الجيش الليبي يستعد لعملية في جنوب البلاد.. وخبير يوضح ماذا يدور بها
الجيش الليبي
يستعد الجيش الليبي لعملية عسكرية في الجنوب الليبي، الذي تتمتع فيه بعض الميليشيات الإجرامية بنفوذ واسع، فضلا عن تواجد قوات تنحدر من بلدان إفريقية انخرطت في عمليات قتالية إلى جانب قبائل محلية.
ويعاني سكان الجنوب من سطوة تلك الميليشيات المتقاتلة، التي تعبث بحياة المواطنين وتقوم بأعمال سلب ونهب واسعة، فضلا عن الإتجار بالبشر والمخدرات.
من جهته، قال الدكتور زيادة عقل، الخبير في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك انشغال بالصراع بين الشرق والغرب في ليبيا ما جعل هناك إهمالا لملف الجنوب الليبي.
وأضاف عقل لـ"الوطن"، إن "ثاني مشكلات الجنوب أنه لم تتكون فيه قوى عسكرية حقيقية، وإنما يبقى خاضعا لسيطرة قبائل الطوارق والتبو، وهما من لديهما الكيانات العسكرية المتواجدة في الجنوب".
وبحسب عقل، فإن "القضية في الفترة المقبلة ستكون أن أي طرف من الشرق أو الغرب يستطيع عقد تحالفات مع أي من تلك القبائل، لبسط سيطرته على الجنوب الليبي"، متابعا: "أزمة الجنوب في القبائل، وهي المدخل للهيمنة السياسية على الجنوب".
أما عن دور الأطراف الدولية في أزمة الجنوب الليبي، قال: "الجنوب الليبي يشهد صراع مصالح وساحة لتنافس المصالح في الجنوب، وعلى رأس تلك الدول صاحبة المصلحة فرنسا وإيطاليا، عكس دول الجوار الليبي التي يبدو أن ليس لديها مصالح كبيرة في الجنوب".
وتابع: "على سبيل المثال فرنسا متواجدة في الجنوب نظرا لتواجدها في النيجر، وفي الوقت ذاته فإن إيطاليا مهتمة بالجنوب نظرا لبحثها عن حلول لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية، والجنوب يعد البوابة الرئيسية هنا".
وقال الباحث في الشأن الليبي، إن "الجنوب أزمته أن به تحالف من الميليشيات التي ليست إلى حد ما ذات طبيعة سياسية، فهي ذات طبيعة إجرامية لا تهتم إلا بجمع المال لا الولاءات السياسية من خلال تهريب البشر أو المخدرات"
وتابع: "وبالتالي تلك الميليشيات لديها مصلحة في استمرار الأوضاع كما هي في ليبيا بصفة عامة وفي الجنوب الليبي بصفة خاصة، وهناك أنشطة إرهابية مرتبطة بتلك المناطق، فالمسألة في الجنوب الليبي عدد من المصالح الدولية والإقليمية في الجنوب الليبية في ظل غياب المؤسسات".