المؤرخ عبدالغني الجندي يروي لـ"الوطن" ذكريات العيد القومي للإسماعيلية
عبدالغنى الجندي راويا ل"الوطن" ذكريات العيد القومي للإسماعيلية .
عبدالغني الجندي: تاريخ 16 أكتوبر هو الأجدر بأن يكون العيد القومي للإسماعيلة
المؤرخ الإسماعيلي: لدينا تاريخ يخضع لخيال بعض الكتاب والصحفيين
عبدالغني: يوجد روايات عارية من الصحة والإعلام يحب الروايات الجديدة وإن كانت كذب.
لا زال عبد الغني الجندي رئيس المركز الوثائقي بالإسماعيلية وأحد أهم مؤرخي التاريخ بالمحافظة، يجاهد من أجل تصحيح المغالطات التاريخية التي ألصقها البعض بمشوار المدينة النضالي.
يقول عبدالغني الجندي على هامش احتفالات الإسماعيلية بعيدها القومي أو اليوم الوطني لها في لقاء "الوطن" به، إن تاريخ 16 أكتوبر هو الأجدر بأن يكون العيد القومي للمحافظة، حيث إن نقل العيد القومي إلى تاريخ 25 يناير يعتبر ضد التاريخ.
واسترجع المناضل أحداث 16 أكتوبر، حيث أكد أنه في مثل هذا اليوم من عام 1951 خرج طلاب المدرسة الثانوية، السادات حاليا، في مظاهرة سلمية من المدرسة متجهين إلى ميدان المحطة "عرابي" حيث مقر مبنى النافي الإنجليزي بالميدان، والتقى الطلاب زملاء لهم في المدرسة الثانوية القديمة كان مقرها سارع نيجريللي وانضم إليهم عمال مصنع الكوكاكولا وعمال السكة الحديد.
وأضاف رئيس المركز الوثائقي بالإسماعيلية: "تدخلت القوات البريطانية الغاشمة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وسقط الجرحى وشهيد واحد من عمال السكة الحديد وتصاعدت المواجهات وهجم المتظاهرون على مبنى النافي وأخلوه تماما من البضائع، ثم أشعلوا فيه النيران فعزل الإنجليز الإسماعيلية عن طريق الأسلاك الشائكة بشارع الثلاثيني، ومن هنا بدأ انسحاب العمال المصريين العاملين في معسكرات الإنجليز وكذلك امتنع متعهدي التوريد وتأزم موقف بريطانيا في مصر، ومرت 100 يوم متواصلة من المواجهات والأعمال الفدائية في الإسماعيلية تأكد خلالها الإنجليز من أن البوليس المصري يقف خلف الفدائيين ويحمي ظهورهم.
وتابع الجندي، أنه في يوم الجمعة 25 يناير 1952 كان حصار الإنجليز لمبنى قسم البستان مبنى المحافظة بشارع محمد علي ومعسكر بلوكات النظام المجاور له حصار الدبابات والمدافع الثقيلة والطائرات وكانت مذبحة الشرطة التي سقط فيها 56 شهيدا، لتحتفل مصر كل عام بذكرى عيد الشرطة، وفي 26 يناير من عام 1952 كان حريق القاهرة بعد مظاهرة لعساكر الداخلية بثكنات العباسية التي خرجت تطلب بالثأر لشهداء الإسماعيلية، ليعجل الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه بالثورة المصرية في 23 يوليو 1952 لتأتي الإسماعيلية في كل تاريخها النضالي تحمل العبء الأكبر في الدفاع عن قلب مصر.
وتابع المؤرخ الكبير عبد الغني الجندي، أن من يريد أن يملك مفاتيح التاريخ عليه أن يملك مفاتيح الإسماعيلية، حيث إن الغزو البريطاني في عام 1882 بدأ زحفه في احتلال مصر منهنا لتقوم الثورة العرابية لمواجهة الاحتلال لكنها فشلت في وقف الزحف البريطاني على القاهرة بداية من معارك دارت في أبوصوير، والمحسمة، والقصاصين، ثم المواجهة الكبرى في التل الكبير حيث انهزم أحمد عرابي بسبب خيانة بعض الأعراب.
وذكر أن الإنجليز في الحرب العالمية الأولى عام 1914 أعلنوا الحماية على مصر بسبب الحملة التركية على قناة السويس وتحررت مصر بالتالي من التبعية للدولة العثمانية الضعيفة ثم قامت في مصر ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول وخرج تصريح 28 فبراير 1922 يعلن إنهاء الحماية البريطانية على مصر وإعلان السلطان حسين كامل سلطانا على مصر، وفي عام 1935 تعدت إيطاليا على الحبشة وعقدت معاهدة تحالف مع مصر وهي معاهدة 1936 وكان المقابل انسحاب القوات البريطانية من كل أنحاء مصر والاستقرار في منطقة قناة السويس وكانت الإسماعيلية هي مقر القوات البريطانية في منطقة الشرق الأوسط، بموجب معاهدة 36 كانت بريطانيا حليف مصر لذلك التحق الشباب المصري والعمال وموردي المواد الغذائية للعمل في معسكرات الإنجليز، وقامت الحرب العالمية الثانية في 1939 وتحولت الإسماعيلية إلى منطقة حربية خاصة وانتقل اليها جيوش الحلفاء من كل جنسيات العالم.
وأشار إلى أنه يوم 8 أكتوبر أعلن النحاس باشا رئيس وزراء مصر أمام البرلمان المصري إلغاء معاهدة 1936 بسبب عدم وجود جدوى المفاوضات السلمية وفي يوم 16 أكتوبر 1951 بدأت الملحمة الوطنية لأبناء الإسماعيلية.
ولفت إلى أن هناك الكثير من الروايات البطولية التي ليس لها أساس من الصحة وهناك الروايات التي خضعت لخيال صحفي، مؤكدا أن الإعلام يفرح بالروايات الجديدة حتى وإن كانت كذب، لافتا إلى أن الإعلام يحتاج إلى باحثين فاهمين ولديهم قدرة على التحليل والبحث وراء الخبر.
وقال الباحث في التاريخ، إنه يجب عودة الأسماء القديمة إلى شوارع الإسماعيلية لأنها جزء من تاريخ مصر، مؤكدا أن الإسماعيلية تحظى بعدد من التماثيل الهامة منها تمثال عبد المنعم رياض والرئيس الراحل السادات صاحب قرار الحرب والنصر، وتمثالي الصمود والانتصار وتمثال الفلاح المصري والذي يعبر عن فترة الصخرة ودوره في حفر قناة السويس.