دريد لحام:رأى الجمهور مقدم على أى جائزة ورفضت تولى مناصب سياسية لأن النوم أهم
«دريد» فى مشهد من فيلم «دمشق - حلب»
اعتبر الفنان السورى الكبير، دريد لحام، عرض فيلمه «دمشق حلب» فى افتتاح الدورة الـ34 من مهرجان الإسكندرية السينمائى تكريماً كبيراً، بدعوى أن الأمير أباظة، رئيس المهرجان، اختار الفيلم لعرضه دون أن تكتمل مراحل تصويره أو مشاهدته له لتقييم مستواه الفنى، مضيفاً أنه واجه مع صناع الفيلم صعوبات عدة، أبرزها السفر بحافلة عبر طرق غير نظامية، لتجنّب مواجهة المسلحين المأجورين الذين لا يجيدون سوى لغة الذبح والموت، حسب قوله.
«عادى» أن تسقط قذيفة على «كواليس» عمل درامى.. يتوقفون لحين إزالة أثرها ثم يستأنفون عملهم
وكشف «لحام» فى حواره مع «الوطن» عن المغزى من بقاء بطل «دمشق حلب» حياً رغم ملامسة قدمه لـ«لغم» مدفون فى الأرض، وأوضح موقفه من إمكانية توليه مناصب سياسية أو حزبية، ووجّه رسائل مباشرة لفنانى بلده الذين غادروه وقت اشتعال الأوضاع هناك، كما بعث برسالتين إلى الفنان فاروق الفيشاوى والفنانة نادية لطفى، وكشف موقفه من مواقع التواصل الاجتماعى والتقاط الصور التذكارية بطريقة «سيلفى»، كما تحدث عن علاقته بأحفاده السبعة، وإلى نص الحوار.
بمَ تُعلق على واقعة منحك جائزة مستحدثة باسم «التمثيل الكبرى» من مهرجان الإسكندرية السينمائى فى سابقة أولى من نوعها؟
- أعتبر عرض «دمشق حلب» فى افتتاح الدورة الـ34 تكريماً كبيراً، ومع احترامى ومحبتى لمهرجان الإسكندرية ورئيسه الأمير أباظة، يظل رأى الجمهور فى أفلامى هو المعيار الأهم بالنسبة لى، لأنه لا يتعاطى مع عدد الجوائز التى يحصدها الفيلم أو بطله، وإنما يعنيه مشاهدة فيلم يعبر عنه ويُشبه واقع حياته.
أعلنت انتهاء أحلامك الكبيرة بعد فيلمك الجديد.. فماذا قصدت من هذه المقولة؟
- «دمشق حلب» فيلم يتحدث عن المجتمع السورى، وكثيراً ما حلمت بتقديم فيلم فى هذا الشأن، وعلى أثره فقد حققت أحد أحلامى الكبرى بهذا الفيلم، ولكنى ما زلت أحتفظ بأحلامى الصغيرة، لعلها تكبر فى يوم من الأيام.
وما أحلامك الصغيرة إذاً؟
- إيجاد أعمال تتلاءم مع أفكارى، نظراً لصعوبة خياراتى فى التمثيل، لأن مستقبلى ورائى وليس أمامى، حيث أعتبر أعمالى السابقة مستقبلى، الذى أحرص على ألا أسىء إليه ولتاريخى بتقديم أعمال دون المستوى.
وهل صعوبة خياراتك كانت سبب عزلتك السينمائية خلال الأعوام الأخيرة؟
- ابتعادى ليس مقصوراً على السينما، وإنما يشمل الدراما التليفزيونية أيضاً، لأننى لم أجد أعمالاً تتلاءم مع أفكارى، وذلك رغم قراءتى آلاف الصفحات من السيناريوهات، لكن خياراتى صعبة جداً كما أشرت، فلا أستطيع أن أقدم عملاً لمجرد وجودى على الشاشة.
صدمنى وصف مثقفين لــ«الحرب على بلدى» بـ«ثورة»! ألم يشاهدوا مقاتلين من 80 دولة يشاركون فيها؟!
ولمَ لا تكتب لنفسك أفلاماً تناسب أفكارك كما كنت تفعل فى السابق؟
- فكرت كثيراً فى ما جاء بسؤالك، وأملك أكثر من فكرة ربما أكتبها.
عرض «دمشق حلب» فى مهرجان الإسكندرية السينمائى كان الخيار الوحيد أمامكم، أم تلقيتم عروضاً من مهرجانات سينمائية أخرى؟
- المسألة ليست كذلك، لأن الأمير أباظة حضر أياماً من تصوير الفيلم فى سوريا، وذلك على هامش وجوده هناك فى إطار احتفالية سورية أقيمت آنذاك، وهناك أبدى رغبته فى عرض الفيلم بافتتاح الدورة الـ34، وسعدنا برغبته، وأبدينا موافقتنا الفورية، لما لمسناه من تقدير كبير من المهرجان، ممثلاً فى شخصه، خاصة أن الفيلم لم يكن قد انتهى تصويره بعد، وبالتالى لم يشاهده هو كعمل سينمائى مكتمل على الشاشة.
