الكاهن القبطى.. من يكون؟
القس بولس حليم
الكاهن القبطى لا يختار الكهنوت، فهى ليست وظيفة، لكى يختارها، بل هى دعوة من الله لتكريس وقته وصحته وكل حياته من أجل الله وعمل الله لذلك ليس هو الذى يعمل، بل الله الذى يعمل فيه.
ويمكننا أن نتعرف على من هو الكاهن القبطى عن قرب من خلال الصورة التى أوصته الكنيسة بأن يكون عليها، فقد أوصته بأن: يرعى شعبه من خلال التعليم وإتمام الممارسات الطقسية وتفقد الشعب، ويعلم شعبه بجميع أشكال التعليم، وتسليمه العقيدة المسيحية الأرثوذكسية السليمة ويسعى بكل الطرق للبحث عن الضالين والمفقودين ورعاية المرضى والمحبوسين والمحزونين والاهتمام بالفقراء والمحتاجين والغرباء والمأزومين وذوى الظروف والاحتياجات الخاصة، وما يستجد من خدمات رعوية، ويلتزم بالسلوك الروحى الذى يتفق مع تعليم الإنجيل وعقيدة الكنيسة وتعاليم الآباء الرسل وقوانينهم ويمتنع عليه سلوك أى تصرف أو عمل يكون من شأنه عثرة المخدومين من أولاد، ويلتزم بجميع القوانين والقرارات التى صدرت أو تصدر من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويمارس جميع أنشطة الكنيسة والمهام المسندة إليه بأمانة، حسب ما هو متبع وما تسلمه من الآباء، ويتحلى بروح المحبة والوداعة ونبذ الفرقة أو الكبرياء أو التسلط، كما يجب أن يكون إنجيلاً متجسداً يقدم تعاليم الكنيسة وليس المفاهيم الشخصية، ويجب أن يكون حياة تنتقل من شخص إلى آخر وكلمته تحمل قوة، ويجب أن يصل إلى قلب كل من يكلمه قبل أن يصل إلى عقله، ويجب ألا يستريح للخدمة السهلة التى لا تعب فيها ولا صعوبة، ويجب أن يكون تلميذاً حتى آخر العمر، ويحب أن يصلى للعالم ويتألّم لأجل العالم بأسره، أن يرتفع عن كلّ هوى وكلّ شهوة وكلّ باطل، ويجب أن يكون متّحداً عمليّاً بالله. ويجب أن يكون شعلة محبّة لله وللناس، ويجب أن تكون طاقته التى تدفعه لخدمة النفوس هو الحب الإلهى النابع من الصليب، ويجب أن ينظر إلى كل إنسان آتٍ إليه كشخص موصى عليه من رب المجد، ويجب أن يحمل صورة المسيح ورائحته وينشرها فى كل مكان، ويجب أن يكون أنجيلاً مكتوباً بريشة الروح القدس ويد الرب يسوع، ويجب أن يكون أيقونة طاهرة يتبارك بها كل من يراها، ويجب أن يكون سُلَّماً يصل إلى السماء، يصعد عليه تلاميذه، ويجب أن يكون إنجيلاً متجسداً، كنيسة متحركة، ويجب أن يكون نموذجاً للمُثل العليا وقدوة للعمل الصالح، ويجب أن يكون وسيلة إيضاح لكل الفضائل، صورة الله أمام تلاميذه.