بعد مظاهرات الكلاب.. هل تتراجع بريطانيا عن الخروج من الاتحاد الأوروبي؟
تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا
الاحتفالية والضجيج، كانت السمة المميزة للمظاهرة الكبرى التي احتشد خلالها عشرات الآلاف من المعارضين لـ"بريكست"، انطلقت من منطقة "هايد بارك" إلى قصر وستمنستر، حيث مقر البرلمان في العاصمة الإنجليزية لندن، لمطالبة رئيسة الوزراء الإنجليزية تيريزا ماي، بتنظيم استفتاء ثان، حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
واصطحب عدد من المشاركين في المسيرة كلابهم، تلبية لمطالب الجهة المنظمة لـ"مسيرة تصويت الشعب"، كما كانت المسيرة مليئة بالحافلات لإحداث ضجيج كبير وضوضاء، في رسالة للقلق الكبير الممكن التسبب فيه في حالة عدم إجراء استفتاء ثان.
الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، قالت إن تيريزا ماي ترغب في الخروج السلس والناعم والتدريجي من الاتحاد الأوروبي، حتى لا تتسبب في خسائر كبيرة لبريطانيا.
ماي بين اختيارين أحلاهما مر بعد فشل التفاوض مع دول الاتحاد على مدار اليومين الماضيين في القمة الأوروبية، حسبما أكدت الشيخ لـ"الوطن"، موضحةً أنها اختلفت مع الاتحاد حول عدد من القضايا على رأسها وضع أيرلندا الشمالية، وأنها الآن إما أن تخرج من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، وهو ما يتسبب في مشاكل كبيرة، أو إجراء استفتاء آخر وتجاهل نتائج الاستفتاء القديم.
أستاذ العلوم السياسية أوضحت أن إجراء استفتاء جديد حول بريكيست ليس أمرًا هينًا، خاصةً مع صعود اليمين المتطرف في إنجلترا ومعظم دول أوروبا، مرجحةً أن تكون المظاهرات مؤيدة لها في الأساس بعد فشل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وأنها في نفس الوقت لن تتراجع وتجر استفتاء جديد، مع استمرارها في محاولة الخروج اللين والتدريجي من الاتحاد الأوروبي.
خروج بريطانيا بدون اتفاق من الاتحاد الأوروبي سيؤدي لنتائج كثيرة سيئة، وفقًا لرؤية الشيخ، لافتةً إلى أنها مقر للعديد من الشركات الأوروبية الكبيرة، التي ستسحب استثماراتها حتمًا منها بسبب صعوبة الاستثمار خارج الاتحاد االأوروبي، ما قد يتسبب في أزمة اقتصادية كبرى.
وأردفت أستاذ العلوم السياسية أن الأزمة الاقتصادية المحتملة حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا تقارن بحالة الإرباك اليومية التي ستحدث في بريطانيا، حيث سيفقد سائقو المركبات على سبيل المثال رخصات القيادة التي تتيح لهم دخول الدول الأوروبية، كما سيفقد المواطنون ميزة التنقل بين دول الاتحاد دون تأشيرة، وبالقياس على ذلك حتى الوصول للشركات الكبرى التي ستفقد استثماراتها بشكلٍ كبير.