"جورج الفنان الصغير".. من قصر عبدالناصر بأسيوط لأسبوع القاهرة للمياه
جورج مع وزيرة الثقافة
ممسكا بأقلامه الرصاص بأنامله الصغيرة وواضعًا أوراق "الكانسون" البيضاء على حامل الرسم الذي يصطحبه في كل مكان، يرسم خطين طولي وعرضي، ويبدأ في لوحة قد تستغرق 3 أيام أو ساعة إذا كان الرسم في الموقع والتفاصيل صغيرة، لترى في النهاية أن جورج أسامة، الذي لم يتخطَ عمره 11 عامًا، قدم محمود عبدالعزيز أو سمير غانم في لوحة فنية إبداعية من نوع البورتريه.
قبل افتتاح قصر ثقافة جمال عبدالناصر في محافظة أسيوط، وفي طريق عودته من القاهرة إلى مسقط رأسه بأسيوط، جاءه اتصال بأنه سيشارك في الافتتاح بمعرض منفرد، وما كان منه إلا التفرغ في هذا الوقت الضيق لرسم أكبر عدد يستطيع إنجازه من اللوحات عن الزعيم الراحل، ليعرضها في الصباح أمام وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم ومحافظ أسيوط وعبدالحكيم جمال عبدالناصر، الذي وقَّع على أحد لوحات أبيه التي أعجبته، وقال جورج: "رسمت عبدالناصر والوزيرة واقفة وكانت أحلى صورة رسمتها في حياتي للرئيس والوزيرة قالت لي خلص كدة علشان تجيلنا القاهرة وتشارك في حاجات كتير وعبدالحكيم عبدالناصر قالي تعالى إنت يا اللي راسم جمال عبدالناصر أنا هاخد منك لوحة".
منذ أن كان بعمر 3 سنوات وعندما أمسك جورج القلم لأول مرة كان لا يفعل شيئًا سوى الرسم، إلى أن التحق بالحضانة المدرسية فاز بالمركز الأول على كل طلاب المدرسة الأكبر منه، ثم كان الأول في معارض " طابيثا" الكنسية، ليبدأ لفت الأنظار ويكون المبدع الوحيد عن أسيوط وضمن أفضل 5 مبدعين على مستوى الجمهورية في مهرجان الكرازة عام 2015.
لم تتوقف موهبة الصغير التي تسبق سنه عند الإشادة بإبداعاته وعمل العديد من المعارض، فقد اختير لإلقاء محاضرة تعليمية لشرح قواعد وطرق رسم البورتريه بالرصاص والجرافيت في قصر ثقافة أحمد بهاء الدين بأسيوط، ليتخذ قراره بضرورة إدارة الوقت بين المذاكرة والتدريب على الرسم، حتى لا تطغى هوايته على حلمه أن يصبح طبيبًا.
طموحات كثيرة يسعى إليها الطفل ذو الأحد عشر عامًا في طريقه إلى حلم العالمية، فبعد أن رأى مُعلميه أنه تعلم أكثر من سنه، بدأ هذا الصيف بتعليم نفسه ذاتيا طرقُا أخرى غير الرسم بالرصاص والفحم، كالرسم بالألوان "الفايبر كاسل" والألوان الزيتية وتركيب الألوان عامة، لينتهي الصيف باستلامه دعوة للمشاركة في الفعاليات الدولية على هامش أسبوع القاهرة للمياه هذا الأسبوع.