوية والآلات الكاتبة، كما كان معروفا بقدرته عى قياس الأشياء بدقة شديدة، وفى عام 1916 تلقى مكتب المعايير طلبا غريبا من وكالة أخرى لمعرفة ما اذا كانت هناك طريقة لتحليل الخطوط اليدوية، ما دفع ساودر لقبول المهمة، وأصبح زملائه يلقبونه بـ"مستر إكس".
ساهم "ساودر" فى إلقاء القبض على العديد من تجار المخدرات وشبكات غسيل الأموال، ويقال أن من بينهم "آل كابوني" رجل العصابات الشهير، ولم يكتف بذلك بل شهد ضد "برونوهاوبتمان" الذى اتهم بخطف طفل ليندبيرج، بعد تحليل خط رسالة الفدية، ووصف رجال الشرطة "ساودر" بأنه من أبرع خبراء القارة.
وظهر "ساودر" فيما بعد فى العديد من القضايا السرية كشاهد تحت هوية "مستر إكس"، وساهم فى تحديث طريقة البحث فى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.
- الصحفي المجهول
ولد "ألفريد ديكين" فى مدينه ملبورن الأسترالية، وتدرب فى جامعة ملبورن كمحام، وانتخب فى الجمعية التشريعية الفيكتورية فى عام 1879 وهو فى عمر 22 عاما، وفى عام 1883 أصبح وزيرا فى الحكومة، ولعب ديكين دورا رئيسيا في إقامة العديد من الإصلاحات الصناعية المؤيدة للعمال، وتطوير شبكات الري.
شغل "ديكين" منصب رئيس الوزراء لثلاث فترات، خلال الأيام الأولى للبلاد من عام 1904 إلى عام 1914، ولكن ما لم يعرفه أحد أنه كان يكتب عمودا سياسيا تحت اسم مجهول فى مجلة لندن الوطنية، حيث كان "ديكين" يستخدم عموده الذى يكتبه لهدم خصومه بينما يجعل نفسه جيدا بإظهار الإنجازات التى حدثت فى عهده، ولم يكتشف ذلك الا عندما توفى "ديكين" فى عام 1919.
- "باتمان" سياتل
ولد "بينجامين فودور" عام 1988 فى تكساس، وكان يعمل كمدرس للأطفال المعاقين والمصابين بالتوحد، ولكنه فى الليل كان يرتدى قناع تزلج ويجوب الشوارع للدفاع عن المواطنين، ووضع لنفسه إسم "فونيكس جونز"، ومنذ عام 2011 حتى عام 2014، كان جونز زعيم حركة سماها "لواء منع الجريمة" مقرها مدينة سياتل بواشنطن تهدف لإنقاذ المواطنين من أي اعتداء، وتقوم يوميا بدوريات فى الشوارع مرتدين أزياء تنكرية.
وفي إحدى المرات لمح "فودور" بعض الأشخاص يضربون مواطنا لسرقته، فذهب لنجدته ورش الفلفل فى أعينهم، ولكن وصلت الشرطة فى لحظتها، وادعوا أن "فودور" تهجم عليهم بينما كانوا يسيرون فى الشارع، وفى أثناء المحاكمة تم رفع القناع عن "فودور" كإجراء روتينى بعد ما أصر أن يحتفظ به فى قسم الشرطة، وتم الكشف عن هويته الحقيقة وعلى الرغم من نواياه الطيبة إلا أنه فقد وظيفته وحرم عليه العمل مع الأطفال.
- روبن هود اليابان
ولد "ناكامورا جيروكيتشى" عام 1797، في اليابان وعاش في مدينة طوكيو، كان يعمل في النهار عامل يدوي، ويتطوع في فرق الإطفاء المحلية، وفي الليل كان لص وبطل شعبي يسرق منازل اللوردات الإقطاعيين ومحاربي الساموري، ثم يعطي ما سرقه للفقراء، كان يحضر معه كيسا مليئا بالفئران عندما يسرق ثم يقوم بنشر الفئران داخل المنزل لينشغل بها الجميع ولا يتلفتون إليه وهو يخرج من النافذة حاملا المسروقات، حتى لقب باسم "الفأر الصغير".
كان "ناكامورا" يقول دائما إنه من العار أن يسرق منزل الساموراي فهذا دليل علي ضعف دفاعاته، ومن الصعب تقدير عدد المنازل التي سرقها، وتوفي في عام 1831.
تعليقات الفيسبوك