"هشام" أنشأ شركة وهمية على النت ونصب على الشباب: "أنا كده بخدمهم"
المتهم
"مش لما أبقى أعمل المقابلة أو "الإنترفيو" مع الكفيل أو صاحب العمل وأتقبل الأول، إنما عاوز المقدم دلوقتي بناء على إيه فيرد عليه المسؤول هات الورق وصورة الجواز والمقدم عشان نخلص الورق بسرعة".. هكذا دار حوار بسيط بين أحد الشباب الحالمين نحو السفر للخارج، وصاحب الشركة، الذي طلب منه مقدمًا من أجل إنهاء سرعة تجهيز أوراقه، فيضطر الضحية في نهاية حواره للدفع نتيجة رغبته في السفر، هربًا من الغلاء والبطالة.
إعلانات منتشرة على الإنترنت، بوجود فرص عمل بالخارج، دفعت الشباب للإقبال عليها الذي ضاق ذراعًا من قلة العمل ورواتبه، فيهب عليها لاستغلال الفرصة، ويذهب مسرعًا لتقديم أوراقه مع دفع مبالغ مالية طائلة، إلا أنه يسقط ضحية شركة وهمية، يتم استغلاله من أجل نهب أمواله ويتبدد حلمه نحو السفر للخارج.
"مفيش شغل يا بيه، الشباب بقوا بيدفعوا أي فلوس عشان يسافروا وعجبتني الشغلانة دي عشان كدا عملت شركة وهمية لإلحاق العمالة بالخارج وأنا كده بخدمهم".. بهذه الكلمات بدأ المتهم "هشام.ج" 49 عامًا، ومقيم بالقليوبية، اعترافاته أمام ضباط الشرطة- وفقًا لمحضر مباحث الأموال العامة- بإنشائه شركة وهمية واستخدامها في ارتكاب أعمال النصب، والاحتيال على المواطنين راغبي السفر للعمل بالخارج.
وواصل المتهم اعترافاته بشأن إنشائه شركة وهمية بدون ترخيص بالقاهرة، واتخاذها وكرًا لممارسة نشاطه الإجرامي في الاحتيال على المواطنين من راغبي السفر للعمل بالخارج، بعد إعلانه على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" توافر فرص عمل ببعض الدول العربية والأجنبية بمهن مختلفة ورواتب مجزية، وحصوله على مبالغ مالية طائلة منهم.
وقال: "أنشأت صفحات على الإنترنت خاصة فيسبوك لإغراء الشباب على فكرة السفر للخارج برواتب خيالية وأخليهم يتصلوا بي عشان يقدموا أوراقهم ويدفعوا مقدم تحت الحساب وهما ملهوفين على السفر لأوروبا أو دول الخليج".
رحلة "هشام" لم تدم طويلاً بعد ورود العديد من البلاغات، وعقب تقنين الإجراءات ضُبط المتهم بمقر المكتب المُشار إليه، وعُثر بحوزته على 40 جوازًا مصريًا، جوازين سفر سوريين، 120 صورة جواز سفر بأسماء أشخاص مختلفة، 16 صورة تأشيرة عمل لإحدى الدول العربية "مزورين بالكامل" يحملون ذات رقم التأشيرة، 3 شهادات تطعيمات حج وعمرة خالية من البيانات، وممهورين بأختام شعار الدولة المقلدة، 6 إيصالات توريد نقدية خالية من البيانات، وممهورين بأختام شعار الدولة المقلدة، إعلان عن تأشيرات عمل بمهن مختلفة بدول عربية وأجنبية، 3 شهادات قياس مستوى مهارة خاصة بضحاياه، مجموعة من إيصالات استلام نقدية، هاتف محمول خاص بالمتهم المذكور محمل بالعديد من صور المستندات المزورة المضبوطة.
مبالغ طائلة نجح "هشام" في جمعها خلال مدة قصيرة، فأثناء ضبط المتهم بمقره، تبين وجود 3 من مسؤولي شركات سياحة مختلفة، وبسؤالهم تبين دفعهم مبلغ 74 ألف ريال سعودي للمتهم لتوفير أتوبيسات لتنقلات الحجاج أثناء موسم الحج المنصرم دون الوفاء بذلك، وحضورهم للمطالبة بمبالغهم المالية السابق دفعها، وبمواجهة المتهم أقر بنشاطه الإجرامي المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.