"عروس البالطو الأبيض".. حكاية "سارة" ضحية الإهمال بمستشفى المطرية
صورة أرشفية
اقتطفت فرحتها بـ"البالطو" الأبيض سريعًا بفعل فاعل وهو الإهمال القاتل الذي حرم طبيبة شابة كانت تخطو خطواتها الأولى بثبات لتحقق أحلامها التي طالما تمنتها لسنوات طوال ذاقت خلالها مرارة التعب حتى تخرجت في كلية الطب جامعة المنيا منذ عامين.
لم تشعر الطبيبة المكافحة "سارة أبو بكر" بطعم الراحة حتى بعد أن تسلمت عملها في المنيا، لكنها تركت بلدتها وأسرتها وحضرت إلى القاهرة في رسالة تحدي جديدة للصعاب من أجل الحصول على الزمالة في الطب من طب القاهرة، وكانت تقيم داخل استراحة الأطباء بمستشفى المطرية التعليمي لعدم وجود سكن "استراحة" داخل مستشفى قصر العيني، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء وجودها بالحمام الخاص بالطبيبات.
طوال 15 يومًا ظلت "سارة" تبحث عن سكن بعيد عن استراحة الأطباء وتحدثت إلى العديد من زميلاتها اللاتي يقمن في القاهرة لمساعدتها في البحث عن سكن في محيط السيدة زينب، لكنها لم تتمكن من تنفيذ ما تطلعت إليه حتى ساهم الإهمال في حصد روحا الطاهرة بل تفحمت مناطق من جسدها.
انتشرت حالة من الحزن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" الذين تفاعلوا مع الحادث المأساوي التي تعرضت له الطبيبة الشابة خلال رحلتها التعليمية، عندما كانت تقدم خدمة بل رسالة إنسانية مجانية في قسم الأطفال المبتسرين داخل مستشفى قصر العيني، وتذهب في نهاية اليوم للاستراحة داخل سكن الطبيبات في مستشفي المطرية.
طالب زملائها سارة، بتكريم الطبيبة كشهيدة دفعت حياتها نتيجة الإهمال القاتلة من جانب الدولة، كما طالبوا النقابة بالتدخل لتكريم الطبيبة والبحث عن حقوقها رغم أن الحادث لا تعوضه أي حقوق.
- البلاغ
تلقى العميد أشرف عبدالعزيز مأمور قسم شرطة المطرية، بلاغًا من الأهالي بمصرع طبيبة تدعى "سارة أبو بكر"، تعمل في مستشفى أطفال، وكشفت المعاينة والفحص أن وفاة الطبيبة سببه ماسًا كهربائيا في سخان المياه داخل الحمام بسكن الطبيبات بالمستشفى.
- المعاينة
أظهرت مناظرة أجهزة الأمن ومعاينة فريق النيابة العامة لمكان الوفاة وجود أسلاك كهرباء مكشفوفة خاصة بسخان الكهرباء تسببت في مصرع الطبيبة قبل أن تكتشف إحدى زميلاتها الوفاة بسبب تأخرها في الحمام.
- القرارات
قررت نيابة المطرية تشكيل لجنة فنية، لمعاينة استراحة الأطباء داخل مستشفى المطرية العام، بعد مصرع طبيبة صعقًا بالكهرباء أثناء وجودها داخل السكن الخاص بالطبيبات، وموافاة النيابة بنتائج الفحص الخاص بسخان الكهرباء وصلاحيته للعمل ووصلات الكهرباء الخاصة به.
وصرحت النيابة بدفن جثة "سارة أبو بكر"، طبيبة بقسم الأطفال في مستشفى المطرية العام، بعد أن تعرضت للصعق بالكهرباء وتفحم مناطق متفرقة من جسدها ما يشير إلى قوة الصعق حتى بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة.
تحقيقات النيابة مستمرة في القضية من أجل تحديد المسؤولية الجنائية إذا ما ثبت وجود أي إهمال في وفاة الطبيبة من خلال اللجان المشكلة من النيابة العامة لتحديد أسباب الوفاة، وأجرت اللجان معاينة لسخان الكهرباء والأسلاك الكهربائية المكشوفة الخاصة بوصلات الكهرباء من السخان إلى مصدر الكهرباء.
وقال مصدر قضائي إن نتائج التقارير ستكون حاسمة في القضية وأن النيابة العامة تباشر مهامها من أجل كشف الحقائق كافة في الحادث.