ممثل «الديمقراطى الكردستانى» فى مصر: وجودنا ضمن «عراق موحد» اليوم لمدة «عقد» أفضل بشرط الالتزام بالدستور
«حبيب» خلال حواره لـ«الوطن»
قال شيركو حبيب، مُمثل الحزب الديمقراطى الكردستانى فى مصر، إن حزبه لم يرشح مسعود بارزانى، الرئيس السابق لإقليم كردستان، فى انتخابات رئاسة العراق، وهو المنصب المخصص منذ 2005 للأكراد، لأنهم بحاجة إليه فى حل مشاكل الإقليم وقيادة الشعب الكردستانى، مشيراً إلى أن ترشيحهم فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فى الانتخابات التى جرت مطلع أكتوبر الحالى، جاء لكونه شخصية مستقلة تعمل من أجل القضية الكردية، وعلَّق على فوز برهم صالح، ممثل حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى المنافس، برئاسة الجمهورية، بعد انسحاب «حسين»، بأنه جاء لعدم التزام «الاتحاد» باتفاق يقضى بسحب مرشحهم مقابل حصوله على مناصب سيادية أخرى فى بغداد وأربيل، وأن حزبه فضل المصلحة الوطنية على المنصب.. وإلى نص الحوار.
ما طموحات الحزب الديمقراطى لحجم المناصب التى ينوى الحصول عليها فى الحكومة العراقية؟
- الحزب الديمقراطى الكردستانى له استحقاقاته وفقاً لحجمه ومشاركته فى العملية السياسية وحصوله على عدد كبير من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية السابقة، ويقف على نفس المسافة من جميع الكتل، ونحن أكثر قرباً للكتل التى تؤمن بالحقوق الدستوية وشعب كردستان، وحوارنا مع الحكومة حسب استحقاقنا الانتخابى، لأننا حصلنا على 25 مقعداً وبقية المقاعد لتحالفات بين 4 أحزاب، ونود أن نشارك فى الحكومة على أساس المصلحة العليا.
شيركو حبيب: لم نندم على محاولة الاستقلال.. ولو تناقشنا قبل الاستفتاء لأجلناه أو ألغيناه
لماذا رشحتم فؤاد حسين لرئاسة الجمهورية، بينما لديكم الشخص الأبرز هو مسعود بارزانى الرئيس السابق لإقليم كردستان؟
- السيد فؤاد حسين شخص مستقل، ولم ينتم إلى أى حزب منذ 1984، وفى السبعينات كان عضواً فى الحزب الديمقراطى وبعد ذلك صار فى الاتحاد الوطنى، وفى 1984 ترك الاتحاد الوطنى وأصبح شخصية مستقلة، يعمل من أجل القضية الكردية، كشخصية مستقلة، وشارك فى مؤتمرات دولية كشخص مستقل، ولهذا السبب رشحناه، ولم نختر «بارزانى» لأننا بحاجة إليه فى كردستان لقيادة الشعب.
ما تعليقك على انتخاب برهم صالح، مرشح الاتحاد الوطنى، لرئاسة الجمهورية، وهل الحزب الديمقراطى يشعر بخيبة أمل بشأن منصب الرئيس؟
- كنا نتمنى أن يكون للأكراد مرشح واحد، ويُنتخب من قبل الكتل الكردستانية فى البرلمان العراقى، لأن منصب رئيس جمهورية العراق من حصة الأكراد، وحاولنا أن يكون الاختيار بالتوافق وانتخابه من قبل الأعضاء الكرد فى البرلمان العراقى، لكن لم نفلح، وجرى الاتفاق على سحب مرشح الاتحاد مقابل حصوله على مناصب سيادية أخرى فى بغداد أو أربيل، لكن لم يتم الالتزام بالاتفاق، وفضّلنا المصلحة الوطنية والانتماء القومى على المنصب وسحبنا مرشحنا، وكان لافتاً أن رئيس الجمهورية لم يحصل على جميع أصوات الكتل الكردية فى البرلمان العراقى ولا الأكثرية، ولو وافقنا على بعض الشروط التى وافق عليها الأخوة فى الاتحاد لحصلنا على المنصب، لكن نحن يهمنا المصلحة العليا وليس المناصب، وكان ينبغى أن يُحسم الأمر داخل الكتل الكردستانية أولاً وألا يتم التصويت من خارجها، وبهذه الصيغة يمكن أن يترشح مستقبلاً شخص كردى لا علاقة له بكردستان وينال أعلى الأصوات فى البرلمان ويصبح رئيساً.
