محنة «المهندس خانة».. معامل الكليات لا تواكب التكنولوجيا.. والخريج غير مؤهل لسوق العمل
طلاب «الهندسة» يعانون عدم تأهيلهم لسوق العمل
قبل 102 عام تأسست أول مدرسة لفنون الهندسة فى الشرق باسم «المهندس خانة»، وكانت على أحدث النظم التعليمية وقتها، والآن يشكو طلاب وخريجو كليات الهندسة من أن المناهج الدراسية بكليات الهندسة تحتاج إلى التطوير، وأوضحوا أن المعامل والأجهزة المستخدمة فى الكليات لا تواكب التكنولوجيا وتمثل عائقاً أمام تأهيل الطلاب وربطهم بسوق العمل، خاصة على المستوى الدولى، واعتبروا أن التدريبات العملية التى توفرها الكليات بالتعاقد مع شركات أخرى روتينية وتعتمد على الجوانب النظرية فقط مثلها مثل الكلية، وأوضح الطلاب أنهم يعانون نقص خبرة أعضاء هيئة التدريس، واعتمادهم على الجوانب النظرية والابتعاد عن العملى، مؤكدين أنهم يلجأون للكورسات والورش التدريبية الخارجية.
رومانى ممدوح، خريج كلية الهندسة قسم الهندسة المدنية بجامعة سوهاج، يقول إن إدارة الكلية تعانى من تفاوت شديد فى كيفية ربط الطالب الجامعى بسوق العمل، من حيث التدريبات التى تنظمها الكلية بالتعاون مع شركات خارجية، مشيراً إلى أن ثقافة الاهتمام بتدريب الطلاب والحرص على تأهليهم لسوق العمل تختلف من عضو هيئة تدريس لآخر، فهناك مَن يهتم بتدريب الطلاب، وهناك مَن يجعل بينه وبين الطلاب حاجزاً منيعاً، ويضيف «ممدوح» أن غالبية أعضاء هيئة التدريس الجُدد تنقصهم الخبرة فى المجال الهندسى، الأمر الذى يولد فراغاً علمياً فى أذهان الكثير من الطلاب، لافتاً إلى أن مشروع التخرج لكل فرقة من الطلاب يعتمد بالأساس على ما أتقنه الطالب وتعلمه فى المرحلة الجامعية، مؤكداً أن تقييم أعضاء هيئة التدريس لمشروعات تخرج الطلاب غير دقيق، فغالبية التقديرات مرتفعة، وتابع: الدراسة فى الكلية تركز على الجانب النظرى أكثر من الجانب العملى، ويؤدى ذلك إلى تقليل كفاءة الطالب العملية، بالإضافة إلى أن التدريبات التى تحرص الكلية على توفيرها للطلاب مجرد تدريبات روتينية، فغالبية الشركات التى يتم التعاقد معها لتدريب الطلاب تهتم هى الأخرى بالجانب النظرى من حيث التعريف بالأجهزة وكيفية استخدامها دون التطبيق الفعلى.
وعن معامل الكلية وجاهزيتها لتعليم وتدريب الطلاب أكد أن الأجهزة والمعدات الهندسية بالكلية صالحة وجيدة للاستخدام، لافتاً إلى أن الأمر يتوقف على ثقافة الدكتور من حيث مدى اهتمامه بتدريب الطالب أو عدمه، ومعامل الكلية مقتصرة على الاستخدام الشخصى لأعضاء هيئة التدريس، وأشار ممدوح إلى أن جنى ثمار التدريبات العملية يقع على عاتق كل من عضو هيئة التدريس ومدى اهتمامه بتدريب الطالب من جانب ورغبة الطالب فى التدريب والتعليم من جانب آخر، مؤكداً أن اجتهاد الطالب ورغبته فى التعليم يمثل دافعاً لعضو هيئة التدريس لتدريبه، وطالب بضرورة متابعة الكلية لورش التدريبات التى تعقدها بالتعاون مع الشركات الخارجية للتعرف على مدى استفادة الطالب منها وتقديم الحلول لكافة المشاكل التى تعوق ذلك.
