أمين صندوق "المهندسين": خارطة للتوغل بإفريقيا.. ومصر ستمثل شمال القارة
المهندس مؤمن شفيق في حواره مع الوطن
قال المهندس مؤمن شفيق، أمين صندوق نقابة المهندسين، إن النقابة أعدت خارطة لتوثيق العلاقات مع النقابات والجمعيات الهندسية في دول إفريقيا، خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الإفريقي عام 2019.
وأوضح "شفيق"، في حواره لـ"الوطن"، أن النقابة عقدت عدة بروتوكولات مع أوغندا وتنزانيا ورواندا، مشيرًا إلى انعقاد "مؤتمر اتحاد المهندسين الأفارقة" بالقاهرة، نوفمبر المقبل، والذي يشهد انتخاب مصر لتمثيل دول شمال إفريقيا.. إلى نص الحوار:
دعم أوغندا بمجال النسيج.. ومخطط مع تنزانيا لتطوير المهنة.. وتدريب مهندسي رواندا في مجال الكهرباء
- لوحظ في الآونة الأخيرة تركيز مجلس نقابة المهندسين الحالي بقيادة المهندس هاني ضاحي على دعم التعاون مع مهندسي إفريقيا..ما السبب؟
الدولة تتجه للتوسع في التعاون بشكل كبير جدًا، خصوصًا وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيتقلد رئاسة الاتحاد الأفريقي عام 2019، وبالتالي نحن كقوة ناعمة نمهد في هذا الاتجاه، لاسيما وأن الدولة لم تُقصر معنا في أي شيئ، سواء بخصوص التأشيرات أو الإقامات للوفود الأفريقية التي نتعاون معها.
لكن ما الذي سيعود على المهندس من هذا التوجه الإفريقي؟
النقابة اتخذت اتجاها بفتح مجالات عمل للمهندسين في الشركات الهندسية خارج مصر، سواء كان أفريقيا أو عربيا أو حتى عالميًا، وفيما يتعلق بأفريقيا زارنا في سبتمبر الماضي وفد هندسي من رواندا، تدرب علي مدار الشهر في أكثر من مكان، وأكد سفير رواندا احتياج دولته للخبرات الهندسية المصرية للعمل في شركات الأنفاق والكهرباء والسدود، والأمر نفسه حدث مع تنزانيا، كما زارنا وفد أوغندي يوليو الماضي يترأسه نقيب المهندسين هناك، وتفقدوا مشروع انفاق قناة السويس، وكانوا منبهرين بها باعتبارها شغل مصري 100%.
- ما هي تفاصيل البروتوكولات الثلاث؟
وقع المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، بروتوكولا للتعاون المشترك مع نقابة المهندسين الأوغندية برئاسة المهندس أودونجو، في مجال التعليم الهندسي وتقديم تخصصات بكليات الهندسة الأوغندية في مجال النسيج، وركز البروتوكول على أهمية دور مصر وأبنائها المهندسين في المشاركة بخطط التنمية الأوغندية والإفريقية، من خلال الاستعانة بخبرة 700 ألف مهندس مصري وعشرات المكاتب الهندسية الاستشارية المصرية ومئات شركات المقاولات المصرية في كافة المجالات الهندسية.
وينص بروتوكول التعاون مع مجلس تسجيل المهندسين بتنزانيا برئاسة بروفيسور نيناتوبوم ليما، على تعزيز وتشجيع وتطوير التعاون بين الطرفين في جميع الأمور المتعلقة بالتسجيل والتنظيم والنهوض بمهنة الهندسة، كما تضمنت مجالات التعاون تسجيل المهندسين طبقا للوائح التي تحكم المهندسين في بلدانهم وتعزيز الأنشطة المتصلة بمهنة الهندسة.
أما البروتوكول الثالث فتم توقيعه مع مكتب تسجيل المهندسين الرواندييين وينص علي تنظيم دورة تدريبية في مجال الكهرباء، فضلًا عن تفقد العديد من الشركات المصرية بمختلف المجالات وزيارة المشروعات القومية والمناطق السياحية.
- وماذا عن الفترة المقبلة؟
أواخر أكتوبر الجاري هناك دعوة موجهة لنقيب المهندسين لزيارة أوغندا، ومعه ممثلين لكبرى شركات البترول في مصر وبعض شركات المقاولات، ولا يزال هناك تنسيق في هذا الشأن مع نقيب المهندسين الأوغندي، وفي فبراير سيزور مصر وفد هندسي تنزاني، كما تقوم النقابة بالترويج السياحي من خلال تنظيم رحلات للمناطق السياحية حيث يتخلل فترة التدريب بعض الزيارات السياحية لأماكن كالأهرامات، ومجمع الأديان، والكنيسة المعلقة، والقلعة، ومكتبة الاسكندرية، وقلعة قايتباي.
نمثل القوة الناعمة للدولة خارجيا.. والأفارقة انبهروا بأنفاق قناة السويس وحقل ظهر
*متى يجني المهندس المصري ثمار التعاون الأفريقي؟
المجلس الحالي تقلد منصبه مارس الماضي، أي منذ شهور قليلة، وسنجني أول ثمار للتعاون الإفريقي عندما تكون مصر ممثلة لشمال أفريقيا باتحاد المهندسين، كخطوة على طريق وجود اتحاد المهندسين الأفارقة في مصر، والموجود حاليا في جنوب أفريقيا.
- وماذا عن نشاط النقابة خارجيًا، بخلاف أفريقيا؟
على مستوى أوروبا بدأنا بأول خطوة، حيث وقع المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، الشهر الجاري اتفاقية تعاون ثلاثية مع نظيره الألماني دانيال ساندر، رئيس نقابة المهندسين بمقاطعة بادن فيتمبرج بألمانيا، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بمصر، الدكتور أشرف منصور، وتشمل الاتفاقية تبادل المعرفة العلمية والتدريب للمهندسين، بالتعاون مع الجامعة الألمانية، في أوجه العمل الهندسي كافة، مع إتاحه فرصة للمكاتب الاستشارية من الجانبين لتبادل الخبرات والعمل سويا داخل وخارج مصر، كما يمكن تبادل العضويات النقابية للمهندسين المؤهلين لأسواق العمل بمصر وألمانيا وأفريقيا، في حالة تأهلهم، وتطابق مستوى خبرتهم أو دراستهم، مما يتيح للمهندسين المصريين المؤهلين فرص عمل كبيرة داخل وخارج مصر.
والمعروف أن مقاطعة بادن فيتمبرج تمثل 20٪ من الناتج القومي لألمانيا، وتبلغ صادراتها 170 مليار يورو سنويا، وسيفتح بروتوكول التعاون مجال عمل كبير لمهندسي مصر، شريطة إجادة اللغة الألمانية، وستنظم النقابة دورات في اللغة الألمانية لتأهيل المهندسين للعمل في ألمانيا بموجب هذا البروتوكول.
- وما هي الجهات التي تساند النقابة في مجال تدريب الأفارقة؟
شركات المقاولات، كالشركة القابضة والمقاولين العرب، بالإضافة إلى شركة بتروجيت، ومكاتب هندسية، والوزارات كالكهرباء والاتصالات والاسكان والبترول، وأظن أن الأفارقة سيكونون سفراء لمصر في بلادهم، خاصة وأنهم انبهروا بمشروعاتنا القومية، ومن بينها الأنفاق أسفل قناة السويس، وحقل ظهر، وغيرها.