حصلنا على أكبر عدد مقاعد ببرلمان العراق و25 فى «تشريعية كردستان».. وفرص استحقاقاتنا فى الحكومة كبيرة
لا نشعر بخيبة من عدم الحصول على منصب الرئيس أو غيره لأن قوة الحزب الديمقراطى ليست فى المناصب بل فى جماهيره، وحصلنا على أكثرية الأصوات فى الانتخابات التشريعية العراقية، وكذلك الأكثرية الساحقة من أصوات شعب كردستان فى الانتخابات التشريعية لكردستان، «45 مقعداً من أصل 100»، بفارق 23 مقعداً مع الاتحاد الوطنى.
قبل عام كنتم تطالبون بالانفصال، ولكن الآن تنادون بالدولة العراقية الموحدة، ما تفسيرك لهذا التناقض؟
- ليس تناقضاً، نحن شعارنا الديمقراطية العراقية والحكم الذاتى الكردستانى إيماناً بوحدة العراق، ولكن عراق ديمقراطى، وكنا ركيزة أساسية للعراق الموحد، وقمنا بالاستفتاء لعدم التزام بعض الجهات العراقية بالدستور الذى صوت عليه أكثرية الشعب العراقى بنسبة 85%، ورأينا أن من حق الشعب الكردى أن يكون له كيان خاص، لكن ربما فى الوقت الحاضر أو بعد عقد من الزمن نكون ضمن العراق أفضل لنا لو تم الالتزام بالدستور، والآن نحن نريد بناء عراق جديد، لكل المكونات كشركاء حقيقيين فى الوطن، يتخذون القرارات المصيرية بشراكة، وأن نكون موحدين.
المتبرئون من محاولة الاستقلال أيدوا الاستفتاء.. وبعد فشله اتهمونا بتدهور الأوضاع.. ولو نجح لكان كل واحد منهم أصبح بطلاً
تقصد أن الذى تغير هو التفاهمات والمفاوضات بين الحكومة والأحزاب العراقية مع الأطراف الكردية؟
- نعم، طلبنا من الجهات العراقية أن نتحاور قبل الاستفتاء لكن مع الأسف بعض الجهات العراقية لم تقبل هذا الطرح وكان شرطهم إلغاء الاستفتاء ثم نتناقش، لو كنا قبل الاستفتاء ناقشنا وحاورنا كان ممكن أن نلغى الاستفتاء أو نؤجله، لكن لم يتم قبول ذلك، ونحن لم نقل إن يوم 25 سبتمبر الاستفتاء ويوم 26 نعلن دولتنا، بل قلنا إنه بالحوار نستطيع إعلان الدولة وحسب التفاهمات مع الدولة العراقية.
بماذا وعدتكم الحكومة أو الأحزاب العراقية التى حاورتكم وجعلتكم ترضون عنها؟
- طلبنا التوافق والتوازن والالتزام بالدستور والشراكة الحقيقية، وطلبنا تطبيق المادة 140، الخاصة بالمناطق المتنازع عليها فى كردستان العراق، التى بسببها قمنا بمحاولة الاستقلال، وهناك تفاهمات حول هذه المادة بالفعل.
خسرنا منصب رئيس الجمهورية لعدم التزام «الاتحاد الوطنى» بسحب مرشحه مقابل مناصب فى أربيل وبغداد
البعض يقول إن محاولة الانفصال تسببت فى شق البيت الكردى؟
- منذ أن بدأ الحوار على الاستفتاء وجميع الأحزاب كانت مع عملية الاستقلال عدا بعض الأشخاص كانوا مختلفين فقط على الوقت المناسب، ويوم الاستفتاء رأينا الجميع صوتوا بـ«نعم» عدا قلة تدعى حالياً أنها ليست مع الاستفتاء وقد كانت قبل الاستفتاء داعمة له، واتهمت الحزب الديمقراطى ومسعود بارزانى بالفشل، واتهامهم هذا فخر لنا، لأننا لم نعمل شيئاً ضد الدستور والقانون، ولو كان هناك التزام بالدستور ما قمنا بالاستفتاء، وهذا لم يؤد إلى تفكيك البيت الكردى، فهناك أسباب سياسية بين الأحزاب هى التى أدت للخلافات التى يرونها تفكيكاً، ولو قُدر للاستفتاء النجاح لأصبح كل واحد منهم بطلاً، لكنهم تبرأوا بعد فشل المحاولة، وفى كلتا الحالتين نحن معه إذا نجح، وإذا فشل معه لا نتبرأ من خطوتنا.
