"سنكسار اليوم".. قصة زكريا الراهب الذي تذمر من جماله الرهبان
زكريا الراهب بحسب ايقونة قبطية
يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم، بحسب "السنكسار الكنسي"، بذكرى وفاة القديس زكريا الراهب.
"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الثلاثاء، 13 من شهر بابه لعام 1735 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم توفي القديس زكريا الراهب، مشيرا إلى أن زكريا كان ابن شخص يدعى قاريون، وكانت لديه أخت، ورغب ابوه وهو طفل صغير في تركهم والذهاب إلى برية شيهيت "وادي النطرون" حيث ترهبن، إلا أنه بسبب الغلاء ذهبت الزوجة إلى "قاريون" لتترك لديه الولدين، فطالبها بأن يأخذ الولد "زكريا" وهي تاخذ البنت، وقد كان.
ويضيف السنكسار، أن شيوخ الرهبان أخبروا "قاريون" بأن ابنه سيصير له شأن ويصبح راهب فاضل، ولكن بسبب جماله تذمر الرهبان وطالبوا بابعاده عن الدير، ويشير السنكسار أنه "لما سمع زكريا هذا الكلام، ذهب إلى بحيرة النطرون وخلع ثيابه ونزل إليها وانغمس فيها عدة ساعات، فتحوَّل لون جسده إلى السواد، وصار كالمجذوم، ثم صعد من الماء ولبس ثيابه وأتى إلى أبيه فلم يعرفه إلا بعد أن تفرَّس فيه جيداً، فلما سأله عن الذي غيرَّ منظره أعلمه بما عمل، ولما كان يوم الأحد مضى مع أبيه إلى الكنيسة لحضور القداس والتناول من الأسرار المقدسة، واعتبره الرهبان بأنه قديس وملاك، وظل في الدير لمدة 45 عامًا، حتى توفي.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.