سفراء الإسلام للعالم.. 641 مبعوثاً أزهرياً وألف إمام وقارئ قرآن من «الأوقاف»
سفراء الإسلام يصححون المفاهيم الخاطئة عن دين الإسلام
تمر عملية صناعة إمام وخطيب دولى بمراحل عدة، تتعاون فيها مؤسسات الدولة المصرية الدينية لتخريج أفضل مبعوثين للدعوة الإسلامية، فهناك مؤسستان رئيسيتان فى إرسال المبعوثين، هما وزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر، وتساعدهما وتدعمهما فى عملية تأهيل الأئمة دار الإفتاء المصرية، وتلقى الجهود الدعوية المصرية ترحيباً كبيراً وإقبالاً ملحوظاً، خاصة والعالم كله حالياً يحارب الإرهاب، لذا تولى المؤسسات اهتماماً خاصاً لتدريب الدعاة والمبعوثين على مواجهة التطرف، ويتم اختيار المبعوث بعناية فائقة، نظراً لكونه ممثلاً عن مصر والأزهر.
641 مبعوثاً للأزهر بالخارج، يمثلون البنية الأساسية للدعوة بالخارج، بحسب تصريحات الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية لـ«الوطن»، حيث أكد أن المبعوثين موجودون فى أكثر من 70 دولة حول العالم، ينشرون الوسطية والتسامح.
وحول كيفية اختيار المبعوثين، قال: «نختارهم بمعايير أكاديمية وعلمية دقيقة، فنقيس درجة التحصيل العلمى لديه، والثقافة العامة والتراكمات العلمية للمتقدم، وقدرتهم على التعامل مع الثقافات المختلفة فى الدول المبتعثين إليها، ويشارك فى عملية الاختيار نخبة متخصصة من أساتذة جامعة الأزهر فى التخصصات العلمية المختلفة»، وأضاف: «هناك مقابلات شفوية وشخصية، للكشف عن سمات المتقدم وشخصيته، وهل يصلح لتمثيل مصر وبيان منهج الأزهر بالخارج أم لا، ثم بعد ذلك يتم خضوعهم لدورات علمية مركزة يحتاج إليها كل مبعوث قبل سفره، ليكون على دراية علمية بالمناطق التى سيعمل بها لأجل بلورة رؤية الأزهر فى المواجهة الفكرية للتيارات المتطرفة، وتشمل الدورات بيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الذى يقوم على الإقرار بالتعددية الدينية والمذهبية والفكرية، والعمل على التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس».
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية: «مسئولية الأزهر تقتضى أن يزيد عدد بعثاته الدينية، وبخاصة أن دورهم لا يقتصر على مواجهة التطرف والعنف وإنما يمتد لمهام تعليمية وتثقيفية وتوعوية، فعدد المبعوثين إلى الدول الخارجية يقارب 700 داعية منهم 18 مبعوثاً إلى دول أوروبا والأمريكتين، و450 مبعوثاً بأفريقيا، و174 إلى آسيا»، وأضاف: «عملية اختيار المبعوثين تحظى باهتمام كبير لدى مجمع البحوث، وتتم بنزاهة وشفافية شديدتين دون أى وساطة، لأنه يتم اختيار ممثل عن مصر والأزهر، ولا بد أن يكون على قدر المسئولية وقادراً على مخاطبة الشباب الأجنبى بلغتهم لزرع قيم التعايش والسلام، لأن الشباب هم الفئة المستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة، كما يجب أن يكون متمرساً فى العمل الدعوى لثلاث سنوات وتكون تقارير تقييمه فى عمله مرتفعة وطبعاً يجب ألا يكون تم توقيع عقوبة جنائية أو تأديبية أو إدارية أو أحيل للمحاكمة التأديبية».
«عفيفى»: نختارهم بمعايير علمية ليمثلوا صورة الأزهر الشريف و«الجندى»: لا بد أن يكون قادراً على زرع قيم التعايش والسلام
وعقد مجمع البحوث الإسلامية 117 دورة للأئمة الوافدين من العديد من دول العالم، خاصة دول أوروبا وأفريقيا وآسيا. ويتلقى الطلاب محاضرات علمية متخصصة فى العقيدة، التيارات الفكرية، الفرق والمذاهب، التفسير وعلومه، الحديث وعلومه، الفقه وأصوله، اللغة العربية، ومناهج المفسرين والمحدثين، وتشمل تدريبات عملية قامت على دراسة مجموعة من الآيات والأحاديث النبوية التى تستشهد بها الجماعات المتطرفة وتيارات التكفير، للتدريب على كيفية الرد عليها وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تحاول جماعات التطرف والعنف ترويجها استناداً إلى تلك الآيات والأحاديث، وتحذير المجتمعات من خطر الفكر التكفيرى.
وقال الدكتور أحمد زارع، المتحدث باسم جامعة الأزهر، إن الإمام الأكبر يولى اهتماماً خاصاً بالأئمة والعلماء الذين يفدون إلى مصر للاستفادة من علوم الأزهر ووسطيته واحترامه للتعددية فى مجالاتها المختلفة، وأكد أن الأزهر مستعد لتقديم أوجه الدعم العلمى والمعرفى لذلك، سواء على مستوى التدريب أو على مستوى دعم بلادهم بمبعوثى الأزهر، وتوفد وزارة الأوقاف أكثر من ألف إمام وخطيب ومدرس على سبيل الإعارة والتعاقد والإيفاد لمختلف دول العالم، بالإضافة إلى إيفاد بعض الأئمة وقراء القرآن خلال شهر رمضان بالعديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، ومنهم موفدون على نفقة الوزارة بما يبلغ نحو ثمانين عالماً وقارئاً.
وقال عبدالغنى هندى، عضو لجنة الدعوة بالأوقاف: «تولى الوزارة اهتماماً لإعداد أئمة الخارج، ويشارك وزير الأوقاف فى العديد من المؤتمرات وزيارة بعض الدول للتعاون الدعوى المشترك، ولا يقتصر الدور الدعوى للأوقاف بالخارج على المبعوثين وإنما أيضاً على مراكز الثقافة الإسلامية والجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بدولة كازاخستان، التى تعد أهم نقطة إشعاع فكرى ودينى فى وسط آسيا، وقد قام الوزير بزيارتها ودعمها فى تحقيق رسالتها، وتم تخصيص مبلغ 40 مليون جنيه لنشر الفكر الإسلامى وسفر الدعاة، وبناء مركز إسلامى بتنزانيا».