«أحمد»: الكلية سيطرت عليها الجوانب النظرية.. والأساتذة يكتفون بالتلقين.. والأجهزة عفا عليها الزمن
وقال أحمد ياسر، أحد خريجى كلية هندسة جامعة الإسكندرية، إن الكلية سيطرت عليها الجوانب النظرية أكثر من الناحية العملية، وأحياناً يكتفى أعضاء التدريس بالتلقين النظرى والمناهج التعليمية تحتاج لتطوير بالكليات، لافتاً إلى أنه ما زالت طُرق التدريس بالكلية تقليدية، حيث تعتمد على الرسم الهندسى وعلى استخدام المسطرة وغيرها من الأدوات التقليدية فقط، بالإضافة إلى أن الأعداد كبيرة جداً، وهذا يمثل عبئاً على الطلبة نتيجة عدم تحقيق الاستفادة الكاملة من النواحى التطبيقية فى الكلية وعدم جاهزية المعامل التى نستخدمها ووجود أجهزة مر عليها عقود من الزمن وغير مواكبة للتكنولوجيا الحديثة فى مجال الهندسة، مشيراً إلى أن نظام الدراسة بهذا النظام داخل كليات الهندسة يقيد الطالب ويحرمه من الناحية العملية فيتجه الطلبة إلى الورش التدريبية الخارجية أو الكورسات عبر الإنترنت، وأكد أحمد أن الكلية لا تؤهل طالباً لسوق العمل يمكن الاعتماد عليه فى الشركات على النقيض إذا توافرت لنا الأجهزة والأدوات العملية بالكلية، فنحن قادرون على تنفيذ العديد من الأفكار التى نسعى دوماً لتنفيذها ولكن الإمكانيات تمثل حجراً تتحطم عليه كل الأحلام والأفكار.
وأكد طالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الميكانيكا، رفض ذكر اسمه، أن تأهيل الطالب لسوق العمل يتمثل فى شقين أساسيين، أحدهما فنى والآخر تقنى، فالفنى يعنى الاهتمام بالعلوم الهندسية التى يجب على الطالب أن يكون ملماً بها من حيث المواد الدراسية، ومجموعة الاختبارات التى يجب على الطالب اجتيازها بنجاح، والهدف منها وضع الطالب تحت ضغط نفسى وجسدى حتى يستطيع بعد تخرجه إدارة شركة أو موقع متكامل، مشيراً إلى أن الكلية ناجحة فى هذا المجال من حيث تكثيف عدد الاختبارات حتى يصبح الطالب متعدد المهام، وأوضح الطالب أن ورش التدريبات التى تنظمها الكلية لم تؤت بثمارها نظراً لقِصر المدة المتاحة لكل ورشة تدريبية، التى لا تزيد مدتها على أسبوعين وهنا لا يجد الطالب فرصة للاستفادة منها، لافتاً إلى أن إدارة الكلية تفتقد الاهتمام ببرامج الإلقاء واستعراض المجهود البحثى ما يؤهل الطالب لسوق العمل الدولية وليس المصرية فقط.
وفى جامعة طنطا، قال الطالب محمد عبدالله، بالفرقة الثالثة بكلية هندسة، إن الجانب النظرى سلاح ذو حدين يمكن للطالب الاستفادة منه، فنعتمد على المصطلحات والمفاهيم ويتم فهمها جيداً ثم يتجه الطالب بعد ذلك إلى التدريب فى إحدى الشركات الهندسية وتطبيق ما تم تعليمه فى الناحية النظرية، ويجب ألا نقف مكتوفى الأيدى ونستسلم للشق النظرى ونلوم الكلية بعد التخرج لأنها لم تساعدنا فى تنمية الأساسيات الخاصة بكل طالب، موضحاً أن الكلية تحتوى على عدد من المعامل، وهناك معامل غير مجهزة بالصورة المناسبة التى يمكننا التعلم بها، ومعامل أخرى على قدر من الإمكانيات العالية التى تساعد الطالب وتحفزه فى تطبيق ما يريده، وأوضح محمد أن الكلية توفر لهم العديد من التدريبات المختلفة بالتعاقد مع الشركات المصرية، أبزها شركة المقاولون العرب، مضيفاً أن اتحاد الطلبة بالكلية يخصص مسابقات لكل قسم بالكلية، لكن دون مشاركة فعالة منهم.