"فاتح بيوت أرامل".. مطبخ ولاء "بيشغل راجل وست وستات"
ولاء جبر صاحبة مشروع الاكل البيتى
قبل 16 عاما حملت لقب "أرملة"، عقب وفاة زوجها وتركه 3 أولاد لها في سن صغيرة، فاضطرت إلى تحمل مسؤليتهم وحدها، دون أن تدري أن الحياة ستكون شاقة وأنها بعدما كانت الفتاة المدللة الوحيدة لأبيها، أصبحت «أم العيال».
تزوجت ولم يكن لديها سابق معرفة بالعمل سوى التطوعي والخدمي، حيث سخرت حياتها للعمل الخيري منذ زواجها، فكانت تتحمل مسؤولية الإنفاق على عدد من الأرامل والمطلقات من مالها وزوجها وبعض المتبرعين.
فكرت ولاء جبر، المرأة الخمسينية والمقيمة بمدينة كفر الشيخ، الحاصلة على ليسانس آداب علم نفس، في مشروع قد يدر دخلاً، تستطيع من خلاله تلبية احتياجات أسرتها، والالتزام بمراعاة عدد من السيدات المعيلات والأرامل، فاستغلت عشقها لـ«المطبخ»، دافعا لها في إنشاء مشروع «الأكل البيتي»، ومنه استطاعت تشغيل 6 سيدات أرامل ومطلقات وفتحت بيوتهن، بدأ المشروع يدر دخلاً أكثر بعد أن عرفه الأهالي ووثقوا في «طبخاتها»، بعدما سوقتها عن طريق جروب خاص بأكلها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
تقول ولاء، «تربيت حب الخير منذ صغرى، فقررت التكفل بعدد من السيدات الأرامل واللائي لديهن ظروف صعبة، عن طريق جمع تبرعات، لكن مع ارتفاع الأسعار انخفضت التبرعات، خاصة أنهن من صغيرات السن، ففكرت في فكرة مشروع الأكل، بدأت في تجهيز الخضار للسيدات العاملات أو اللاتي لديهن ظروف تمنعهن من عدم شراء الخضار وتجهيزه، ثم بعد ذلك بدأنا فى إعداده كاملاً، كانت لدينا مشكلة وهى التسويق، ومعرفة السيدات خاصة من قبل أسر أزواجهن المتوفين، فقررت فى إنشاء جروب على موقع (فيس بوك)، لتسويق المنتجات ولضمان سرية التعامل مع السيدات».
تضيف ولاء: «تحملت تكاليف المشروع كاملاً فى البداية، كنت أقوم بشراء مايلزم لتنفيذ الأوردرات، وكنت أجمعهن فى منزلى للعمل معى على حسب تخصص كل منهن فى الأكل، بعدما قسمت الـ6 سيدات إلى أقسام، أخذت أحسن ماعند السيدة، فأصبحت كل منهن متخصصة في مجال محدد، إحداهما تعد المحاشي، وأخرى للمشويات، وثالثة للأرز والأسماك وغيرها من التخصصات، وكنا نتقاسم الدخل».
وتتابع، «ظلت فكرة المشروع تراودني نحو 4 سنوات إلى أن تزوجت مرة ثانية وشجعني زوجي على البدء فى إعداد مطبخ ولاء، وكان فاتحة خير على السيدات، فتحت بيوتهن وغيرت حياتهن للأفضل، وأصبحن مشرفات على المنتج من البداية للنهاية، استقبل الشغل وأتواصل معهن عن طريق جروب على واتس آب وأوزع على كل منهن الأوردر حيث تقوم بتجهيزه في منزلها، وأتولى أنا جمع الأكل يوميا في منزلي وأشرف على التجهيزات النهائية، والتوزيع».
وتستطرد، «بدأنا فى إعداد بوفيهات الأفراح والعزومات الكبيرة، كل واحدة بتشتغل فى بيتها وبتابع ولادها، وحياتهم اتغيرت تماما، وبدأت السيدات في شراء أدوات تساعدهم على إعداد الأكلات بشكل أسرع، واتعلموا يجيبوا الخضار إزاى ويغلفو الوجبات، الأكل بيطلع من إيديهم على السفرة علطول، بالإضافة إلى تشغيل شاب فى مقتبل عمره كدليفرى، بيوصل الأكل للزبون، وعملنا في المشروع جزء خيري كمان، علشان نساعد السيدات الأرامل، بنحدد يوم كل أسبوع بنعمل وجبات للأيتام والمسنين مجانا، والمساهمة بجزء كبير مع المتبرعين بالأكل الخيري، لأنهم ذاقوا مرارة الحاجة فولدت جواهم الخير، وبيتكفلوا بمصروفات الوجبات الخيرية».
وتضيف، «ملتزمون جدا بالمواعيد، وبقالنا 4 سنوات متواصلين ومنضبطين، لكننا بنعاني من ارتفاع الاسعار وبالتالى بنرفعها على الزبون، فبيضطر يخد أكل على قده، معندناش أسعار ثابتة، لكن لدينا عروض كبيرة، لأننا بنخد هامش ربح بسيط، وبنراعي ربنا في شغلنا واكتسبنا سمعة ممتازة».
تختتم صاحبة المبادرة حديثها قائلة، «الزبون بيقدر الملتزم، وإحنا عندنا الوقت اهم شئ ، حتى لما يبقى فيه مشكلة بيتداركها، والخير ربنا بيبارك فيه، أنا متفرعة 24 لاستقبال الأوردرات، وإعداد طلبات الزبائن، وبقول للسيدات من خلال تجربتي، اشتغلوا واستغلوا طاقتكم متعتمدوش على حد، أنا تخطيت كل العقبات ومفيش مستحيل مع الاجتهاد والإرادة، كنت في وضع ودلوقتى في آخر، مش معنى أن راجل توفى وترك زوجته، أن الدنيا تقف، لا دلوقتي مبقاش فرق بقى فيه تحدى ومسئولية، أهلي مكنوش موافقين لكن أنا اتحديت الجميع علشان أربي عيالي».