شيخ صناع "البراويز" بالإسكندرية: أزهى عصور المهنة أيام جمال عبدالناصر
شيخ صناع البراويز بالإسكندرية 82 عامًا أزهى عصور ايام جمال عبد الناصر
شيخ صناع البراويز بالإسكندرية 82 عامًا
مُسن عمره تجاوز الـ82 عامًا، يرتدي نظارته الصغيرة ويجلس داخل دكانه الصغير بمنطقة "كامب شيزار" وسط الإسكندرية، وأمامه المكن والأدوات لصناعة البراويز "إطار الصور" وتغليفها كما كان قديمًا، وهي واحدة من المهن النادرة بعد استخدام التكنولوجيا في الصناعة.
الحاج محمد فكري محمود فوزى، شيخ صناع البراويز بالإسكندرية، كان يعمل موظف بالجمعية الزراعية بالإسكندرية، إلا أن عشقه للفن جعله يستأجر محل لتركيب إطارات الصور والرسومات، وساعده على ذلك تواجده بمدينة الإسكندرية التي كانت قبلة الفنانين من كل دول العالم، فاستطاع عمل إطارات لرسومات فنية لفنانين إيطاليين وإسبانيين ويونانيين، وأصبح إبريقه يلمع في الإسكندرية فرواده أساتذة كلية الفنون الجميلة وأصحاب الفنادق الكبرى على الكورنيش من أجل تزيين جدران مبانيهم بفنه المميز.
وقدم هدية من صنعه لمحافظ الإسكندرية الأسبق، محمد حمدي عاشور، فأثنى المحافظ على عمله وأرسل له جواب شكر فبروزه ووضعه في المحل.
ويتذكر فكري فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مؤكدًا أنها فترة ازدهار عمله، نظرا لحب الشعب للرئيس وتعليق صوره بالمنازل والمقاهي، فكانت تحتاج إلى من مثله لعمل الإطارات، وأيضا محبة قطاع اّخر للملك فاروق جعلهم يقومون بتعليق صوره، فازداد عمله من الجانبين، وازداد عمله أيضا نظرا لوجود فنانين كبار حينها على عكس ما يراه حاليا.
وقال فكرى لـ"الوطن"، أحببت تلك المهنة فسافرت إلى ايطاليا لتعليم الأسس الجديدة بها، فوجد برواز لوحة زيتية عليه زجاج، فترك إيطاليا مسرعا وعاد إلى الإسكندرية، لأنه يرى أن لوح الزيت يتم عمل لها إطار خشب فقط دون كتم أناقته بزجاج، وكان يقيم معارض لعرض فنه وشغله وذلك من خلال جمعية "إسكندرية لفلاحة البساتين".
وأضاف أنه يفتخر دائما بكونه أول من صنع اّلة لعمل الإطارات البيضاوية، الأمر الذي جعله يتعلق بالمهنة كفن أكثر من كونها وسيلة لكسب الرزق، فكان يرفض أي أفكار من الزبائن يراها أنها تضر بالعمل الفني، قائلا "يا أعمل فن صح وجميل يا معملهوش، الشغل الحلو هو اللى يعيش".
وأكد أن البراويز الحالية فى الأسواق هو براويز بلاستيك لا تعطى جمالا للصورة أو اللوحة، وجودتها سيئة فتتلف سرعيا، ويرى أيضا أن البراويز الخشب القادمة من الخارج هى أقل جودة من المصري لأن الخشب المصري يتم طلائه بعجينة ضد التسوس.
ويتوقع "فكرى" أن تستمر تلك المهنة و لا تندثر كمهن أخرى أمام تقدم التكنولوجي، فيرى أنها مرتبطة بالفن والفن لا ينتهى، وأنه ما زال حتى الآن له زبائن يأتون إليه بالاسم لدقة عمله رغم كبر سنه.