البورصة متاحة لـ"اللي على قد حاله".. خبراء: ممكن يحوشوا بصناديق المؤشرات
البورصة المصرية - صورة أرشيفية
"البورصة دي بتاعت الأغنياء.. احنا ناس على قد حالنا"، عبارة قد يبادرك بها موظف في قطاع عام أو خاص إذا طرحت عليه سؤال "لماذا لم تفكر في استثمار بعض من مدخراتك في البورصة؟".
رد فعل الموظف يعكس صورة رسختها الدراما على مر العقود الماضية، بأن البورصة نافذة لا يطل منها سوى الأغنياء وأصحاب الثروات، الأمر الذي يخالف الواقع، فالاستثمار بالبورصة لا يرتبط بحد أدني ماليًا أو مستوى اجتماعي أو منصب معين، فالبورصة أداة استثمارية متاحة للجميع سواء أفراد أو مؤسسات وليست حكرا على فئة بعينها، حسب ما أوضحه خبراء سوق المال.
ويرى الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، أن الصورة الذهنية الراسخة لدى غالبية المواطنين المصريين حول كون البورصة مشابهة لعلم الفضاء وقليل من يفهم تفاصيلها، وأنها مقتصرة على أبناء الطبقة الارستقراطية وأصحاب الثروات الكبيرة أما المواطن العادي فمتابعته ومعرفته بالبورصة مقتصر علي يتابعها يوميا لكنه لم يكلف نفسه عناء معرفة ابعاد ارتفاع او انخفاضها لأنه تخص "الناس اللي معاها فلوس" على حد وصفه.
وحسب حديث أستاذ التمويل لـ"الوطن"، يطالب أستاذ التمويل بشرح مصطلحات البورصة للأجيال الجديدة، مبينًا أنها من أبسط وأسرع آليات الاستثمار لكنها تتطلب مدى زمني طويل نسبيًا لجني الأرباح، موضحًا أن أرباح البورصة ليست لحظية كالتجارة إلا أنها وعاء استثماري وادخاري طويل الأجل.
محمد فريد رئيس البورصة المصرية، استعرض جهود إدارة البورصة لرفع مستويات التوعية والثقافة المالية لدى المجتمع بأهمية البورصة ودورها في تمويل النمو والتنمية وتحسين أحوال الناس، وذلك خلال لقاءه طلبة اقتصاد وعلوم سياسية أمس.
"التعامل في البورصة ليس حكرًا على الأغنياء وأصحاب الثروات والمحترفين، فهي وعاء ادخاري واستثماري طويل الأجل، فيمكن للمواطن أن يقوم بالتحويش عبر البورصة بالشراء في وثائق صناديق المؤشر، وهو ما يجنبه معاناة اختيار الأسهم وتحديد توقيت الشراء أو البيع"، حسب حديث "فريد" لطلبة كلية الاقتصاد.
يؤكد رئيس البورصة، أن التحدي الأكبر أمام نمو سوق المال هو ضعف الوعي المالي لدى المجتمع، لما لذلك من أثر سلبي على محدودية عدد الشركات المقيدة وتواضع أحجام التداول وضعف عدد المتعاملين، مختتمًا حديثه قائلًا: "نعمل دومًا على تنويع الخيارات الاستثمارية أمام جميع فئات المستثمرين؛ عبر إتاحة وتفعيل المزيد من الأدوات والمنتجات المالية لتعزيز التداول والسيولة".