مدرس يمني يعرض إحدى كليتيه للبيع: "واحدة فقط حتى يأكل أولادي"
المعلم يوسف محمد
منذ نحو عامين يعاني، معلمو اليمن من انقطاع الرواتب الشهرية، بخاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مستمرة، ومع تراكم عليهم الديون يوما بعد يوم، تزداد معاناتهم مع ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ في ظل انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وما كان منهم إلا أن أطلقوا شعارات استغاثة لإنقاذهم من فقر مدقع يودي بحياة البعض منهم.
في محافظة المحويت شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء، لم يجد يوسف محمد، معلم اللغة الإنجليزية بمدرسة 26 سبتمبر بني الصليحي للتعليم الأساسي، حلا للديون المتراكمة عليه بعد انقطاع راتبه الشهري سوى أن يعرض إحدى كليتيه للبيع على "جروب" يجمع عدد من المدرسين اليمنيين على موقع التواصل الاجتماعي على "فيسبوك"، وكتب: "من يشتري كلية واحدة مني، أنا سأبيعها في ظل الوضع المأساوي الذي نعيشه اليوم في اليمن، من يريد كلى واحدة فأنا سوف أبيع"، وأرفق رقم هاتفه بالمنشور.
المعلم البالغ من العمر 43 عاما، أب لبنتين وولدين في مرحلة التعليم الابتدائي، لجأ إلى هذا الحل بعد تراكم الديون عليه ولم يجد مالا ليكفي حاجة بيته، وفي حديثه لـ"الوطن" عرض هذا العرض من أجل بناته وأولاده، وتلقى عروضا لشراء كليته، ولكن لم يقبل حتى الآن لضعف المبلغ المعروض، 10 آلاف دولار، خاصة وأن الديون المتراكمة عليه وتفقات أبنائه الأربع تتطلب أكبر من ذلك.
"من شهر سبتمبر 2016 لم نتقاضى الراتب، بيعطونا نص راتب في المناسبات فقط مثل عيد الفطر وعيد الأضحى"، استكمل معلم اللغة الإنجليزية وصفه للأزمة المالية التي يمر بها بسبب سيطرة جماعة الحوثيين، وحسب قوله: "نحن من سكن إلى سكن بسبب تراكم الإيجارات وأصحاب المحلات يرفضوا يعطونا دين".
حرمان الأبناء الأربعة من التعليم هذا العام، كان نتيجة منطقية لضيق ذات اليد الذي يعاني منه المعلم يوسف، فهو لم يتقاضى أي راتب ليدفع مصاريف الدراسة لهم والعملية التعليمية هناك لا تسير بشكل جيد: "أولادي الآن جالسين في البيت بدون تعليم".
يعمل المعلم اليمني في هذه المهنة منذ العام 1997، فور تخرجه ولم يفكر يوما في تركها نظرا لما يعانيه من إعاقة حركية، وحسب قوله: "أنا معاق حركيا ما في معي سوى التدريس أعمل فيه منذ 21 عاما".
يناشد ابن محافظة المحويت باسم جميع معلمي اليمن، بحل الأزمة المالية وصرف رواتب المعلمين، متمنيا لبلاده في اليوم العالمي لمكافحة الفقر، أن تنعم بالأمن وتعود الأوضاع بها كما كانت عليه من قبل.