هل تدخلت فى كتابة الفيلم بما أنه كُتب خصيصاً لك، حسبما صرح مخرجه باسل الخطيب؟
- إطلاقاً، فـ«باسل» كتب الفيلم مع شقيقه «تاليد»، وأبديت ملاحظات على السيناريو بعد اكتماله، منها ما تم الأخذ به، وأخرى لم يُلتفت إليها، لأنها كانت اقتراحات وليست طلبات، لأننى أحترم بطبعى تخصّصات الغير، وعليه لم أتضايق من عدم التفاتهم لبعض ملاحظاتى.
«ما أخذنا من الربيع غير الخراب».. جملة جاءت على لسانك عبر أحداث الفيلم، فإلى أى مدى تتسق مع قناعاتك الشخصية؟
- أتفق معها بنسبة مائة بالمائة، لأن بعض المثقفين أخطأوا الحكم على أوضاع سوريا، وسمّوا ما يحدث على أراضيها بـ«ثورة»، رغم أننا كأهل لهذا البلد نعى جيداً أنها ليست ثورة، وإنما حرب ومؤامرة عليها مكتملة الأركان، بدليل قدوم مقاتلين من 80 دولة للقتال فى سوريا، وهؤلاء أسألهم: «تقاتلون مَن؟» فأنتم تقاتلون الشعب السورى بكل أطيافه، وهنا أستعيد ذكريات ما حدث فى 25 يناير، حينما احتشد عشرات الآلاف من المصريين فى ميدان التحرير، وكنت متابعاً لحيثيات المشهد السياسى فى مصر آنذاك، وكتبت قصيدة بالشعر المحكى تسرد واقع المشهد حينها، لكننى لست متذكراً بيوتها فى هذه اللحظة، إلا أن المحتشدين ظلوا يردّدون شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، وهنا أود أن أسأل المصريين: «هل تقبلون أن تجدوا فرداً من باكستان يُردّد هذا الشعار معكم على أراضى بلدكم؟»، بالتأكيد لأ.
عشنا 7 سنوات عجاف.. شعبنا مثل «أشجار التين والزيتون».. وأنصح الفنانين الذين غادروا هرباً: «خليكم برة».. ولماذا أرحل عن سوريا؟ هل أهجر أمى حين تمرض؟!
لكن ثوار سوريا ردّدوا نفس الشعار أيضاً؟
- مسألة المطالبة بـ«إسقاط النظام» خطأ كبير، لأن سقوطه يعنى بالتبعية الفوضى العارمة، وإذا تعاملنا مع مفهوم الشعار أيديولوجياً، سنجد أنهم يطالبون بتحول النظام الجمهورى إلى ملكى، وإذا كان النظام المراد إسقاطه ملكياً فليتحول إلى سلطانى، وإذا كان سلطانياً فليتحول إلى ديكتاتورى وهكذا، ولكنى أؤيد إسقاط السلطة والفاسدين بكل تأكيد.
ألم تفكر فى ترك سوريا وقت اشتعال الأوضاع هناك؟
- أترك سوريا؟ فالموت أفضل من ترك بلادى الحبيبة، علماً بأننى أسافر أحياناً إلى بعض البلدان، وأجد سكانها يسألوننى: «ما موطنك؟»، فأجيب: «وطنى الثانى سوريا والأول رحم أمى»، مما يعنى تساوى منزلة أمى وبلدى عندى، وهنا أسألك: «هل إذا أصيبت والدتك بوعكة صحية ستتركها وتبحث عن أم بديلة أم تقف بجانبها إلى أن يكتمل شفاؤها؟ من بقى فى سوريا أشبه بأشجار التين والزيتون، التى تموت إذا ما تخلت عن جذورها، وهنا أستعين بما قالته الأديبة السورية الرائعة غادة السمان «لا تحاول أن تأخذ شجرتك إلى الغربة كى تحظى بظلها، لأن الأشجار لا تهاجر».
وما رسالتك لمن غادروا سوريا بإرادتهم أو رغماً عنهم؟
- أقول لفئة منهم: «فكروا أفضل»، وللآخرين: «خليكم برة».
معنى كلامك أنك قد ترفض عودة بعض فنانى سوريا للعمل بالدراما السورية بعد تألقهم فى مصر والوطن العربى؟
- هم متألقون، وسوريا مليئة بالمتألقين أيضاً، لكننى أسأل الواصفين للأوضاع فى بلادنا بـ«ثورة»: «ألم تشاهد مقاتلى باكستان والشيشان وأفغانستان وألمانيا وفرنسا وهم يقاتلون الشعب السورى؟».
