«تسويق مصر خارجياً».. كيف تصبح الدولة علامة تجارية يتحدث عنها العالم؟!
صورة تعبيرية
«التسويق» هو العنصر الأكثر أهمية فى دراسة أى مشروع، فدونه لن يعرف أحد منتجك، مهما كانت جودته، ومهما تميّز بسعره.
الأمر نفسه ينطبق على الدول، فلن يأتى أحد لاستغلال المزايا التى تمتلكها دون أن يعلم بها، ولن تتغير الصورة السلبية المرسومة عنك، إلا إذا رسمت للعالم صورة جديدة. لذا تُبدع الدول فى وضع آليات مبتكرة لترويج نفسها أمام العالم، بهدف جذب السياحة والاستثمار الأجنبى، وفتح أسواق تصديرية واسعة، بما يدعم حركة التنمية، ويحفز على الإنتاج والتشغيل. تركيا استعانت بـ«الدراما» لنشر ثقافتها فى العالم، والترويج للسياحة بها، لذا نجد المسلسلات التركية، تُظهر لنا كل جميل بداخل أنقرة وإسطنبول وعنتاب وغيرها من المدن السياحية هناك. بينما سعت الإمارات لتملّك حصص حاكمة فى مواقع وصحف عالمية بهدف توجيه الرأى العام العالمى لأن الإمارات هى عاصمة التجارة والسياحة فى العالم. يأتى ذلك فى الوقت الذى اهتمت فيه البرازيل بالرياضة، واعتبرت أشهر لاعبيها بمثابة سفراء لترويجها حول العالم، وإظهار كل شىء إيجابى بداخلها. هكذا تتعامل الدول مع الملف الترويجى، وتحاول أن تبتكر أدوات جديدة تحقق لها الانتشار الإيجابى السريع، بهدف تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة. وحققت مصر العديد من الإنجازات على صعيد الملف الاقتصادى، فقد أصلحت البيئة الاستثمارية المهترئة، وأعادت رسم الخطة المالية العامة، ونسفت اختلالات سوق الصرف الأجنبى، لتتحول فى أنظار الكثيرين إلى واحدة من أبرز الأسواق الصاعدة فى العالم خلال الفترة الحالية. وعلى الرغم من هذه الإنجازات، فإن المكاسب التى تحققت من ورائها ما زالت محدودة، خاصة فى ظل النشاط الكبير للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الملف الخارجى، وقيادته العديد من الوفود الرسمية التى تبحث فى كل دول العالم عن أنصاف الفرص، لجذب السياحة ورؤوس الأموال والمستوردين إليها.
الأمر الذى يتطلب ضرورة إعادة النظر فى سياسات الترويج المتبعة حالياً، والخروج بأنماط وأساليب جديدة تتناسب مع البيئة العالمية المتطورة.