"المكتوب ممنوش هروب".. حكاية 3 مزارعين تناولوا "السم" في وجبة الغداء
صورة أرشفية
"يا عم سلم أمرك لله، المكتوب ممنوش هروب ، طالما مفيش حاجة جوه الأكل نفسه يبقي تمام" كلمات رددها بعشوائية 3 مزارعين أثناء تناولهم طعام الغداء دون غسيل أيديهم، بعد أن رش مزرعة بمادة سامة مكافحة لمرض تسوس النخيل في الفيوم، وجلس المزارعون يتناولون الطعام، فأصيبوا بألم شديد في المعدة وساءت الحالة الصحية لأحدهم وفقد علي إثرها الوعي، في حين لم يفقد صديقيه الوعي وظلا يصرخان من شدة الألم.
حضر جيران الضحايا بعد استغاثة المزارعين وأسرعوا في نقلهم إلى مستشفي الفيوم العام وتم إسعاف المزارع (أحمد عبد العليم مجاهد- 56 سنة) داخل غرفة الرعاية المركزة لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وقت قصير، بينما تم احتجاز صديقيه (جمال محمد قطب- 50 سنة- فلاح) ونجله (محمد- 14 سنة- طالب) لعدة ساعات حتي تماثلا للشفاء وقرر الأطباء خروجهما من المستشفي.
"إحنا كل مرة بناكل من غير ما نغسل إيدينا، ومكنش بيحصل أي حاجة، بس المرة دي كانت إيدينا عليها كميات كبيرة من المبيد اللي كنا بنرشه على النخل" بهذه الكلمات قال صديقا المزارع المتوفي في محضر الشرطة، الذي حرر في قسم شرطة سنورس، وأنهما يباشران عملهما بصحبة المتوفي منذ عدة أشهر ويقوموا برش النخيل بالمبيد المخصص لمكافحة مرض تسوس النخيل، وفي المرة الأخيرة تناولوا "فول وجبن وطماطم" وأيديهم عليها كمية كبيرة من المبيد، دون أي إهتمام ما أدي إلي إصابتهم بإصابات بالغة وأنتهت بمصرع أحدهم داخل المستشفي بعد أن تناول جرعات كبيرة من المبيد مع الطعام.
تلقى اللواء خالد شلبي، مدير أمن الفيوم، إخطارا من مستشفى الفيوم العام يفيد بوصول (أحمد عبدالعليم مجاهد- 56 سنة- مزارع) مصابًا بإصابات بالغة وتبين أنه يعاني من تناول مادة سامة دون قصد تسببت في وفاته.
أفادت تحريات المباحث بأن الواقعة ليس فيها شبهة جنائية، وأن المتوفي وصديقيه كانوا يرشون مزرعة نخيل بمبيد لمكافحة "تسوس النخيل"، وتناولوا الطعام دون غسل أيديهم، ما تسبب في إصابتهم بقيء وإسهال، ولقي الأول مصرعه قبل الوصول إلى المستشفى، وتحرر المحضر رقم 6182 إداري مركز شرطة سنورس.
صرحت نيابة مركز سنورس بدفن جثة المزارع بعد مناظرة الطب الشرعي، واستدعت النيابة صاحب المزرعة لسماع أقواله في الحادث والجيران الذين نقلوهم إلي المستشفي عقب تعرضهم للإصابة.