شجيرات وجرافيتى لتجميل العشوائيات: وما «الحارة» إلا «كومباوند» كبير
شباب يقومون بدهان الأرصفة لتحسين مظهر الحارة
ارتبطت الحارة الشعبية فى الأذهان بمشاهد الفوضى والقمامة والعشوائية، ومع ظهور المدن الجديدة وانتشار المناطق الراقية، ارتفع سقف تفكير بعض سكان الحوارى، وتطلعوا إلى محاكاة المناطق الراقية فى جمالها وهدوئها، بإطلاق عدد من المبادرات الإيجابية غيّرت ملامح بيئتهم، مثل التشجير، الأسوار، ورفع القمامة، وتلوين الجدران.
على مدار أسبوعين، عكف سكان منطقة المرج على بحث كيفية التخلص من القمامة وتحسين مظهر الحارة، ووضعوا خططاً محدّدة لتنفيذ أفكارهم: «بنتجمع ناحية الكوبرى الجديد، ونفكر إزاى نحسّن أوضاع الحارة. صحيح إحنا مش من سكان الكومباوندات والمناطق الراقية، لكن نقدر نخلى مكانا جميل وراقى»، حسب شروق العمروسى، واحدة من سكان المنطقة.
عربات القمامة تتجول بشكل دورى لرفع القمامة فى المنطقة، ورغم ذلك تتراكم الأكوام أمام المنازل، مما يشوه مظهر الحارة والمنطقة برمتها، ولم يكن هناك حل للمشكلة سوى قيام «شروق» ورفاقها بإقناع الأهالى: «الناس بقت تطلع لمستويات أفضل، وترتقى بحارتنا ومنطقتنا».
مبادرات إيجابية طرحها أهالى مناطق شعبية لمحاربة الإهمال والقبح
شراء بعض الشجيرات، وغرسها أمام المنازل، هى الخطوة التى أقدم عليها أحمد عمرو، من سكان شارع العشرين بمنطقة عين شمس، لتجميل منطقتهم الشعبية: «كل واحد حفر قدام بيته، وحط شجرة صغيرة، وكنسنا الشارع، وبقى جميل تحب تدخله وتقعد فيه، ومنظره لما تبص من البلكونة يشرح القلب».
يحث «عمرو» سكان العشوائيات فى مختلف المناطق بتجميل شوارعهم وطرح مبادرات إيجابية للنهوض بمعيشتهم: «العالم كله بينضف ويطور من حوالينا، واحنا زى ما احنا من زمان. شكل الحارة والشوارع الرئيسية ماتغيرش، علشان كده قررنا نعمل التغيير بإيدينا».
زياد مينا، من شباب محافظة المنوفية، ويتمتع بقدر وافر من الحيوية والنشاط يجعله يجوب الحوارى لتجميلها، من خلال الرسم على الجدران أو كتابة بعض العبارات التحفيزية بشكل تطوعى، بهدف التوعية بالمحافظة على نظافة المنطقة وتجميلها: «رسمت على الحيطان اللى كانت الناس بتستغلها وترمى جنبها الزبالة، بعد ما نضفتها بنفسى، ولونت الأرصفة، ودلوقتى الناس بقت تتكسف ترمى زبالة تانى، والمنظر الجديد شجعهم يحافظوا على المكان».
يرى «زياد» أن أى منطقة تحتمل أن تكون راقية ومتطورة، بشرط إرادة سكانها: «لما الناس لاقونى متحمس، وباحافظ على الشوارع، سألونى لو محتاج حاجة وعرضوا يساعدونى».
رسومات الجرافيك انتشرت بشكل كبير فى حوارى «المطرية»، بعد أن قرر محمد شحاتة، أحد هواة الجرافيتى، تحويل منطقة اللمون، سيئة السمعة من حيث النظافة، إلى ما يشبه المناطق الراقية «كل اللى يسمع عن المنطقة يقول كلام وحش، وانا باحب منطقتى وباغير عليها، فقلت لازم أرسم جرافيتى فى أكتر من حارة وشارع بالمنطقة، وأغيرها للأحسن، علشان السكان يفرحوا ويحافظوا عليها، ومايحسوش إنهم أقل من اللى عايشين فى المناطق الراقية».