"سيارات تأخذك إلى الجنة".. تلاميذ "ملوي" في خطر بسبب "تسطيحة الموت"
تلاميذ مدارس يسطحون فوق سيارات الربع نقل بملوي
"خطر يلاحق الأرواح تحت مرأى ومسمع الجميع".. بتلك الجمل استغاث مئات التلاميذ وأهاليهم من خطر يهدد الأرواح على طرقات يمكن أن تكون قبورًا في رحلة البحث عن العلم في القرى المجاورة لمركز ملوي في المنيا، بحسب أقوال أهالي الطلاب.
بـ175 قرشًا تبدأ معاناة التلاميذ، حيث يطالب السائق "حشو" سيارته شبه المتهالكة بأكبر عدد من الطلاب للحصول على أكثر عائد مادي ممكن، من أبناء القرى البسيطة، ومع قلة عدد سيارات المواصلات يجبر التلميذ على الركوب أملاً في الوصول إلى المدارس الثانوية العامة والفنية الكائنة بالمدينة، حيث لا يجد التلميذ مكانًا للجلوس بداخل صندوقها الخلفي فيضطرون للركوب على الأسطح ما يعرض حياته للخطر المحقق مع سرعة زائدة أو "مطب" مفاجئ أو حادث عرضي، بحسب أقوال التلاميذ، وسط مطالب من الأهالي بتعيين لجان مرورية لضبط السيارات المخالفة حفاظًا على أرواح أبنائهم.
وليد سيد، أحد أهالي "جلال الشرقية"، قال إن قريته تبعد عن مدينة ملوي 5 كيلومترات فقط ورغم ذلك يتعرض تلاميذ المدارس إلى الابتزاز من سائقي السيارات "الربع نقل"، حيث يستقلون تلك الوسيلة الخطرة لعدم وجود بديل ويدفعون أجرة بواقع 175 قرشًا ذهابًا ونفس المبلغ للعودة، ورغم ذلك يركبون على أسطح السيارات، مؤكدًا أن هناك خطورة كبيرة يتعرض لها هؤلاء التلاميذ لأن حمولة السيارة في الرحلة الواحدة تتجاوز الـ30 شخصًا.
ويتابع: "لو حسبنا متوسط أوزان مستقلي السيارة للفرد الواحد 70 كيلوجرام فستكون السيارة محملة بنحو طنين، رغم أن حمولتها طبقًا لرخصة التسيير واحد طن فقط، وهذا قد ينتج عنه حدوث انفجارات في الإطارات الخلفية وانقلاب تلك السيارات التي تقطع معظم الرحلة تسير بمحاذاة الترع".
ويطالب حسن أحمد، أحد أهالي قرية المعصرة، بمواجهة تلك الظاهرة المنتشرة في زمام مركز ملوي، موضحًا أن الأهالي على السيارات "الربع نقل" غير آدمية للانتقال إلى المدينة، ويستغل سائقيها وقت الذروة والزحام الشديد في وقت انتهاء اليوم الدراسي وخروج الموظفين من المصالح الحكومية، ويسمحون لتلاميذ المدارس بالركوب علي السطح والأجزاء الخارجية الخلفية للسيارة "الإكصدام"، وذلك لجمع أكبر عدد من الركاب في الرحلة الواحدة.
ويضيف: تلك السيارات تقف على مرأى ومسمع من الجميع بالطريق الزراعي "مصر – أسوان" في مدينة ملوي، وتعبر من أمام عساكر المرور ولا يعترضها أحد، مطالبًا بتعيين لجان مرورية خاصة في شارع العرفاني في وسط مدينة ملوي للتصدي لتلك الظاهرة التي تشكل خطرًا كبيرًا على أرواح التلاميذ، لافتًا إلى أن تلك السيارات مخصصة في الأساس لنقل الأثاث والبضائع لكنها تنقل الأشخاص، ولا يبالي سائقوها بحياة وأرواح المواطنين والطلاب الأبرياء.