دبلوماسي روسي: زيارة السيسي لموسكو لها أهمية كبرى
وصول الرئيس السيسي الى موسكو
قال الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف موتوزوف إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لها أهمية كبيرة وأكبر من أي زيارات أخرى أو سابقة على الإطلاق، لأن التطورات على ساحة الشرق الأوسط خطيرة للغاية، فهناك تغيرات سياسية وتدخلات أجنبية وفي هذه الظروف التاريخية تنسيق المواقف الروسية المصرية أمر ضروري وحيوي لمستقبل دول الشرق الأوسط.
وأكد "موتوزوف" أن الرئيسين بوتين والسيسي بينهما لغة مشتركة، و"لدينا إرادة قوية لتعزيز العلاقات مع مصر على كافة المستويات".
وشدد الدبلوماسي الروسي المخضرم في تصريحات لـ"الوطن" على أن هناك حاجة بالغة الأهمية لتنسيق المواقف "المصرية-الروسية"، فهناك أحداث دموية في سوريا وتدمير للدولة الليبية الغنية والمزدهرة سابقا واشتباكات في اليمن، والتطورات في منطقة الخليج وإيران، وهناك توتر ومشاكل سياسية واجتماعية أخرى، وفي هذه الظروف بالذات التنسيق بين القاهرة وموسكو أساسي، لأن مصر دولة طليعية في العالم العربي وأكبر دولة من حيث السكان والنفوذ والحضور والدور السياسي بين الدول العربية وفي المنطقة، ومصر وموسكو في حاجة الى التنسيق الدائم.
واعتبر "موتوزوف" أن النقطة الأساسية للتباحث بين الزعيمين الروسي والمصري هي الأوضاع الحالية في العالم العربي وطريقة إيجاد المخرج لكل هذه الأزمات على الساحة العربية، وخاصة في ضوء المواقف المتشابهة بين روسيا ومصر، وهما يهتمان بوقف الاقتتال بين العرب والعرب، ومنع التدخلات الأجنبية في الأمور الداخلية للدول، ووحدة أراضي الدول العربية لأن عدة دول معرضة للتقسيم والتنازع حول الشرعية والأراضي والسلطة، وهناك تطور للمشكلات الاقتصادية وغيرها.
"موتوزوف": مصر أكبر دولة في المنطقة وموسكو في حاجة للتنسيق الدائم معها
ولفت الدبلوماسي الروسي أيضا إلى أن العلاقات الثنائية لها أهمية كبيرة وهي نقطة أخرى في المباحثات، فهي علاقات إيجابية جدا بين روسيا ومصر، ومنذ بداية الانتخابات الرئاسية كان هناك إرادة متبادلة ودعم متبادل وعلاقات قوية بين الرئيسين، وتابع: "روسيا تبدي اهتماما كبيرا بتعزيز التعاون السياسي والعسكري بين مصر وروسيا، وأحيانا يتحدثون عن وجود تدخلات لمنع تطوير علاقات مصر بدول أوروبا والدول الغربية وهذا غير صحيح، روسيا تدعم دور مصر على الساحتين الإقليمية والدولية، والظروف الحالية في المنطقة تحتاج إلى الدور المصري، وخاصة الأزمة الليبية، وهناك موقف متطابق بين روسيا ومصر ضد التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية الداخلية، وإيجاد حل ليبي-ليبي للوصول إلى سلطة وطنية حقيقية، وليست مفروضة من الخارج".
وأوضح "موتوزوف" أن العلاقات الاقتصادية تتميز بالنمو الهائل، وخاصة مع اهتمام روسيا بتوسيع مشاركتها في المشروعات القومية الكبرى والرائدة في مصر، ولكن "المشكلات في التبادل السياحي موجودة ولكنها في طريقها للحل من خلال تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ووأضح تماما أن مصر وروسيا مصممين على مكافحة الإرهاب بدليل المناورات المشتركة المصرية الروسية، التي نشاهدها خلال السنوات الماضية، وفي روسيا تمت مناورات بين القوات الخاصة المصرية والروسية هذا العام لمكافحة الإرهاب، وهناك مناورات حماة الصداقة المهمة التي تستضيفها مصر لقوات المظليين الروس والمصريين وبمشاركة 13 دولة مراقبة".