أين ذهب أقباط حزب النور؟
صورة أرشيفية
عمل حزب النور على تجميل صورته بعد ثورة 30 يونيو 2013، في ظل الانتقادات التي وجهت إليه من قبل الأحزاب والقوى السياسية، خصوصًا فيما يتعلق بموقفه من المرأة والأقباط، ما جلعه يدفع في الانتخابات البرلمانية في 2015، بـ24 شخصية قطبية على قوائمة الانتخابية، إضافة إلى 24 اسمًا احتياطيًا، إلا أنه بعد انتهاء الانتخابات، قدم الأقباط جميعًا استقالات من الحزب، دون إبداء أسباب واضحة عن التعامل بين الحزب وبينهم.
نادر الصيرفي، مؤسس رابطة أقباط 38 وأحد المرشحين على قوائم النور في انتخابات مجلس النواب 2015، رفض الحديث حول أسباب الاستقالة مكتفيًا بقوله لـ«الوطن»: "ما وجدناه لم يكن الصورة الحقيقية للحزب".
وأكد "الصيرفي" في تصريحات سابقة عقب استقالته أنه لم يحصل من الحزب سوى على "الشتيمة والانتقاد".
«الصيرفي»: «كلامهم غير فعلهم».. وقبطي سابق بالحزب: «قالوا لنا دوركم انتهى»
واتصلت "الوطن" بالأقباط الذين شاركوا في قوائم حزب النور الذين رفضوا أيضًا التعليق مؤكدين أنها مرحلة ومرت ولا يرغبون في أن تكون نقطة مهمة في تاريخهم.
أحد المرشحين، طلب عدم ذكر اسمه، كشف لـ"الوطن" كواليس ما دار بين الأقباط والحزب، قائلاً: "الواقع لم يكن ما نراه بأعيننا فكانوا يطلبون منا الخروج لوسائل الإعلام للتحدث باسم الحزب والدفاع عنه ورد الانتقادات التي توجه للحزب، ورغم أنه لم يكن لنا دور حقيقي في الحزب خلال فترة الانتخابات، إلا أننا كنا نخرج للدفاع عنهم، لكن بعد الانتخابات طالبنا بالجلوس مع قيادات الحزب للحديث حول الاطر التنظيمية بالحزب وكيفية النهوض بالحزب للإنتخابات المقبلة وضرورة إعادة ترتيب الاوراق من الداخل مرة أخرى".
وأضاف المرشح: "كان يتم تجاهل مطالبنا في البداية، وبعد الإصرار والإلحاح، قال لنا أحد قيادات الحزب "ما تتكلمش في الموضوع ده تاني"، وقالوا لنا بالنص "مش محتاجين مسيحيين تاني، الدستور كان يربطنا في الدور السابقة، ووجود المسيحين الآن مش مفروض"، لذلك تقدمنا بالاستقالة ومنا من جمد عضويته ومن تجاهل الحزب نهائيًا".
وحول عدم الحديث عن الأمر قال المرشح "لا نرغب في ربط أسمائنا بهذا الحزب الديني، والبقاء في الحزب كان معناه أننا نكون تجميل لصورتهم ففضلنا البعد عنهم، فما حصلنا عليه المشاكل والضغوط ونظرات مجتمعية صعبة".
ورفض عدد من قيادات الحزب الحديث في هذا الملف، وقال الشيخ جمال متولي القيادي بحزب النور: "الحزب لا يضهد أحد سواء المرأة أو الأقباط، والباب مفتوح للجميع، ومن لديه إثبات على كلامه فليأتي به، ولجنة شؤون الأحزاب هي الفاصل في هذا الأمر، ونعمل على تفعيل ملف المرأة بشكل أكبر، ومن يتحدث عن اضطهاد للأقباط، فليأتي بها، فالدعوة السلفية المؤسسة لحزب النور هي من تصدت للإعتداء علي الكنائس خلال فترة 2011، ونحن أول من يدين هذه الأحداث، والأقباط جزء من المجتمع المصري".
ولم يذكر "متولي" حقيقة استقالة الاقباط مؤكدًا انه ليس عضو بلجنة شؤون العضوية بالحزب، مؤكدًا أن هناك حملة شعواء تمت لهؤلاء الاقباط فور إعلان ترشحهم بالانتخابات، ونؤكد أن قلوبنا مفتوح لكل نسيج الشعب المصري.
وقال سامح عيد، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، إن الجماعات الإسلامية مسخرة لإهلاك بعضها بعضا، ولا يعيشون في وئام إلا إذا توحدت المصالح مثلما كان الحال وقت حكم الإخوان.
وطالب "عيد" بحل تلك الجماعات والأحزاب التي تجاوزها الزمان، وإبعادهم التام عن السياسة، مضيفًا أن حزب النور ذو خلفية سلفية ولا يؤمن بالمواطنة والمساواة بين المصريين، وإنما هو على العكس من ذلك، فهو لن يستطيع مخالفة أصوله المتشددة واستمراره أمر مؤسف وخطأ كبير.