بالعودة للحديث عن الفيلم.. ما المغزى من بقاء البطل «عيسى» حياً فى نهاية الفيلم، رغم ملامسة قدمه لـ«لغم»؟
- إعطاء أمل للناس بأن سوريا باقية، وإذا تحدثنا عن أحداث الفيلم كافة، سنجدها عن حافلة تقل ركاباً من دمشق إلى حلب، ولا يجمع بين الركاب أى سابق معرفة، لكن توالى الأزمات عليهم قرّب المسافات بينهم، خاصة أن «عيسى» كان شخصية طيبة، مما أصاب الآخرين بعدوى الخير منه، وتحولوا من غرباء إلى عائلة واحدة متماسكة، فهكذا هو المجتمع السورى الذى عاش 7 سنوات عجاف وها نحن على أعتاب الثامنة منها، حيث أصبحنا عائلة واحدة بفعل صمودنا وصبرنا، تعلقاً بوطننا وبلدنا.
نحتاج إلى الأعمال التوثيقية أكثر الآن لتعرف الأجيال القادمة حقائق ماضيها
عدد من صناع الأفلام السورية لقوا حتفهم أثناء تصوير أعمالهم.. ألم تواجهوا مخاطر من هذا القبيل فى «دمشق حلب»؟
- إطلاقاً، لكن تعذبنا كثيراً فى مسألة السفر، لأننا اضطررنا لسلك طرق غير نظامية، لتجنّب مواجهة مسلحى تركمانستان وبنجلاديش، لأنهم لا يفهمون سوى لغة الذبح، اعتقاداً منهم بأن ذبح البشر جزء من عبادة الله.
«عيسى» كان ناقماً على مواقع التواصل الاجتماعى فى الفيلم.. فهل تشبهه؟
- نعم، فأنا لا أجيد سوى الرد على هاتفى وإغلاق الخط، ولا أملك أى حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعى.
إذاً ما زلت عند موقفك الرافض لهذه المواقع؟
- بكل تأكيد، فأنا أسميها مواقع التخريب الاجتماعى وليس التواصل، نظراً لوجود أشخاص يتعمدون تدشين حسابات وهمية بأسماء الفنانين، ونشر تصريحات مسيئة على لسانهم، مما يثير حفيظة وغضب الجمهور، لذلك أعلن عدم مسئوليتى عن أى حسابات أو صفحات تحمل اسمى.
«روز» يرصد معاناة الإيزيديات فى «السبى الداعشى».. وتجنبت مواجهة «مسلحى بنجلاديش» خلال تصوير «دمشق - حلب»
وماذا عن موقفك من التقاط الصور بطريقة «سيلفى»، بما أن «عيسى» كان ممتعضاً منها، حسب أحداث الفيلم؟
- أضحك كثيراً من هذه الظاهرة، وأذكر واقعة جرت على حدود دمشق وبيروت، حيث جاءنى شخص بسيط بغرض التقاط صورة، فرحّبت بمطلبه وسألته: «أين الكاميرا؟»، فأشار إلى عدم امتلاكه كاميرا، فعاودت سؤاله: «أين هاتفك؟»، فأجاب: «لا أملك هاتفاً»، فاندهشت قائلاً: «كيف هنتصور يعنى؟» فرد: «بهاتفك المحمول»، فزاد اندهاشى منه، وسألته: «كيف ستحصل على الصورة إذاً؟»، فأجاب: «لا أريد الصورة من الأساس».
ما تقييمك لمستوى الأفلام السورية التى شاركت فى مسابقات الدورة المنقضية من مهرجان الإسكندرية؟
- نتيجة للظروف الصعبة التى تشهدها سوريا، لا أنظر لمستوى الأفلام من الناحية الفنية والتقنية.. إلخ، لأنى أعتبر صناعها رائعين لتقديمهم أفلاماً وسط هذا الخطر الداهم، علماً بأن أغلب الأفلام المقدّمة حالياً توثيقية للأحداث، وهذه مسألة فى غاية الأهمية، لتعريف الأجيال المقبلة بحقيقة الأوضاع فى سوريا، فمثلاً فيلم «روز» بطولة سوزان نجم الدين يسرد معاناة النساء بواقعية شديدة، رغم إشارة صناعه إلى أن قصة الفيلم غير حقيقية، إلا أنها تجسّد معاناة الأيزيديات فى شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق، حيث يعانين هناك من السبى الداعشى والبيع.. إلخ، وبعيداً عن هذا وذاك، فإساءة الإرهابيين لرب العالمين وصلت إلى مرحلة ترديد «الله أكبر» أثناء ذبحهم للبشر، فأى إساءة أكبر من هذا؟.
