بعد طرحها للمناقشة بمنتدى شباب العالم.. ما القوة الناعمة وتاريخها؟
منتدى شباب العالم
ينظم منتدى شباب العالم ضمن فعالياته جلسة تحت عنوان "دور القوة الناعمة في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب"، يأتي تنظيم ذلك المنتدى للمرة الثانية على التوالي، بمدينة شرم الشيخ، وتستضيفه مصر في الفترة من 4 إلى 10 نوفمبر المقبل، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركات كبيرة من مختلف دول العالم، حول مشاريع استثمار الشباب، والنقاش حول إحلال السلام العالمي، ومواجهة التطرف.
"القوة الناعمة" تعني القدرة على تشكيل تفضيلات الآخرين من خلال التأثير والإقناع بالحجج، والقدرة على الجذب الذي يعتبر أصلا من أصول القوة الناعمة، أو ما يسميه بالموجودات غير الملموسة، مثل جاذبية شخصية القيادة، والثقافة، والمؤسسات والقيم السياسية، والسياسات التي يراها الآخرون مشروعة أو ذات سلطة معنوية أخلاقية، وذلك حسب مفهوم جوزيف صموئيل ناي، الباحث وعميد سابق لمدرسة جون كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد ، في كتابه "القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية".
صموئيل ناي ذكر هذا المصطلح لأول مره في كتابه الصادر عام 1990 بعنوان "مُقدرة للقيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية"، ثم طوره في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان "القوة الناعمة: وسائل النجاح في السياسة الدولية"، والذي أوضح خلاله أن القوة الناعمة سلاح مؤثر يحقق الأهداف عن طريق الجاذبية والإقناع بدل الإرغام أو دفع الأموال.
وأوضح خلال كتابه، أن موارد القوة الناعمة لأي بلد هي ثقافته إذا كانت تتمتع بالقدر الأدنى من الجاذبية وقيمه السياسية عندما يطبقها بإخلاص داخليا وخارجيا إضافة إلى السياسة الخارجية.
كما أكد جوزيف، أن القوة الناعمة لا يمكن اختزالها في الثقافة فقط، ضاربا مجموعة من الأمثلة على ذلك منها: أن الكوكاكولا وشطائر ماكدونالد الكبيرة لن تجتذب بالضرورة الناس في العالم الإسلامي حتى يحبوا أمريكا، كما أن "دكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ آيل يحب البيتزا وأشرطة الفيديو الأمريكية ومع ذلك لم تثنه هذه الأمور عن الاستمرار في طموحه النووي، والأجبان والمشروبات الفرنسية الممتازة لا تضمن الانجذاب إلى فرنسا".
أما عن تاريخ سياسة "القوة الناعمة"، فالعديد من الدراسات أثبتت توجه عدد من إمبراطوريات الشرق إلى استخدامها كالحضارة الفرعونية، حيث أن حكام مصر القدماء كانوا يروجون لحكمهم في المناطق المستولى عليها عبر نشر رموز كالخنافس الذهبية المكتشفة في مناطق فلسطين وسورية.
كما عمدت الحضارة الفارسية إلى إنشاء صروح في المناطق المستولى عليها في الهلال الخصيب، والذي وصفها علماء آثار بأنها كانت بمثابة "دعاية سياسية" للحكام للدلالة على عظمتهم، والأمر ذاته تكرر بعد غزو الرومان لمناطق شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط، ما يظهر جليًا في المدرجات والأبنية الرومانية، وذلك حسب ما ذكره موقع مجلس القوى الناعمة بدولة الإمارات.