طلاب المدينة الجامعية بأسيوط: "إحنا في سجن".. والجمال: "هنقدم تسهيلات"
جامعة أسيوط
على غير ما اعتادوه في السنوات الماضية، وجد طلاب المدينة الجامعية بجامعة أسيوط أنفسهم مع بداية العام الدراسي الجديد، أمام قراراتٍ جديدة تجبرهم على عدم الخروج من المباني الداخلية للمدينة بعد الساعة الثانية عشر، منتصف الليل، بسبب إغلاقها من الخارج، حيث كان يُغلق الباب الخارجي للمدينة فقط، بينما تظل أبواب المباني الداخلية مفتوحة طوال الليل.
ويقول "م. ج." الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق بجامعة أسيوط، إنه على مدار السنوات الثلاثة الماضية، والتي تواجد خلالها بالمدينة الجامعية، لم يحدث أن صدرت قرارات بإغلاق أبواب المباني الداخلية التسعة الموجودة بها، وهو ما تغير هذا العام بعد تعيين رئيس جديد للمدينة.
الطالب أضاف لـ"الوطن"، أن المواعيد الجديدة هي إغلاق الباب الخارجي في الساعة الحادية عشر مساءً، وإغلاق الأبواب الداخلية بعدها بساعة واحدة فقط، موضحًا أن معظم الطلاب يسهرون للمذاكرة ما يضطرهم لطلب أكل من الخارج في بعض الأحيان، أو المذاكرة في الحديقة، أو حتى صلاة الفجر التي لا يستطيع الطلاب قضائها في المسجد حاليًا، و"كأنهم في سجن".
قرار جديد أشار له طالب الحقوق، يتعلق بالغياب، حيث استحدثت الإدارة الجديدة نظامًا جديدًا للغياب لم يكن موجودًا من قبل، حيث يمر مشرفو المبنى بعد منتصف الليل لمعرفة الغائبين، وهو ما يعطل الطلبة عن المذاكرة ويزعجهم، ويوقظ النائمين منهم، وفي حالة عدم رد من بالغرف خلال ربع ساعة يسجلهم المشرفون غياب، حتى ولو كانوا نائمين ولا يستطيعون الاستيقاظ.
واقعةٌ حدثت، يوم الثلاثاء، ذكرها الطالب، حيث تأخر بعض الطلاب عن الساعة الحادية عشر مساءً، ليرفض الأمن دخولهم، رغم المبررات الكثيرة التي قدموها، ليتجمهروا أمام المبنى ما أدى لاستدعاء الشرطة التي تواصلت مع الإدارة، وانتهى الأمر بدخولهم المبنى.
"ع. م." الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، اتفق مع زميله، حيث أكد أن رئيس المدينة الجديد أمر بإغلاق الباب الخارجي للمدينة مع الساعة 11 مساءً، والأبواب الداخلية بعدها بساعة، وهو ما يضر الطلبة كثيرًا، فالمطعم الخاص بالمبنى يغلق أبوابه في الثامنة، وكان الطلبة يضطرون لشراء بعض المأكولات من السوبر ماركت الموجود في المدينة خارج المباني.
طالب كلية التجارة أشار في حديثه لـ"الوطن" إلى مشاكل أخرى تقابل الطلبة بسبب غلق أبواب المباني الداخلية، حيث أن الطلبة لا يستطيعون أداء صلاة الفجر في المسجد، كما أنه في حالة تعرض أحدهم لأزمةٍ صحية لا يستطيع الذهاب للمستشفى.
عدة مطالب أكد عليها الطالب، أهمها الاهتمام بخدمات المدينة قبل الاهتمام ببواباتها ومواعيدها، "فالأكل المقدم للطلبة لا يصلح للاستخدام الآدمي، كما أن مراحيض المدينة كذلك لا يتم تنظيفها باستمرار"، بالإضافة للسماح بفتح أبواب المباني الداخلية للمدينة خلال الليل.
الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، أكد أن إغلاق البوابات في هذه المواعيد هي إجراءات تأمينية، خاصةً وأن حديقة المدينة التي تفتح عليها أبواب المباني الداخلية مغلقة في الأساس، ولا يستفيد الطلبة منها.
الجمال أضاف لـ"الوطن" أنه لا يوجد "سوبر ماركت" في المدينة الجامعية من الأساس، كما أن كل مبنى داخلي ملحق به مصلى يمكن للصلبة أداء الصلاة بداخله.
وأبدى رئيس الجامعة الاستعداد لتقديم بعض التسهيلات للطلبة، والتعامل بمرونة في القرارات الخاصة بالمدينة، موضحًا أن عليهم التواصل مع نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب وعرض مشاكلهم ومطالبهم عليه، ومن ثم عرضهم عليه هو شخصيًا للتعامل معها.