رئيس القطاع الدينى بـ«الأوقاف»: بناء شخصية الإمام والارتقاء بمستواه مهمتنا الأولى
الشيخ جابر طايع
أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أن عملية إعداد الأئمة تمر بعدة مراحل، وتبدأ بالدورات التأهيلية ثم التخصصية، لبناء شخصية الإمام والارتقاء بالمستوى العلمى والعملى والفنى، وأضاف «طايع»، فى حوار لـ«الوطن»، نسعى للارتقاء الدائم بمستوى الإمام وتحويل الاستنارة الفردية لجماعية، مشيراً إلى أن مؤهلات الإمام الآن أن يكون أزهرياً، حافظاً للقرآن الكريم، ملماً بالثقافة الإسلامية، مطلعاً على علوم العصر ومستجداته، ويصلح أن يكون قدوة بين الناس.. وإلى نص الحوار:
كيف يتم تدريب وتأهيل الدعاة؟
- تعمل الوزارة على الارتقاء بمستوى الأئمة وتنمية مهاراتهم، ونقوم بجهد ملحوظ فى مجال تدريب الأئمة والدعاة بمختلف مستوياتهم، من خلال أكاديمية التدريب ومراكز التدريب المنتشرة فى ربوع الجمهورية، والهدف من هذه البرامج بناء شخصية الإمام والارتقاء بالمستوى العلمى والعملى والفنى، كما نُنفذ العديد من البرامج التدريبية فى إطار تنمية الموارد البشرية لتأهيل من يعتلى المنابر، حيث يمر الإمام بعدة دورات تدريبية؛ كدورة تأهيلية، ودورة تخصصية، ودورات تنمية المهارات القيادية ومفاهيم الأمن القومى، وغيرها من الدورات التى ترتقى بالأئمة وتطور من أدائهم، فوزارة الأوقاف بهذه الدورات حولت الأمر من الاستنارة الفردية إلى الاستنارة الجماعية، بتخريج أئمة يجمعون بين علوم الشرع وعلوم العصر.
يشتكى خطباء المكافأة من سوء أوضاعهم المالية، فما ردك؟
- تم فتح الباب لتحسين المستوى المالى لخطباء المكافأة، مع إعدادهم لدخول المسابقات المقبلة، وتبذل الوزارة قصارى جهدها لتحسين أحوال جميع خطباء المكافأة مادياً ومعنوياً.
«طايع»: العمل بالوزارة أصبح أملاً لطلاب العلم.. والمؤهلات تتضمن الإلمام بالثقافة الإسلامية والاطلاع على علوم العصر
هل وظيفة الإمام أصبحت أملاً لكل طالب علم؟
- نعم، والدليل الأعداد التى تتقدم لمسابقات تعيين الأئمة الجُدد.
ما المؤهلات المطلوبة فى الإمام؟
- أن يكون أزهرياً، حافظاً للقرآن الكريم، مُلماً بالثقافة الإسلامية، مطلعاً على علوم العصر ومستجداته، ويصلح أن يكون قدوة بين الناس.
كيف يتم إعداد خطبة الجمعة؟
- الخطبة الموحدة تهدف إلى إعادة تشكيل الوعى تشكيلاً إيجابياً متكاملاً وترسيخ الانتماء الوطنى، وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتحفيز الرغبة فى العمل والإنجاز والإسهام الحضارى، وإعلاء وترسيخ القيم الحضارية والأخلاقية، وبناء الشخصية السوية الواعية القادرة على التعايش السلمى مع النفس والآخر، وتتسم الخطبة الدعوية بالمرونة، فلم نغفل أمر الطوارئ والمستجدات والمتغيرات، وتتم معالجتها فى الخطبة الثانية فى حدود ما تقتضيه طبيعة كل طرف على حدة، أما فلسفتها فتقوم على التنوع وعدم الإفراط فى جانب دعوى أو فكرى على حساب الآخر أو إهماله، فقد اهتمت الخطب بمختلف المحاور، فضمت القيم الأخلاقية، والقيم الوطنية، ومعالجة قضايا العمل، والإنتاج، والشباب، والأسرة، والمرأة، وذوى الاحتياجات الخاصة، والإيمانيات، والمناسبات الدينية والوطنية.
وكيف تتم عملية السيطرة على المنابر؟
- السيطرة على المنابر من خلال قصر الخطابة على خريجى الأزهر الشريف فقط، وعدم السماح لأى شخص غير مؤهل بالصعود إلى المنبر، وقصر صلاة الجمعة على المساجد دون الزوايا والمصليات، وضم جميع المساجد والزوايا فى أنحاء الجمهورية إلى وزارة الأوقاف دعوياً للسيطرة على الخطاب الدينى، كما تم منع غير المتخصصين من صعود المنابر، ما أغلق الباب أمام غير المؤهلين من المنتمين لتيارات التشدد من نشر أفكارهم المتشددة، أو توظيف المساجد لأغراض غير دعوية، كما أن الوزارة تقوم من خلال شباب الأئمة بخطبة الجمعة فى الأندية الرياضية وغيرها من مساجد ومراكز الشباب والأندية. وتنظم الوزارة مسابقات للأبحاث الدينية والأخلاق المثالية تتضمن مسابقات متنوعة فى البحوث والدراسات المتخصصة حول تجديد الفكر الدينى، وتصحيح الأفكار الخاطئة والمنحرفة، ومعالجة الانحراف الأخلاقى والفكرى، والعمل على تأصيل وترسيخ القيم الإسلامية والإنسانية السامية.
ما أبرز جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر المعتدل؟
- تعقد الوزارة المؤتمرات والندوات العلمية لنشر الفكر المعتدل وتصحيح المفاهيم فى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف الذى يتسبب فيه، ومعالجة عدد من القضايا الوطنية والدينية الملحة، مع تغطية الأحداث إعلامياً من خلال مجلة «منبر الإسلام»، التى تعد صوت الإسلام الوسطى، ومجلة «الفردوس» للأطفال، لتنشئة الأطفال على صحيح الدين وغرس قيم الولاء الوطنى، وكذلك المسابقة العالمية الرابعة والعشرين لحفظ القرآن، ووزارة الأوقاف لا تألو جهداً فى تجديد الخطاب الدينى ومحاربة الفكر التكفيرى والمتطرف، وتقوم الوزارة بالتعاون مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالإشراف على بعض البرامج الدينية من خلال مجموعة منتقاة من شباب الأئمة بهدف نشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح ومحاربة الفكر المتطرف، وتحصين الأمة وشبابها من الغلو والتطرف، وإعلاء القيم الأخلاقية، والتفانى فى خدمة الأوطان، كما قامت الوزارة بالترخيص لعدد من الواعظات لإلقاء الدروس الدينية للسيدات بالمساجد لتأصيل الفكر الوسطى للدين الإسلامى ونشره بين الناس عملياً، من خلال التفاعل مع النساء بالمساجد، ونأمل فيهن أن يؤدين دوراً مثمراً ومتميزاً فى نشر التسامح والسلام، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ودحض الفكر المتطرف، كما تقوم الوزارة بتسيير القوافل الدعوية بجميع المحافظات، خاصة المناطق النائية، وعمل أمسيات دينية وملتقيات فكرية بجميع أنحاء الجمهورية، خاصة المناطق الحدودية «شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، أسوان، حلايب وشلاتين، وادى النطرون، مرسى مطروح»؛ لنشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح وتصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المغلوطة.