«السيسى» أول رئيس أجنبى يُلقى كلمة أمام المجلس الفيدرالى الروسى.. ويلتقى «بوتين» الأربعاء
الرئيس عبدالفتاح السيسى لحظة وصوله العاصمة الروسية
استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى نشاطه فى روسيا، اليوم، بلقاء رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى، تيجران سركسيان، لبحث اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسى، ويضم الاتحاد الأوراسى 5 دول هى: «روسيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان وكازاخستان وأرمينيا».
ووصل الرئيس السيسى، صباح اليوم، إلى العاصمة الروسية موسكو، فى زيارة تستغرق 3 أيام، يلتقى خلالها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى منتجع سوتشى على البحر الأسود، الأربعاء، لبحث مجموعة من القضايا الدولية، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
ومن المقرر أن يلتقى «السيسى»، غدًا، مع رئيس الوزراء الروسى ديميترى ميدفيديف، ثم يعقد لقاء مع رئيسة مجلس الاتحاد فالنتينا ماتفيينكو، يليه إلقاء كلمة داخل المجلس، ليصبح أول رئيس أجنبى يلقى كلمة فيه.
وفى السياق ذاته، أصدر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم، تعليمات بتوقيع اتفاقية شراكة شاملة وتعاون استراتيجى على أعلى المستويات مع مصر.
ووقّع الرئيس الروسى مرسوماً بهذا الشأن نُشر على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية للكرملين، وينص على قبول مقترحات وزارة الخارجية الروسية المتوافق عليها مع أجهزة السلطة التنفيذية الروسية الفيدرالية المعنية بشأن توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر حول الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى.
من جانبه، قال الدبلوماسى الروسى السابق، فيتشسلاف موتوزوف، إن زيارة الرئيس السيسى لها أهمية كبيرة وأكبر من أى زيارات أخرى أو سابقة على الإطلاق، لأن التطورات على ساحة الشرق الأوسط خطيرة للغاية، فهناك تغيرات سياسية وتدخلات أجنبية، وفى هذه الظروف التاريخية يعتبر تنسيق المواقف الروسية - المصرية أمراً ضرورياً وحيوياً لمستقبل دول الشرق الأوسط، وأكد أن الرئيسين «بوتين» و«السيسى» بينهما لغة مشتركة، و«لدينا إرادة قوية لتعزيز العلاقات مع مصر على جميع المستويات».
الرئيس الروسى يُصدر مرسوماً بتوقيع اتفاقية شراكة شاملة وتعاون استراتيجى على أعلى المستويات مع مصر
وشدد الدبلوماسى الروسى، فى تصريحات لـ«الوطن»، على أن هناك حاجة بالغة الأهمية لتنسيق المواقف المصرية - الروسية، فهناك أحداث دموية فى سوريا، وتدمير للدولة الليبية الغنية والمزدهرة سابقاً، واشتباكات فى اليمن، والتطورات فى منطقة الخليج وإيران، وهناك توتر ومشكلات سياسية واجتماعية أخرى، وفى هذه الظروف بالذات فالتنسيق بين القاهرة وموسكو أساسى، لأن مصر دولة طليعية فى العالم العربى، وأكبر دولة من حيث عدد السكان والنفوذ والحضور والدور السياسى بين الدول العربية وفى المنطقة، ومصر وموسكو فى حاجة إلى التنسيق الدائم.
وأفاد تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات عن زيارة الرئيس السيسى لروسيا بأن العديد من المؤشرات تؤكد أن هذه القمة بين الرئيسين سوف تدشن لمرحلة جديدة على طريق تطوير العلاقات بين البلدين، والتفاهم السياسى بين القيادتين، فهذه هى الزيارة الرابعة للرئيس السيسى إلى روسيا منذ زيارته الأولى لها كوزير للدفاع فى عام 2014، كما أن هذا هو اللقاء التاسع بين الرئيس السيسى و«بوتين» خلال هذه الفترة.
وعلى الصعيد الثنائى أيضاً، فقد اقترب مرور عام كامل على توقيع اتفاقية إنشاء مشروع إنتاج الطاقة النووية فى مصر فى منطقة الضبعة، الذى تم التوقيع عليه فى 11 ديسمبر 2017 فى القاهرة، وهو أكبر مشروع مشترك بين القاهرة وموسكو منذ مشروع السد العالى، كما أنَّ له أبعاداً اقتصادية ومالية واستثمارية، فضلاً عن نقل التكنولوجيا المتقدمة فى هذا المجال الذى تحتاجه مصر، فى إطار استراتيجية متكاملة فى مجال الطاقة ستجعل من مصر مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتداول الطاقة بكل مكوناتها ومصادرها المتجددة وغير المتجددة.
على الصعيد الثنائى أيضاً، فإن مصر تتعجل إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة بعدما حقق الاقتصاد المصرى خطوات كبيرة على طريق الاستقرار والنمو والانطلاق، وأصبحت مصر جاذبة للاستثمار بكل المعايير.
فى الوقت نفسه، يكشف تعامُل الجانب الروسى مع الزيارة مدى الاهتمام بالعلاقات المصرية - الروسية، وأهمية العلاقات بين قيادتَى البلدين، الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس فلاديمير بوتين، حيث يعد التفاهم والاحترام المتبادل بينهما أحد أهم عناصر تطوُّر هذه العلاقات فى السنوات الأخيرة.
فى السياق نفسه، تضمن جدول الزيارة إلقاء الرئيس «السيسى» كلمة أمام مجلس الفيدرالى الروسى، وهو الغرفة الأعلى للبرلمان هناك، كأول رئيس لدولة أجنبية يُمنح هذه الفرصة، وهى إشارة أخرى للمناخ الإيجابى والودّى من الجانب الروسى، وتعبير عن التقدير لمصر ورئيسها.
وفى سياق آخر، أكد عدد من نواب البرلمان أهمية العلاقات المصرية - الروسية، والدور الذى يلعبه الرئيس السيسى لتوطيد العلاقات بين الدولتين على جميع المستويات.
وقالت النائبة هالة أبوالسعد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين، لـ«الوطن»، إنها بصدد تقديم ورقة عمل للحكومة، تتضمن رؤية شاملة ومتكاملة مع رؤية القيادة السياسية لدعم العلاقات بين البلدين، فى محاور دحض ومواجهة الإرهاب فى المنطقة، وتنمية العلاقات الاقتصادية، وزيادة صادراتنا إلى روسيا.