هذا عن السينما.. لكن ماذا عن رؤيتك للدراما السورية؟
- الدراما السورية ما زالت تحتل مكانة متميزة رغم صعوبة الأوضاع، وأذكر أن بعض مواقع التصوير شهدت سقوط مقذوفات عليها خلال الأعوام الأخيرة، مما نتج عنه سقوط قتلى ومصابين، لكنهم لم يتوقفوا عن التصوير، بل ارتاحوا وتمالكوا أعصابهم لمدة 10 دقائق، وعادوا بعدها لمزاولة عملهم وكأن شيئاً لم يحدث.
إلى أى مدى ترى أن الأعمال الفنية السورية أثرت فى الواقع السورى؟
- العمل الفنى بدوره يزرع فكرة، قد تنبت بعد عام أو 20 عاماً، فلا يمكن أن تُحدث تغييراً آنياً، وأشبه كلامى بثورة أطفال الحجارة فى فلسطين، التى اندلعت فى فترة الثمانينات، فهؤلاء الأطفال لا ينتمون إلى جيل النكبة، التى وقعت عام 1948 كما يعلم الجميع، فهم الجيل الخامس الذى انفجرت فيه فكرة المقاومة، بفعل الكتابات والمقالات والأشعار والأغنيات وصوت فيروز التى غنت «راجعون» و«شوارع القدس العتيقة»، حيث شحذت كل هذه العوامل من هممهم لتنفجر الثورة على أيديهم.
لماذا تبدو مهموماً بالواقع السياسى فى أفلامك؟
- دعنى أسألك: «هل تحب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟ هل هذه مطالب سياسية أم عناصر تُحقّق المواطنة؟ فأنا لست سياسياً ولا أتحدث فى السياسة، وإنما أبحث عن عناصر المواطنة والتأكيد عليها، وعلى أثره فالمطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة مطالب وطنية وليست سياسية، لأن السياسة بطبيعتها عبارة عن وجهات نظر مختلفة، وعلى أثرها تتعدّد الأحزاب فى خدمة الوطن والصالح العام، وسوف أضرب مثالاً باستشهاد جندى فى حرب أكتوبر المجيدة، فهل استشهاده جاء بغرض سياسى أم وطنى؟ الفارق كبير بين الجانبين، لأن السياسة لأهل السياسة، بينما الوطن للجميع دون تفرقة.
هل تلقيت عروضاً لتولى مناصب سياسية أو حزبية؟
- نعم، لكننى أرفض المناصب السياسية ولا أحبها، فهناك طقوس منزلية أمارسها بشكل يومى، ومنها تناول وجبة الغذاء فى الثانية ظهراً، ثم الخلود للنوم بعدها لمدة ساعة، فإذا جاءنى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب طالباً مقابلتى فى هذا التوقيت سأقول له: «بدى أنام».
كيف استقبلت إعلان الفنان فاروق الفيشاوى نبأ إصابته بمرض السرطان؟
- توجّعت كثيراً، لكننى لم أشعر بالخوف عليه، لأن الإرادة لها دور كبير فى الشفاء من هذا المرض الخبيث، وفاروق يملك هذه الإرادة التى ستُمكنه من تجاوز هذه الأزمة الصحية بسلام.
ماذا تقول للفنانة القديرة نادية لطفى التى حملت الدورة السابقة من مهرجان الإسكندرية اسمها؟
- أنتِ نجمة رائعة بكل المقاييس، لأنك جمعتِ بين الجمال والموهبة والتواضع، ولا أنسى ذكرياتنا فى فيلم «الرجل المناسب»، الذى صورناه فى القاهرة تحت إدارة المخرج حلمى رفلة.
ماذا عن علاقة الجد دريد لحام بأحفاده السبعة؟
- أحفادى يعملون فى مجالات علمية، وهناك مقولة دارجة متداولة فى كل دول العالم: «ما أعز من الولد إلا ولد الولد»، فهى جملة صحيحة فى بداية العلاقة بين الجد والحفيد، لكن سرعان ما تتغير بفعل السنوات وكبر الأحفاد، لأن الصداقة بينهم قائمة على الفوضى، بمعنى أن الحفيد البالغ عمره 7 أعوام مثلاً، يسعى لأن يضرب نظام والدته عرض الحائط، ومن ثم يلجأ إلى جده، بما أنه الوحيد القادر على اختراق النظام، فتنشأ صداقة بين الطرفين من هذه الجزئية، لكن حينما يكبر الحفيد تنتهى مرحلة الفوضى والصداقة، ويصبح الابن هو الأهم والأعز بالنسبة للأب.
دريد لحام أثناء حواره لـ«الوطن»