قبل الاعتداء على الرهبان.. مواقف تصدت فيها الكنيسة القبطية للاحتلال
مطران القدس
قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقفة احتجاجية نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس القديمة، واعتدت على عدد من الرهبان والمشاركين والمشاركات فيها، قبل أن تعتقل أحد الرهبان، في حين وقف بطريرك الطائفة القبطية على مدخل الدير، في محاولة لمنع دخول العمال إليه، إلا أنهم تمكنوا من الدخول وسط هتافات الاحتجاج.
وأعلنت البطريركية، تنظيم هذه الوقفة احتجاجًا على رفض حكومة الاحتلال إجراء الكنيسة القبطية أعمال الترميم داخل دير السلطان القبطي، وتتولى حكومة الاحتلال بنفسها هذه الأعمال داخل الدير لصالح الأحباش- دون موافقة الكنيسة القبطية.
وللكنيسة القبطية، العديد من المواقف ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث سافر نيافة الأنبا يؤانس إلى الأردن على رأس وفد كنسي، ومعهُ مستندات ووثاق ملكية الدير السلطاني لأقباط مصر وكنيستهم، وبعد مفاوضات دارَت بينه وبين مندوب حكومة الأردن، عاد الدير إلى أصحابه، وعلى الرغم من كل ما حدث، فقد ظل الأقباط حريصين على استضافة الأحباش.
كما تبرع الرئيس جمال عبد الناصر بخمسة آلاف جنيه لدير السلطان، إسهاما من الحكومة المصرية في حركة الإعمار حينها- حسب مجلة الكرازة.
وفي جلسة المجمع المقدس، يوم 26 مارس 1980، قرر عدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس هذا العام، في موسم الزيارة أثناء البصخة المقدسة، وعيد القيامة، وذلك لحين استعادة الكنيسة رسميًا لدير السلطان بالقدس، ويسرى هذا القرار ويتجدد تلقائيًا طالما أن الدير لم يتم استعادته، أو لم يصدر قرار من المجمع بخلاف ذلك.
وتحت عنوان "زياراتنا للقدس مرتبطة بحل مشكلة دير السلطان"، كتبت مجلة الكرازة عام 1981، "أصدرت المحكمة اليهودية العُليا حكمها في صالِحنا، وغرمت وزير الشرطة وأسقف الأحباش، وأمرت بإرجاع الدير إلى الكنيسة القبطية، ولكن السلطات اليهودية لم تنفذ قرار القضاء الإسرائيلي، وحينما نستلم الدير، ستعلن الكنيسة القبطية رسميًا أنه لا مانِع من زيارة القدس، أما الآن فالكنيسة تمنع، كل ما تسلمناه حتى الآن هو وعود، ولكننا لم نستلم الدير المجاور للقبر المقدس، قبر المسيح".
وأضافت المجلة: "كل الذين يفكرون حاليا في زيارة القبر متأثرين بدعايات تقوم بها شركات سياحية، إنما يسيئون إلى الكنيسة، وإلى ملكية هذا الدير المقدس، المعبر الطبيعي لكنيسة القيامة، لقد تقابل قداسة البابا شنودة الثالث مع مطران القدس هذا الأسبوع يوم 12 فبراير 1981، ومازلنا نتابع تطورات الموقف".
وفي منتصف أكتوبر الجاري، جاء خبر بسقوط سقف كنيسة الملاك ميخائيل بالدير، ونشر نيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الأورشليمي يوم 21 أكتوبر 2018، مقطع فيديو يوضح فيه رفض السلطات الإسرائيلية السماح للكنيسة بالترميم بنفسها، ورغبتهم في استخدام فريق هندسي إسرائيلي، وعدم قبول دفع الكنيسة لمبلغ الترميم، ولا أن يبقى راهب قبطي معهم لمتابعة الأمر، وذلك في رغبة منهم لطمس الهوية القبطية المصرية للدير، بالرغم من حكم المحكمة الإسرائيلية العُليا لصالح الكنيسة في ملكيتها للدير، كما تم نشر صور الاعتداء على راهب من الكنيسة القبطية من قبل قوات الاحتلال.