لكنكم جلبتم القوات العراقية بهذه المحاولة الفاشلة إلى أراضى كردستان والمناطق المتنازع عليها.. واندلع قتال وأزهقت أرواح، من المسئول عن ذلك؟
- المسئول هم الذين سحبوا الأسلحة الثقيلة، واتفقوا مع الجيش الشعبى وقوات دولة أخرى لدخول هذه المناطق، وقسم من الاتحاد الوطنى تركوا كركوك وتوجد مواد مصورة لتلك الوقائع.
لكن البعض يقول إنهم لو تركوا الأسلحة الثقيلة لتضاعف عدد الضحايا من الطرفين؟
- أنا لا أؤيد القتال، وهناك من استفاد من هذه الأحداث، ويوم 15 أكتوبر 2017 قبل دخول القوات العراقية أراضى كردستان بيوم واحد، جرى اجتماع بين قادة الأحزاب الكبيرة، بحضور الرئيس مسعود بارزانى وفؤاد معصوم رئيس الجمهورية، وسلم «معصوم» رسالة من الاجتماع إلى الأحزاب العراقية، وبعدها بدأ الهجوم، أى إنه كان هناك اتفاق مسبق بشأنه.
لم نرشح «بارزانى» لرئاسة العراق لأننا نحتاجه فى قيادة الشعب و«حسين» شخصية مستقلة ويعمل من أجل القضية الكردية
الاستفتاء لم يكن سبباً لاستقدام القوات العراقية، وبعض المكونات بحركة التغيير أعلنت أنها لن تشارك فى 16 أكتوبر الخاصة بدخول القوات العراقية أراضى كردستان، ولو شاركنا لكنا الحزب الحاكم فى منطقة السليمانية، وأصبحت هناك إدارتان، واحدة فى منطقة الحزب الديمقراطى وأخرى فى السليمانية، وكان مخططاً لذلك فى الاستفتاء وأخذوا الاستفتاء ذريعة لدخول هذه المناطق، ودخول القوات العراقية اعتيادى لكن ليس بأسلوب الحملات وطرد الناس من أماكنهم، كان يجب أن يكون باتفاق.
وبعض قيادات الاتحاد الوطنى الكردستانى اتفقت مع الحشد الشعبى وقوات إيرانية، للسيطرة على كركوك فى 16 أكتوبر 2017، وهذا ليس كلامى بل تصريحات للسيد نورى المالكى والسيد هادى العامرى، وبعض الجهات الكردية استغلت الأحداث لمصالحها الخاصة، بالاتفاق مع بعض الجهات الحكومية ودولة أخرى لدخول كركوك، وتم انسحابهم من هذه المناطق واستشهد عدد من قوات البيشمركة، وحاولوا أن يكون القتال بين الحزب الديمقراطى والحكومة العراقية، ولم نقبل بهذا، وحاولوا أن يجعلوا القتال بين الشعب الكردى والشعب العربى ولم نقبل بهذا أيضاً، فنحن خلافنا مع النظام والحكومة، والحل يجب أن يكون بالطرق السلمية والحوار، وفى الوقت الحاضر الحل فى الالتزام بالدستور.
ولهذا السلام الذى نريده سحبنا قوات البيشمركة فى بعض المناطق حتى لا يحدث قتال، ودافعنا عن أربيل حتى لا تسيطر عليها القوات العراقية وقوات غير عراقية، حيث كانت هناك مئات من العناصر الإيرانية تحاول دخول أربيل مع القوات العراقية.
ما تقديرك لخسائر تلك المواجهة؟
- سقط ضحايا بين الطرفين، فى أربيل استشهد 55 من البيشمركة وجرح مئات، وفى صفوف القوات العراقية قُتل مئات للأسف.